لبنان
موفد ماكرون في بيروت لإنقاذ الحكومة.. والسيد نصرالله جاهزون لأي إعتداء
ركزت الصحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على زيارة الموفد الفرنسيّ باتريك دوريل الذي وصل ليل أمس وما سيحمله معه حلول من أجل إنقاذ تشكيل الحكومة التي ما زالت تشهد بعض التععقيدات.
كما توزع الحدث أمس بين مؤتمر النازحين الذي عقد في دمشق، وكلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله بالإضافة الى الجولة الرابعة من محادثات ترسيم الحدود وسط مراوغة من الجانب الإسرائيلي باتت تتكشف جليًا.
"النهار": هل يكسر موفد ماكرون مخطط تعطيل الحكومة؟
بداية مع صحيفة "النهار" التي رأت أنه إذا كانت هناك زيارتان استثنائيتان بكل المعايير للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبيروت بعد انفجار 4 آب مع كل ما رافقهما من قطع التزامات وتعهدات للمسؤولين الرسميين وزعماء الأحزاب والقوى السياسية ورؤساء الكتل النيابية لم تؤد جميعها بعد اكثر من ثلاثة اشهر الى كسر محظور انتقال لبنان من ضفة الغرق المطرد في الانهيار، الى ضفة وقف الاندفاع نحو الهاوية القاتلة عبر تشكيل حكومة انقاذية جديدة، فهل سيوفق موفد الرئيس الفرنسي الآن في كسر مخطط التعطيل؟ السؤال بدا بديهيا مع وصول مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط باتريك دوريل مساء امس الى بيروت وسط ارتفاع سقوف التشاؤم في إمكانات حلحلة الانسداد الذي يحكم مسار تأليف الحكومة الى الذروة. ومع بدء الديبلوماسي الفرنسي تحركا يتسم باتساع مروحة اللقاءات التي سيجريها، رسمت زيارة موفد الرئيس ماكرون مجددا علامات الاستفهام الكبيرة حول المحاذير التي يمكن ان تزداد وتتفاقم في حال لمس دوريل عقم المحاولات المتكررة لخرق التعقيدات السياسية اللبنانية بما يرتب عودته الى باريس بمعطيات من شأنها ان تثير هذه المرة ردة فعل فرنسية بالغة السلبية تبدأ مع خسارة مؤتمر الدعم الدولي الذي يعد الرئيس الفرنسي لتنظيمه بعد فترة. ذلك ان التناقضات الواسعة طبعت المعطيات المتداولة بين الكواليس السياسية حول حقيقة ما بلغه مسار تأليف الحكومة في ظل التعقيدات المتفاقمة في الأيام الأخيرة. وإذ تجمع الأوساط المطلعة على هذه التعقيدات على استبعاد أي خرق إيجابي في جدار التعقيد، فان بعض المصادر تحدث امس عن ملامح تبديل في الأجواء المتشائمة ربما تساعد زيارة الموفد الفرنسي في تثبيتها وتوسيع اطارها في الأيام المقبلة. وبدا نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي شديد التفاؤل حين تحدث توقع اتفاقا بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري على شكل الحكومة وعدد الحقائب كما على الأسماء هذا الأسبوع.
وأشارت المعلومات الى ان الموفد الفرنسي باتريك دوريل سيلتقي بمروحة واسعة من الشخصيات تبدأ بالرؤساء الثلاثة ومن ثم رؤساء الكتل النيابية الثمانية الذين التقاهم الرئيس ماكرون في قصر الصنوبر خلال زيارتيه لبيروت غداة انفجار 4 آب وفي اول أيلول. وتشير المعلومات الى ان دوريل سيستوضح من المسؤولين الرسميين والسياسيين رؤيتهم وتفسيرهم للأسباب التي حالت حتى الآن دون تشكيل “حكومة المهمة” التي نصت عليها المبادرة الفرنسية وتاليا الأسباب التي افشلت بعد ثلاثة اشهر امكان تشكيل حكومة تنسجم مع تعهدات المسؤولين اللبنانيين بتنفيذ سائر مندرجات المبادرة الفرنسية التي اتفق عليها في اجتماع قصر الصنوبر في الأول من أيلول. ولفتت المعلومات الى ان الجانب الأشد اثارة للحذر في ما تردد عن مهمة الموفد الفرنسي يتعلق باحتمال ان ينقل الى المسؤولين الرسميين والسياسيين تحذيرا من امكان تأثر التحضيرات الجارية في فرنسا لتنظيم مؤتمر دولي للدعم الاقتصادي للبنان بعد فترة في حال عدم تجاوز التعقيدات الماثلة امام تشكيل الحكومة وتاليا تحويل هذا المؤتمر الى منتدى دولي لتقديم المساعدات الإنسانية المختلفة الى المجتمع المدني في لبنان بدل دعم الدولة في النهوض الاقتصادي. وذهب بعض المصادر الى ان الرئيس ماكرون لم يرسل موفده لاعادة ترداد المواقف الفرنسية الثابتة التي يعرفها السياسيون اللبنانيون، لان الرئيس الفرنسي متمسك بمبادرته اكثر من أي وقت مضى بدليل ان ايفاد مبعوث رئاسي الى بيروت وسط كل الانشغالات الفرنسية الطارئة يشكل رسالة حاسمة حيال استمرار انقاذ لبنان ودعمه من الأولويات الفرنسية. ولكن ذلك لن يحجب احتمال قيام ردة فعل سلبية قوية من جانب ماكرون هذه المرة خصوصا اذا خيبته الحسابات السياسية اللبنانية الضيقة الأفق بما يرتب واقعا آخر لن تبقى معه مقاربات باريس مرنة بل ستتجاوز الأطر التقليدية الى مقاربات صارمة. وفي غضون ذلك اكدت المعلومات المواكبة لزيارة الموفد الفرنسي ان الرئيس ماكرون لا يزال يدرج زيارته المقررة للبنان خلال شهر كانون الأول المقبل على جدول أعماله وان هذه الزيارة لم تلغ خصوصا ان ماكرون سيقوم خلالها بزيارة القوة الفرنسية العاملة ضمن قوات اليونيفيل في الجنوب.
وفي اطار التحركات السياسية الداخلية التقى امس رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في عين التينة.
لبنان يخرق المقاطعة !
ووسط الانسداد الحاصل في مسار تأليف الحكومة، وجدت السلطة في الواقع الانتقالي الحالي الفرصة المناسبة لاعادة تقديم نفسها في اطار سلطة أحادية تتبع سياسات محورية اذ سجل خرق لبنان للمقاطعة العربية والأوروبية والأميركية للمشاركة في مؤتمر إعادة النازحين السوريين الذي عقد امس في دمشق. واوفدت حكومة تصريف الاعمال وزير الشؤون الاجتماعية رمزي مشرفية لتمثيل لبنان في المؤتمر حيث ألقى كلمة تحدث فيها عن الخطة التي اقرتها الحكومة اللبنانية لعودة النازحين السوريين الى بلادهم “بتوافق مع المعايير الدولية بما يضمن حق النازح في العودة محفوظ الكرامة بالتنسيق مع الدولة السورية وبرعاية المجتمع الدولي “. كما ألقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه كلمة عبر الفيديو داعيا الى “تكثيف الجهود الدولية لتامين العودة الآمنة للنازحين السوريين وعدم ربطها بالحل السياسي “.
الجولة الرابعة
في غضون ذلك بدا ان نتائج الجولة الرابعة من المفاوضات اللبنانية الإسرائيلية غير المباشرة في الناقورة لترسيم الحدود البحرية خالفت التوقعات التي استبقتها وتحدثت عن احتمال تعليق المفاوضات بعد هذه الجولة. ومع ان التقارير القليلة التي تسربت عن الجولة اشارت الى انها كانت شديدة الحساسية والصعوبة، اعلن بيان مشترك لحكومة الولايات المتحدة ومكتب منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان ان ممثلي حكومتي لبنان و"إسرائيل" أجروا مفاوضات مثمرة… ولا تزال الولايات المتحدة والأمم المتحدة تأملان في ان تؤدي هذه المفاوضات الى حل طال انتظاره . وأشار البيان الى ان الطرفين التزما مواصلة المفاوضات في أوائل كانون الأول المقبل. وأفادت تقارير ان الوفد اللبناني قدم مستندات وخرائط تثبت حق لبنان في حدوده البحرية ومساحته البحرية البالغة 2290 كيلومترا مربعا فيما تسلح الجانب الإسرائيلي بان المفاوضات انطلقت على أساس 860 كيلومترا مربعا للبنان الامر الذي لا يخول الجانب الإسرائيلي البحث في مساحة أخرى .
"الأخبار": نصرالله.. جاهزون لردّ سريع على أي حماقة
بدورها صحيفة "الأخبار" أخذت تقول: في مناسبة «يوم شهيد حزب الله» أكد الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، أن «المقاومة جاهزة للردّ على أي حماقة إسرائيلية». أربعة ملفات تطرّق إليه السيد نصر الله بدأها بترسيم الحدود «الذي لا يتدخل فيه حزب الله، وهو ملتزم بما تقرّره الدولة اللبنانية»، مروراً بالمناورات الإسرائيلية التي «قابلها استنفار كبير للمقاومة في لبنان وسوريا»، والانتخابات الأميركية التي «لن تغيّر شيئاً في المنطقة»، وصولاً إلى العقوبات الأميركية التي تستهدف حزب الله وحلفاءه وأصدقاءه، معتبراً أنه «لا يحق للإدارة الأميركية تصنيف الإرهاب والفساد، وأن موقف الوزير جبران باسيل شجاع».
قطع الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الطريق على المشككين في موقف رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، بعد العقوبات الأميركية عليه. «باسيل اختار التمسّك بالتحالف مع حزب الله، بعدما خيّره الأميركيون بينه وبين العقوبات، وهذا موقف شجاع ويُبنى عليه»، قال نصر الله، كاشفاً أن باسيل أبلغه بهذا الأمر قبل صدور القرار الأميركي. وقال السيد إنه أبلغ باسيل بأنه في حِلّ من أي التزام مع الحزب، ورغم ذلك، اختار رئيس التيار الوطني الحر ورقة التفاهم على الرضى الأميركي.
وبمناسبة يوم الشهيد، أشار إلى أنه جرى اختيار هذا اليوم للاحتفال «لأنه في مثل هذا اليوم قام أمير الاستشهاديين أحمد قصير باقتحام مقر الحاكم العسكري الصهيوني في صور، وهي العملية الأضخم في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، أن يقوم شاب وحده بإلحاق الهزيمة بهذا العدد من ضباط وجنود العدو»، معتبراً أن «أهمية توقيت ونتائج هذه العملية هي في تلكَ المرحلةـ حيث كان هناك من يعتبر أن لبنان دخل في العصر الاسرائيلي». وتوجه بالتحايا الى كل عوائل الشهداء «الذين هم بعد الشهداء ضحّوا وأصرّوا على مواصلة الطريق وإرسالهم لبقية الأعزاء لمواصلة المسيرة».
سياسياً، افتتحَ نصر الله كلامه بالحديث عن ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، لافتاً إلى أنه «نتيجة لوجود النفط بدأ الحديث بشكل حيوي حول الترسيم، والرئيس نبيه بري هو من كان يقوم بإدارة مساعي التفاوض، وكنا نحن كمقاومة قد وافقنا على ذلك لكي يتم الترسيم من أجل البدء بالتنقيب عن النفط». وأكد أن «الدولة اللبنانية هي التي ترسم الحدود، والمقاومة تلتزم بما تحدده الدولة في موضوع الترسيم، وبالتالي تساعد مع الجيش في تحرير أي أرض محتلة، وهذا هو موقفنا منذ عشرين عاماً، عشية التحرير». وقال السيد نصر الله: «منذ بدء ترسيم الحدود البحرية طرح البعض، خاصة من يدور في الفلك الخليجي الرسمي، مسألة التطبيع مع العدو، خاصة أن الترسيم جاء مع موجة التطبيع»، وتابع أن «هذه المسألة غير مطروحة، لا بالنسبة إلى الحركة ولا إلى حزب الله»، مؤكداً أن كل هذا المناخ «ينبع من غرفة سوداء واحدة ويهدف إلى رمي قنابل دخانية تهدف إلى التغطية على المطبّعين وكل ما قيل هو أكاذيب ومن مخيلات البعض، ولا يستحق أن يصدر حزب الله أي بيان للتعليق عليه». ولفت إلى «أننا في حزب الله و حركة أمل اختلفنا مع الرئيس ميشال عون حول طبيعة الوفد المفاوض»، لكن ذلك «ليس من باب التشكيك في فخامة الرئيس، بل لتأكيد نقطة حساسة ولاتخاذ موقف، والبيان الذي صدر وقتها هو الذي حمى الوفد المفاوض». وأشار الى أن «الثقة كبيرة بفخامة الرئيس في إدارة هذا الملف، وكل الدلائل تشير الى أن الوفد يعمل لتحقيق المصلحة القصوى للبنان».
وعن المناورات الإسرائيلية الأخيرة، قال إن «العدو سابقاً كانَ يعتبِر أن بإمكانه أن يرسل فرقة موسيقية لاحتلال لبنان، بينما اليوم يحسب الحسابات قبل أن يفكر في الاعتداء، وهذه نقطة قوة للبنان، وخاصة أن العدو يُصرّ على إجراء مناورات في ظل كورونا، ولو أصيب مئات الجنود بالوباء خلال هذه التمرينات». ورأى أن «العدو يعاني من خلل في الجانب النفسي لدى القوة البرية لديه، ولذلك يصرّ على إقامة المناورات لإعطاء ثقة لجنوده». وكشف أنه في بعض الأيام «كان هناك وحدات في المقاومة في حالة استنفار بنسبة 100 في المئة، ووحدات أخرى بدرجات مختلفة، من دون أن يشعر أحد بأي قلق أو خوف أو إزعاج، لكن الإسرائيلي كان يعرف ذلك ونحن يهمنا أن يعلم العدو بذلك، كي لا يرتكب أي حماقة». كما كشف أنه «في سوريا أيضاً اتُخذت كل الاحتياطات والرسائل كانت واضحة للعدو».
أما عن الانتخابات الأميركية، فعلق مؤكداً أن «ما جرى افتضاح للديموقراطية، والأمر لا يعني ترامب فقط بل الحزب الجمهوري»، مشيراً إلى أنه «أمام الانتخابات الأميركية لا ينظرّن علينا أحد بالديموقراطية الأميركية، لا داخل أميركا ولا خارجها». واعتبر أن «نتائج الانتخابات الأميركية لا تغيّر شيئاً في المنطقة، لأنهم كلّهم يتسابقون لحماية إسرائيل»، مؤكداً أن «الثابت الوحيد والأولوية المُطلقة بالنسبة إلى الأميركيين هو حماية إسرائيل والحفاظ على تفوّقها العسكري».
أما في الداخل اللبناني، فأكد أن «العدو الإسرائيلي يشعر بقلق كبير ويدرك أن يده ليست مبسوطة بفضل المعادلة الذهبية جيش شعب ومقاومة». وشدد على أن «كل المؤامرات التي تستهدف المقاومة وسلاحها منذ 2005 إلى اليوم فشلت، وأنه بعد فشل محاولاتهم لإحداث فتنة، بدأ الأميركيون منذ 3 سنوات مشروعهم لتأليب بيئة المقاومة عليها». وأشار إلى أن «كل الأحداث أثبتت أن السفارة الأميركية هي التي كانت تدير وتموّل الجمعيات الأهلية غير الحكومية»، مضيفاً أنه «أمام فشل كل مساراتهم لم يتبقّ أمام الأميركيين سوى مسار العقوبات على أصدقاء وحلفاء حزب الله». واعتبر أن «الهدف من العقوبات على حزب الله هو الضغط النفسي وتحريض بيئة المقاومة وجمع المعلومات وتجنيد العملاء، وأن «وضع الوزير جبران باسيل على لائحة العقوبات هو ضمن مسار أميركي بدأ بالوزيرين علي حسن خليل ويوسف فنيانوس».
وأشار إلى أن «البعض في الداخل اللبناني حرّض الأميركيين على فرض عقوبات على الوزير باسيل لحسابات شخصية وسياسية»، وتحدث عن الاتصالات التي حصلت بينهما، وبأن الوزير باسيل أبلغه أن الأميركيين خيّروه بين إنهاء التحالف مع حزب الله ووضعه على لائحة العقوبات. وأضاف «لقد أبلغنا الوزير باسيل أننا نتفهم أي موقف للتيار الوطني الحر نتيجة الظروف التي تفرضها العقوبات»، مؤكداً أن باسيل أبلغه تمسّكه بالتحالف. وثمّن نصر الله موقف باسيل، معتبراً أنه «موقف شجاع ويُبنى عليه في الأدبيات السياسية اللبنانية، وليس مطلوباً منه أن يمثل حزب الله ونعمل على النقاط المشتركة بيننا». كما تمنى على الجميع التضامن مع باسيل، لأن «استهدافه عام وقد يشمل الجميع»، مشيراً إلى أن «تفاهمنا مع التيار الوطني الحر صمد 14 عاماً، ولا شك في أنه يحتاج إلى مراجعة، لكن ليس في العلن، والرد على العقوبات الأميركية لا بد أن يكون بتطوير العلاقات مع التيار الوطني الحر». وسأل: «بأي حق قانوني وأخلاقي تعطي الولايات المتحدة نفسها حق تصنيف الناس والأشخاص، وهي رأس الإرهاب ورأس الفساد، والضغط الأميركي بالعقوبات هو ضغط سياسي ولا علاقة له بمزاعم الفساد». وتمنى السيد نصر الله على اللبنانيين أن يتعاطوا مع العقوبات الأميركية «كشأن سيادي وكخرق للسيادة اللبنانية». وختم كلامه بملف تأليف الحكومة، متمنياً الإسراع في التأليف.
"البناء": الأسد يحمّل الأميركيّين والحصار والعقوبات مسؤوليّة أزمة النازحين بنيّة الاستثمار السياسيّ.. ونصرالله: المقاومة فرضت معادلاتها على الاحتلال
أما صحيفة "البناء" اعتبرت أنه على قاعدة الانتظار ينتقل الملف الحكوميّ لترقّب ما سيحمله الموفد الفرنسيّ باتريك دوريل الذي سيلتقي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بريّ والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري، وقيادات الكتل والأحزاب التي شاركت في لقاءات قصر الصنوبر، وفي الطريق تشاور الرئيس بري والنائب السابق وليد جنبلاط قبل تشغيل محرّكات الوساطة التي يبدو أن جنبلاط يرغب من برّي القيام بها لتحريك المسار الحكومي المجمّد عند عدد من الأسماء.
الحدث توزع أمس، بين مؤتمر النازحين الذي عقد في دمشق، وكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. ففي دمشق حيث أكد وزير الخارجية اللبنانية شربل وهبة على دعم لبنان لمسعى الحكومة السورية لإعادة النازحين السوريين الى بلادهم بعدما تحقق الاستقرار الأمني في أغلب المناطق السورية، والدعوة للفصل بين ملف عودة النازحين ومسار الحل السياسي، وكانت كلمة الرئيس السوري بشار الأسد بمثابة تقرير سياسيّ مفصل عن مسار الأزمة السورية والحرب على الإرهاب، وموقع ملف النزوح في قلب خطة الحرب التي استهدفت سورية بقيادة أميركية كانت العقوبات وكان الحصار بعض مفرداتها، ودعم الإرهاب بعضاً آخر، فيما النزوح كان خطة مبرمجة بنيّة الاستثمار السياسي، وفي هذا السياق توضع العراقيل والخطط لمنع عودة النازحين وربطها بشروط وأجندات تستثمر في معاناة النازحين، داعياً لموقف دوليّ وإنسانيّ داعم للعودة، معلناً عن نية الدولة السورية اتخاذ العديد من الإجراءات التي تساهم في تسهيل خطط العودة، والاستعداد للتعاون مع الدول التي تستضيف النازحين ولا تتعامل بنيات تخريبية في قضية العودة، كما هو حال الموقف التركي.
جولة المفاوضات الرابعة
وكانت الجولة الرابعة من مفاوضات ترسيم الحدود البحرية غير المباشرة بين الوفدين اللبناني والإسرائيلي قد انعقدت في مركز تابع لقوات «اليونيفيل» في رأس الناقورة، برعاية الأمم المتحدة وبواسطة أميركية للبحث في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان والعدو الاسرائيلي. وبحسب المعلومات فقد قدّم الوفد اللبناني على طاولة المفاوضات مستندات ووثائق وخرائط تثبت حق لبنان في حدود مياهه البحرية، وفقاً لقانون البحار المعترف به، وتشبث بحقه من مساحته البحرية البالغة 1430 كيلومتراً مربعاً. وقد تمّ تمديد فترة جلسة التفاوض ساعة إضافية نظراً الى دقة المحادثات.
وأشارت المعلومات الى أن «الوفد اللّبناني متمسّك بموقفه بحيث لا تنازل عن أي مطلب سابق والمساحة لا تزال 2290 كلم2، فيما يتسلح الوفد الإسرائيلي بفكرة أن المحادثات انطلقت على أساس الـ 860 كلم2 ما لا يخوّله البحث في أي مساحة إضافيّة أخرى». ولفتت المعلومات إلى أنّ الوفد اللبناني يعتبر أنّ موقفه مستفزّ للعدو لأن الأخير يفتقر إلى الوثائق، فيما الموقف اللبناني يستند إلى دراسات ووثائق واتفاقات وقوانين دولية وقانون البحار»، كما يرى الوفد الإسرائيلي بحسب المعلومات أن المحادثات ستستغرق مرحلة طويلة من الجولات إن بقي لبنان مصرّاً على مطالبه، إلا أن الوفد اللبناني يرفض المماطلة ويطلب الوصول سريعاً إلى نتيجة واضحة لأن أهداف المحادثات واضحة». وإثر انتهاء الجلسة المطوّلة أُعلِن أن الجولة المقبلة من المفاوضات حددت في 2 كانون الأول المقبل.
الحكومة
على الضفة الحكوميّة، لم يبرز أي جديد بانتظار نتائج اتصالات الموفد الفرنسي باتريك دوريل الذي وصل بيروت مساء أمس، على أن يبدأ جولته اليوم على المسؤولين السياسيين ورؤساء الكتل النيابية التي سبق أن اجتمع بهم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قصر الصنوبر، وبحسب المعلومات التي لفتت الى أن دوريل سيستوضح المسؤولين عن أسباب التأخير بتشكيل الحكومة بعد نحو ثلاثة أشهر على انفجار مرفأ بيروت وتصوّرهم للمرحلة فيما لو أخفقت المبادرة، كما سيشدد على أنها الفرصة الأخيرة للإنقاذ وإلا فالمصير الأسوأ. كما افادت مصادر اعلامية بأن «لا مبادرة فرنسية جديدة في جعبة دوريل بل سيؤكد المؤكد لناحية ضرورة التسريع في تشكيل حكومة، فإذا شكلت من اختصاصيين مستقلين سيُعقد مؤتمر دوليّ لمساعدة لبنان وإلا قد يرجأ او يُعقد لحشد دعم إنساني للمجتمع المدني لا للدولة».
ومساء أمس كشفت مصادر صحافية فرنسية أن الرئيس ماكرون سيزور لبنان الشهر المقبل، وربما في فترة عيد الميلاد لتفقد القوات الفرنسية العاملة في اطار اليونيفيل، ولكن في حال نجح لبنان في تشكيل حكومة وفق المبادرة الفرنسية بكل شروطها، وهو ما سيعمل عليه الموفد الفرنسي الرئاسي بيار دوريل الذي يبدأ اليوم زياراته بالرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ورؤساء الكتل النيابية.
وفيما أشارت مصادر متابعة للشأن الحكومي لـ»البناء» الى أن «العقد الحكوميّة على حالها ولم تنجح الاتصالات والوساطات على خط بعبدا – بيت الوسط في التوصل الى حلول وسط لجهة مبدأ المداورة وتوزيع الحقائب وتسمية الوزراء»، لافتة الى أن «استكمال التشاور بين الرئيس عون وسعد الحريري ينتظر نتائج اللقاءات التي سيقوم بها الموفد الفرنسي ليبنى على الشيء مقتضاه». في المقابل كشف نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أنه «تم الاتفاق على شكل الحكومة وعدد الحقائب فيها بين الرئيسين عون والحريري والاتفاق على الأسماء سيجري هذا الأسبوع». وأضاف، في حديث تلفزيوني: «ليس هناك نقاش بين الحريري مع أي من رؤساء الكتل حتى الساعة وينحصر النقاش مع رئيس الجمهورية للاتفاق على التشكيلة من قبل الطرفين».
جنبلاط في عين التينة
وفي ظل انسداد الأبواب أمام تشكيل الحكومة، زار رئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط وعضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي ابو الحسن والوزير السابق غازي العريضي عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، بحضور المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل.