لبنان
الحريري رئيسًا مكلّفًا بـ65 صوتًا.. والعبرة في التأليف
ربما بات مشهد استحقاق الاستشارات النيابية الملزمة في بعبدا عاديًا. ثلاث جولات من الاستشارات أجريت في أقلّ من عام. وبعد أقلّ من شهر على اعتذار مصطفى أديب، عودٌ على بدء، توافدت الكتل النيابية منذ التاسعة صباح اليوم الخميس للقيام بواجبها الدستوري بالمشاركة في الاستشارات وسط مرشح وحيد لرئاسة الحكومة.
المرشح سعد الحريري قدّم نفسه منذ أسبوعيْن على أنه المرشح "الطبيعي" ليفوز بأكثرية "زهيدة" بلغت 65 صوتًا، وامتناع 53 صوتًا عن التسمية، وفق ما أعلن المدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير.
وبعد تخطّي استحقاق التكليف، تُطرح اليوم العديد من التساؤلات حول استحقاق التأليف الذي لن يكون سهلاً وفق المعطيات الموجودة ووفق ما يؤكّد مراقبون وعاملون على خط التأليف، ووسط انتظار البرنامج الذي يحمله رئيس الحكومة المكلّف ومعايير التأليف التي سيعتمدها في الحكومة المرتقبة، ومدى تعاونه مع الكتل النيابية ولا سيما تكتل "لبنان القوي" الذي يمثّل أكبر تكتل نيابي والذي امتنع عن تسميته، فيما يخشى البعض من تكرار تجربة أديب الذي عمل على تجاهل قوى سياسية أساسية يمنحها الدستور الحق في طرح مطالبها في مسار التأليف.
الحريري: الفرصة امام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والأخيرة
وعقب انتهاء الاستشارات، استدعى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رئيس الحكومة المكلف الذي صرّح بعد تكليفه شاكرا الذين سمّوه لتشكيل "حكومة اختصاصيين من غير الحزبيين" مهمّتها تطبيق الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية في ورقة المبادرة الفرنسية.
وتوجه الحريري الى اللبنانيين الذين يعانون الصعوبات الى حد اليأس، بالقول "عازم على الالتزام بوعدي المقطوع لهم، بالعمل على وقف الانهيار الذي يتهدد اقتصادنا ومجتمعنا وأمننا، وعلى إعادة اعمار ما دمره انفجار المرفأ الرهيب في بيروت، وأنني سأنكب بداية على تشكيل الحكومة بسرعة، لأن الوقت داهم، والفرصة امام بلدنا الحبيب هي الوحيدة والأخيرة".
"الوفاء للمقاومة": لم نسمِّ أحدًا اليوم لرئاسة الحكومة
وبالعودة الى مسار الاستشارات النيابية، فقد امتنعت كتلة الوفاء للمقاومة عن التسمية وأعلنت باسم رئيسها النائب محمد رعد عدم تسمية أحد لتولي رئاسة الحكومة.
وقال رعد "إننا مثلكم نحن لن نتعب ولن نمل ولن نيأس ولأننا نرى أن التفاهم الوطني هو الممر الالزامي لحفظ لبنان وحماية سيادته ومصالحه، ونعتقد بأن آفاق هذا التفاهم ينبغي أن لا تقفل".
وأضاف أنه بناء على ذلك "لم تسم كتلة الوفاء للمقاومة أحدا اليوم لرئاسة الحكومة علّنا نسهم في إبقاء مناخ إيجابي يوسّع سبل التفاهم المطلوب".
"التنمية والتحرير": سمينا الحريري لتأليف حكومة إنقاذ
وباسم كتلة التنمية والتحرير، أكد النائب أنور الخليل أنه جرى "تسمية الرئيس الحريري لتأليف حكومة انقاذ في أسرع وقت، من أولوياتها تنفيذ البنود الإصلاحية التي نصت عليها المبادرة الفرنسية".
تكتل "لبنان القوي": لم نسم أحدا والتكليف مشوب بنقص تمثيلي
"لبنان القوي": لم نسم أحدا والتكليف مشوب بنقص تمثيلي
من جهته، رئيس تكتل "لبنان القوي" والوزير السابق النائب جبران باسيل قال إننا "شاركنا كتكتل دستوريا وميثاقيا في الاستشارات تلبية لدعوة الرئيس"، مضيفا أن "موقف التيار معروف لأنه مع حكومة إصلاح من اختصاصيين برئيسها ووزرائها وجو المبادرة الفرنسية كذلك".
وتابع باسيل أن "هذه المرة في الاستشارات أفضت الظروف إلى أن يكون هناك مرشح واحد غير اختصاصي بل سياسي بامتياز، لذلك قررنا ألا نسمي أحدا وألا نسميه"، مشيرا إلى أن "موقفنا سياسي بحت وليس شخصيا، وهو نابع من اعتماد معايير واحدة في تأليف أي حكومة".
ولفت إلى "أننا تعرضنا لحملة من التجني وصلت إلى حد التطاول على حريتنا وهذا نوع من الترهيب السياسي والتيار لا يفرط في حقه"، معتبرا أن "هذا التكليف مشوب بضعف ونقص تمثيلي يتمثل بهزالة الأرقام وغياب الدعم من المكونات المسيحية الكبرى، ومن يحاول التغاضي عنه يحاول إعادتنا إلى الوصاية السورية وهذا لن يحصل".
"ضمانة الجبل": لم نؤيد ترشيح الحريري
وأكد النائب ماريو عون باسم كتلة "ضمانة الجبل" أن "الكتلة لم تؤيد ترشيح الحريري لرئاسة الحكومة".
"التكتل الوطني": نطالب بحكومة ترفع الظلم عن اللبنانيين وتبحث عن مستقبل الشباب
بدوره، تحدث النائب طوني فرنجية باسم "التكتل الوطني" مؤكدا ضرورة الاسراع في الاستشارات والتكليف والتأليف في هذا الظرف الصعب، معلنا عن تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وطالب "بحكومة ترفع الظلم عن اللبنانيين وتبحث عن مستقبل الشباب وآمالهم التي تتلاشى يومياً".
وتمنى فرنجية أن "تكون هذه الحكومة بعيدة عن المناكفات فتنهمك بالشروع في تطبيق الحلول"، مشيرا إلى أن "الأهم هو ما بعد التأليف ومسار هذه الحكومة".
ميقاتي: تمنيت على الرئيس عون أن يكون حكما وليس طرفا
وسمى رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، الحريري لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، وقال إن هذا القرار جاء انطلاقا من الموقف الذي أعلنته بعد اعتذار الدكتور مصطفى أديب"، آملا أن "تتضافر كل الجهود لإنجاح مهمة الحريري بتشكيل حكومة فاعلة وقادرة على القيام بالاصلاحات المطلوبة لاعادة الثقة داخليا ودوليا".
وقال: "تمنيت خلال لقائي الرئيس عون ان يكون دائما أبا لجميع اللبنانيين، وحكما كما ينص الدستور وليس طرفا بأي شكل من الاشكال".
سلام: للتعاون على التشكيل بعيدا عن العرقلة والتعطيل
بدوره، سمى رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام الحريري، وقال: هذه الجهود تأتي في سياق محاولة إنقاذ البلد من الوضع الذي وصل إليه ومن التردي والانهيار الكبير ومحاولة جديدة في ظل متابعة ورعاية دولية وخاصة من قبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، مضيفا أن "المبادرة الفرنسية تحمل الرئيس الحريري مسؤولية كبيرة في مواجهة هذه الاستحقاقات"، وتمنى من الجميع مساعدته على تشكيل الحكومة بعيدا عن العرقلة والتعطيل.
وأضاف سلام "الوقت لا يحتمل الهدر والتأخير واللبنانيين ينتظرون تأليف حكومة لمرحلة معينة في خطة إصلاحية ومعالمها واضحة"، وقال إن "الأجواء العامة تبدو كأن هناك مواقف ومساعي دولية لمساعدة اللبنانيين، والمساعدة لا تتم إلا عبر تشكيل حكومة إنقاذ وعمل واختصاصيين ولو لفترة أشهر قبل الانتقال إلى استحقاقات أخرى".
الفرزلي: نأمل ان يصار إلى تأليف حكومة تحقق الغاية الأساسية في عملية انهاض البلد
نائب رئيس مجلس النواب اللبناني سمى الحريري أيضا، وقال إن "الأسباب الموجبة التي حتمت علي الوقوف على هذا المنبر منذ عام وأقول إن مرشحي الحريري، لا تزال حتى اليوم.. هكذا أرى الصورة اليوم لمنع لبنان من الاستمرار في الانهيار".
وامل الفرزلي أن "يصار إلى تأليف حكومة تحقق الغاية الأساسية في عملية انهاض البلد وتحقيق الاستقرار "، مضيفا أن "تشكيل الحكومة هو واجب على كل الشرائح السياسية وفقا للدستور".
"المستقبل": نتمنى أن لا تطول فترة التشكيل
من جهته، أعلن النائب سمير الجسر باسم كتلة "المستقبل" عن تسمية الحريري لتشكيل حكومة جديدة، متمنيا أن لا تطول فترة التشكيل.
"اللقاء الديمقراطي": سمينا الحريري حفاظا على المبادرة الفرنسية
كما سمى النائب تيمور جنبلاط باسم كتلة اللقاء الديمقراطي" الحريري لرئاسة الحكومة، وقال إن "ذلك جاء حفاظا على المبادرة الفرنسية".
"الوسط المستقل": سمينا الحريري والله يساعده
وأكد النائب جان عبيد باسم "كتلة الوسط المستقل"، أن "الكتلة رشحت سعد الحريري لتأليف الحكومة"، مشيرا إلى أن "الإجماع يجب أن يبقى في الداخل وأن الخيار الأول هو ترشيح الحريري و"الله يساعده".
"اللقاء التشاوري": كتلة اللقاء التشاوري امتنعت عن تسمية أحد
من جانبه، قال النائب الوليد سكرية باسم كتلة "اللقاء التشاوري" إن "الكتلة امتنعت عن تسمية أحد"، مضيفا إننا "سنحكم على الأفكار والمشاريع والأعمال ونتمنى للحريري التوفيق في مهمته ونأمل أن يكون الرقم وازنا".
"الكتلة القومية الاجتماعية": سمينا الحريري لتأليف حكومة في أسرع وقت
وأعلن النائب أسعد حردان باسم "الكتلة القومية الاجتماعية" عن تسمية الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة، وقال: "كررنا قلقنا على مصير البلد على المستويات كافة.. شبعنا من توصيف الوجع ونريد حلولا.. إن البلد في فراغ"، مطالبا بـ"تأليف حكومة في أسرع وقت، تضع الملف الاجتماعي على قائمة الحلول".
وأضاف أن "الإصلاحات ضرورية لكن الامن الاجتماعي ضرورة أكثر، لذلك سمينا سعد الحريري لتحمل المسؤولية".
النائب جميل السيد: هل رئيس الحكومة المكلف مستعد لطرد الموظفين الفاسدين التابعين له من الدولة؟
وقال النائب اللواء جميل السيد من قصر بعبدا: "لم أسمّ أحدا على الرغم من أن البلد بحاجة إلى حكومة، لكن في هذه الحكومة يبدو أن الحريري هو الشخص الذي سيأخذ الأصوات"، مضيفا أن "أسباب عدم تسميتي له تعود إلى انني أعتبر أن الإنسان لا يتغير وفي التركيبة المقبلة سيكون مضطرا إلى المضي قدما بالتركيبة القديمة".
وتساءل السيد : "هل رئيس الحكومة المكلف مستعد لطرد الموظفين الفاسدين التابعين له من الدولة؟"، مضيفا أن "لدى الحريري خطة صندوق النقد الدولي التي تبدأ برفع الدعم وتحرير الليرة فهل باستطاعة الناس تحمل فاتورة السرقات على مدى 30 عاما؟".
وتابع: "عيب على الحريري ان يكذب في موضوع الـ 30 مليون دولار"، وسأل: "لماذا لا تكون الخطة واضحة؟ من المخطئ ومن الفاسد؟ لماذا يجب أن يتحمل الناس مسؤولية سرقاتهم؟".
النائب أسامة سعد: أغادر بعبدا بلا أسماء
وأعلن النائب أسامة سعد من قصر بعبدا "أنه من الأجواء السائدة اليوم يبدو أننا نتجه نحو قعر جديد، هذا ما يتبدى من مشاحنات الرئاسات وفوضى العلاقات والعجز عن معالجة الأزمات"، مضيفا أنه "لا يبدو أن أحدا يمتلك القوة الأخلاقية ليعترف بمسؤوليته، ولا أحد يبدي الاستعداد للتنحي".
وتابع سعد "اليوم في بعبدا صورة، وغدا في ساحة النجمة صورة أخرى. والتأليف بعد التكليف في كواليس الخارج وفي كواليس الداخل وفي كوابيس اللبنانيين. ان تألفت فهي حكومة لاشتراطات الغرب وهواجس الشرق، والوطنية قد أسقطت عنها اسقاطا".
واردف: "قلنا بحكومة وطنية انتقالية، وهذا ما أكدته اليوم لفخامة الرئيس، وأن لا جدوى من حكومة مطيفة مدونة ملفاتها في ملاعب الأمم".
وختم سعد قائلا: "لبنان بلا سلطة وطنية، لبنان لن يطلع الروح و17 تشرين لن تزهق الروح، بل إن الشباب سيحطمون القواعد البالية ويبنون قواعد جديدة لدولة عصرية عادلة. أغادر بعبدا بلا أسماء إذ سقطت عندي الأسماء كلها، كما سقطت عند الناس".
"نواب الأرمن": سمينا الحريري لتأليف حكومة إنقاذية جامعة
من جانبه، قال النائب آغوب بقرادونيان باسم كتلة "نواب الأرمن" إننا "وصلنا إلى مرحلة لم يبق أمامنا إلا المبادرة الفرنسية والآن نحن أمام مسؤولية إنقاذ البلد"، داعيا إلى "الكف عن الشروط المسبقة والمضادة والعمل على إنهاض البلد واستعادة ثقة المواطن والخارج".
وأضاف بقرادونيان "قررنا تسمية الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة المقبلة، متمنين على الرئيس مد اليد للجميع لتأليف حكومة إنقاذية جامعة متعاونة مع الكتل النيابية".
النائب شامل روكز: لم أسمّ أحدا
بدوره، قال النائب شامل روكز بعد لقائه الرئيس عون: "انطلاقا من قناعاتي لم أسم أحدا لتأليف الحكومة"، متمنيا أن "تسير الأمور بطريقة أسرع لكن التفاهمات ستؤدي إلى محاصصات".
النائبان جان طالوزيان وجهاد الصمد سميا الحريري لرئاسة الحكومة
كما أكد النائب جهاد الصمد أنه "قرر تسمية الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة"، فيما لفت النائب جان طالوزيان إلى أنه "سمى الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة"، مضيفا أنه "يختلف مع القوات في موضوع تسمية الحريري ولكن هذا لا يعني خروجي من التكتل".