لبنان
باسيل: لا نطعن لبنانيا ولا نغدره ولا نمشي مع الخارج ضدّ مصلحة الداخل
قال رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، أننا نريد ان نتعاطى مع الشرق والغرب، ولكن فيما نتعاطى مع الغرب لا شيء يمنع ان يكون عندنا مصفاة للنفط مع روسيا او معمل كهرباء مع كوريا او اليابان، او سكّة حديد للشام وبغداد مع الصين، معتبرا أن كلّ هذه الحريّة والمرونة لا يحبّونها في الخارج، قائلا "بدّهم زلم ونحنا مش زلم لحدا".
وخلال كلمة له اليوم الأحد، قال بصراحة، مطلوب منا ان نشارك بالحصار الخارجي والداخلي الذي يفرض، ليس على مجموعة حزبية اسمها حزب الله، بل على مكوّن لبناني بكامله، وأضاف "مشهد الـ 2005 و 2006 يتكرّر، وعزل مكوّن لبناني "نحنا ما بيسوى نمشي فيه، ولو كلّفنا غالي"".
وتابع قائلا "يلوّحون لنا بفرض عقوبات، ولو جائرة وليس لها أساس قانوني او اثباتي؛ ولكن انا شخصياً من دون تردّد مستعدّ ان اتحمّل الثمن حتى لا تمس وحدة لبنان وسلمه الأهلي ويتمّ اغراقه بالفوضى والفتنة".
وأضاف "لا نطعن لبنانيا ولا نغدره، ولا نمشي مع الخارج ضدّ مصلحة الداخل.. ما عملناها مع الشيعي او السني او المسيحي او الدرزي قبل، ولا منعملها اليوم"، معتبرا أنه "مهما كانت الكلفة عليّ تبقى قليلة مقابل ما يمكن ان تكون على الوطن".
ولفت إلى أنه "عندما تكون القصة داخلية، "منخانق" حزب الله لحدّ الفراق على مسألة بناء الدولة، وذاهبون لهذا المكان اذا لم يتحملوا في المرحلة المقبلة المسؤولية معنا لتتم الإصلاحات اللازمة، وهذه مسؤولية الحكومة والمجلس، وأقلّه مسؤولية الأكثرية النيابية اذا لم يقبل كل المجلس تحمّل مسؤوليته".
أما في الخارج لا نطعن اي لبناني، و"ما حدا يراهن على ان نكون عملاء لأحد". نحن مع اللبنانيين ضد اسرائيل وضد الارهاب، ومع تأمين المدى الحيوي الأمني للبنان (اذا مش التصوينة، التلّة، بس مش المحيط) ونحن مع استراتيجية دفاعيّة متفّق عليها تضمن عملية تحييده او حياده وحمايته من ضمن قوّته.
وأضاف "التيّار يسألوننا لماذا لا نستقيل! نقول لهم: لأننا لا نهرب من مسؤولية... أسهل علينا سياسياً وأربح لنا شعبياً ان نستقيل ونهرب من المسؤولية! نستقيل اذا كانت استقالتنا تساهم بتغيير الوضع للأفضل، وليس تخريبه للأسوأ! وعندما نرى ان هذا الامر صار جاهزا وممكنا، نحن من يعرف كيف يستقيل!".
وتابع قائلا "التيّار يسألوننا لماذا لا نبقى وحدنا؟ نحن كنا وحدنا ويمكن ان نعود وحدنا! نحن وحدنا بين الناس نصارع للإصلاح وضد الفساد! لكن داخل المؤسسات، لا نقدر وحدنا ان نفعل شيئا، لأننا نحتاج الى اكثرية بمجلس الوزراء ومجلس النواب لنمرّر القرارات".
وأكمل باسيل "التيّار يسألوننا لماذا نبقى على التفاهم مع حزب الله وندفع ثمنا غاليا بلا جهد من قبلهم ضد الفساد؟ نقول لهم لأننا معهم ضد اسرائيل والارهاب، والثمن لو دفعناه، هو للدفاع عن لبنان: ندافع عنهم بوجه الخارج ولكن "مش مجبورين ندافع عن اخطائهم بالداخل"، بل واجبنا مواجهة الأخطاء كما نفعل".
وتساءل قائلا "منسأل حالنا شو غلّطنا؟ في حدا بيشتغل وما بيغلّط؟ بدّنا نوقّف جلد الذات ومساءلة أنفسنا بدل ما نسأل غيرنا! بعد شوي منصدّق انّو الحق علينا!".
باسيل تابع قائلا "لا ما غلطنا، باننا مش ذميين ولا دونيين وهيدي مش عنصريّة ولا طائفيّة، هيدي شراكة بكرامة
لا ما غلطنا، انّو حاربنا الفساد والإقطاع والميليشيا، وإلاّ ما منكون نحنا!
لا ما غلطنا، انّو وقفنا مع حزب الله ضد اسرائيل والإرهاب، وإلاّ كنا عشنا عبيد الأحادية الدينية بالمنطقة
لا ما غلطنا، انّو وقفنا مع الحريري بالـ 2005 وبالـ 2017، وأقل شي نوقف مع رئيس حكومتنا بوجه الأجنبي
لا ما غلطنا، انّو عملنا تفاهم معراب ولو عارفين كلفته كبيرة علينا لأن لازم عطول نسعى لوحدة مجتمعنا
لا ما غلطنا، انّو العماد عون عمل رئيس وسعينا نتفق مع الكل سياسياً ومش عالفساد لنحاول نخلّص البلد من الانهيار الحتمي
لا ما غلطنا، ولا، ما منتحمّل مسؤولية الإنهيار بالبلد ولو معنا رئاسة الجمهورية وأكبر كتلة! بيتحمّلها يلّي أسر البلد بمنظومة مافيوية ونحنا عم نحاول نفك اسره!"
ورأى أن الأولوية المطلقة هي للإصلاحات، وأي أولويّات ثانية أو أجندات سياسية هي بمثابة التمادي بالإنهيار.
باسيل لفت إلى أن المجلس النيابي تم انقاذه من المؤامرة والأولوية، داعيا للإسراع بتأليف حكومة جديدة على قاعدة واحدة هي الإصلاحات، وقال "نحنا ما عنّا همّ الاّ بتأليف حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحيّة وكلّ باقي التسميات تصبح ثانوية لأن كلّها جرّبت"، وأضاف "نريد حكومة منتجة وفاعلة وإصلاحيّة برئيسها وأعضائها وبرنامجها، و"كمان هيدا كلّه تجرّب وصار معروف المنتج من غير المنتج... من المعطّل".
وأشار باسيل إلى أن الانتخابات تكون لازمة لتكريس التغيير وتتويجه، عبر مجلس نواب بقانون جديد نسبي قائم على دوائر اكبر يحمي تعدّدنا وتشاركنا، ومجلس شيوخ يحمي خصوصيّاتنا وكيانيّتنا، معتبرا أن الانتخابات تكون تغييرا حقيقيا بتكريس انتقال فعلي من نظام طائفي بالكامل الى نظام قائم على احوال شخصية مدنية موحدة وإصلاحات دستورية تمنع تعطيله وانماء متوازن وخدمات متساوية ضمن دولة قانون محمية بقضاء مستقل، وقال "هيدي هيّ انتخابات التغيير يلّي ممكن تحصل بعد سنة اذا كنا جديّين وصادقين".
وتابع قائلا "اما انتخابات لتضييع الوقت بالاختلاف على قانون جديد، فنحن غير موافقين على تغيير القانون الحالي من دون تطوير كامل للنظام، لأن ذلك سيكون عملية تكاذب وتضييع للوقت وللفرص".
دوليا رأى رئيس التيار الوطني الحر أن "الديمقراطيون والجمهوريون تعهدّوا التوصّل لإتفاق مع ايران المتحالفة مع سوريا والدولتان مدعومتان من روسيا والصين. وهذا الاتفاق مع اتفاقات السلام الفرديّة الآتية سيؤدّون لرسم معالم شرق اوسطيّة جديدة، اعلن فيها الاميركيون انّه لا حاجة لوجودهم بعد الآن في المنطقة لحماية أمن اسرائيل".
واعتبر أن "لبنان الكبير رسمه البطريرك الماروني ولكن لكلّ ابنائه، ولبنان يجب ان يتجدّد بكل ابنائه. المهمّ ان نكون حاضرين وباقين، بوجودنا ودورنا، وعملية الاستهداف هي لإضعافنا وايصالنا منهكين او مغيّبين عن الحل.. الحلّ الكبير آتٍ وحتّى نكون موجودين ليس المطلوب منا الاّ الصمود"
وشدد قائلا أن "لا احد يقدر ان يأخدنا بالقوّة على غير ثقافتنا، ولكن بنفس الوقت لا احد يقدر ان يمنعنا من الذهاب حيث نريد لنؤمّن حاجتنا ومصلحتنا ونمنع الجوع عنا".