معركة أولي البأس

لبنان

هل اقتربت الحكومة من الحسم؟
29/01/2019

هل اقتربت الحكومة من الحسم؟

تناولت الصحف المحلية الصادرة اليوم في بيروت الشأن الحكومي، مشيرة إلى مواقف وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل الذي ألمح إلى امكانية الاقتراب من حسم التشكيل.
وكان الرئيس المكلف سعد الحريري قد تحدث منذ أيام عن قرب الوصول إلى التشكيلة الحكومية.. يأتي هذا الوضع في ظل دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري مكتب المجلس الى الاجتماع غداً الأربعاء للبحث بعقد جلسة تشريعية قريبة للمجلس النيابي.

 

"الأخبار": باسيل: نقترب من الحسم
لـ«المّرة العاشرة» ربما، يعِد الرئيس المكلف سعد الحريري بولادة قريبة للحكومة، قبلَ أن يتبين بأن وعوده لا تنطلق من أرضية صلبة. هذه المرة، ثمة من يؤكد بأن الحريري سيصدق، لكن ليس بالذهاب نحو التأليف بالضرورة، بل لحسم الموقف قريبا: إما تأليف، او خيارات اخرى!

أكّد وزير الخارجية جبران باسيل لـ«الأخبار» أن حال الاستعصاء الحكومي «تقترب من الحسم»، من دون أن يوضح في أي اتجاه، سواء بتشكيل الحكومة أو باعتذار الرئيس المكلّف عن عدم التأليف.

وفي معلومات «الأخبار» أن لقاءات بيروت وباريس بين الحريري وباسيل، منذ مطلع الأسبوع الماضي، أفضت الى اتفاق على حسم الأمور بتأليف الحكومة سريعاً، وإلا فإن لا رئيس الجمهورية ميشال عون ولا الحريري يقبلان باستمرار حال المراوحة على ما هي عليه. وعملياً أعادت اللقاءات «تشريح» الأفكار الخمس التي قدّمها وزير الخارجية سابقاً، ووضع الطرفان مهلة «ضيقة جداً» للخروج من المأزق الراهن.

المعطيات تشير الى أن ما جرى، بحسب مصادر معنية، هو التوصل إلى تفاهمات لا تزال بحاجة إلى تفاهمات إضافية! المعلومات المتداولة متناقضة. ثمة من يؤكد بأن رئيس الجمهورية أبلغ الحريري، عبر باسيل، بموافقته على التنازل عن مقعد من حصته للقاء التشاوري، وان باسيل يريد في المقابل تحصيل حقيبة وازنة. ويقضي ذلك بالحصول على حقيبة البيئة من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يريد «ما يعادلها»، كالصناعة، من النائب وليد جنبلاط أو الثقافة من القوات اللبنانية. وهنا سيكون على الحريري أن يحصّل الحقيبة لبري. وقالت مصادر في التيار الوطني الحر لـ«الأخبار» إن «مطالبتنا بحقيبة البيئة لا يتجاوز كونه حقنا. هذه الحقيبة من حصتنا في حكومة تصريف الاعمال. كنا 21 نائباً قبل الانتخابات، وكان لدينا 10 وزراء (من بينهم الوزير طلال ارسلان). واليوم صرنا 29 نائباً، ويعرضون علينا العدد نفسه من المقاعد، مع حقيبة أقل».

في المقابل، أكّدت مصادر رفيعة المستوى في فريق 8 آذار إن «لا شيء جديداً خرج من لقاءات باريس. هناك تفعيل للمشاورات حتى الآن لم تنتج حلولاً»، معتبرة أن «الحل يكون بتنازل أحد الطرفين إما الحريري أو باسيل، ومن دون تنازل لن تكون هناك حكومة».
هذا الجو التشاؤمي عبّر عنه في اليومين الماضيين الرئيس برّي أمام زواره بعد سؤاله عن الحكومة، إذ قال إن «الحريري حاول أن يسحب منا البيئة مقابل إعطائنا وزارة أخرى، لكن هذا الأمر مرفوض»، ملمحاً إلى أن «الأخبار عن اللقاءات التي عقدها مع باسيل تشي بأن لا حكومة». في مقابل هذه المعطيات، وإعلان الرئيس المكلف انه سيحسم قراره الأسبوع المقبل، وإشاعة البعض إمكانية اعتذاره، استبعدت مصادر في 8 آذار أن يذهب الحريري الى خيار الاعتذار لأنه «يعلم بأن ذلك لا يعني بالضرورة إعادة تكليفه من جديد، إذا كان يراهن على ذلك». وقد تكون دعوة الرئيس بري هيئة مكتب المجلس الى الاجتماع يومَ الأربعاء، أبلغ دليل على الجو الذي ساد في الساعات الماضية، لا سيما وأنه كان قد أشار سابقاً إلى عدم إمكانية الإستمرار في التعطيل في ظل الوضع الإقتصادي الضاغط والخطير.

 


"البناء": أيام حاسمة يُحيطها الغموض حول الحكومة المتعثرة و"الطاسة ضايعة"
لم تستقِرّ البورصة الحكومية على اتجاه واضح المعالم حتى الآن، فالمفاوضات المكثفة على خط باريس بيروت لم تتضح نتائجها الحقيقية بعد، فتضاربت المعلومات بين السلبية والإيجابية وخيّمت الضبابية على الطبخة الحكومية، وسط تكتّم أحاط برحلة الرئيس المكلف الباريسية ونتائج وحصيلة اللقاءات التي تخلّلتها، بانتظار جولة نهائية للمشاورات التي يقوم بها الحريري لتسويق ما تم الاتفاق عليه مع الوزير جبران باسيل في باريس. فيما عمدت الأطراف السياسية الى رفع سقف التفاوض والتهديد بخيارات صعبة عشية جولة المفاوضات الأخيرة.

ففي وقت عممت وسائل اعلام محسوبة على تيار المستقبل أجواء تتحدث عن أن الرئيس سعد الحريري سيحسم خياراته خلال الأسبوع الحالي بين 4 خيارات تتوزع بين الاتفاق على حكومة أو تقديم تشكيلة نهائية الى رئيس الجمهورية أو الاعتذار أو تفعيل حكومة تصريف الأعمال، عادت مصادر بيت الوسط وأوضحت بأن حديث الحريري عن مسألة الحسم لا يعني الاعتذار أو خيارات مشابهة بل الحسم الإيجابي باتجاه تأليف حكومة بتوافق الأطراف، أما الخيارات البديلة عن التشكيل، فمفتوحة ولا يملكها أحد سواه، وأشارت الى أن «اجتماعات باريس لم تحمل الكثير من الجديد»، لافتة الى أن «زيارة الحريري الى الرئيس عون في بعبدا تنتظر الجديد في مسار المشاورات، وان اجتماعات باريس، لو كانت ايجابية وحاسمة وتوصلت الى حلول، لما كان بدأ الحريري جولة مشاورات جديدة».

وإذ أكدت مصادر نيابية لـ«البناء» أن «خيار الاعتذار غير وارد بالنسبة للحريري»، أكدت مصادر مطلعة على تأليف الحكومة لقناة «المستقبل» أن «الحريري سيستكمل الجولة الاخيرة من مشاوراته هذا الاسبوع ليبنى على الشيء مقتضاه والخيارات ما بعد عملية الحسم يملكها الحريري وحده، وأنه يرفض اي شكل من اشكال تجميد عملية التأليف فيما البلاد تواجه تحديات اقتصادية».

وفي حين أشارت معلومات الى أن الاجتماعات في العاصمة الفرنسية بين الرئيس المكلف وباسيل أفضت الى اتفاق على الهوية السياسية لممثل اللقاء التشاوري بأن يكون من اللقاء ويحضر اجتماعاته ومن حصة رئيس الجمهورية، أكدت أوساط نيابية في التيار الوطني الحر صحة هذه المعلومات، موضحة لــ«البناء» الى أن «الإخراج يقضي بأن يسمي اللقاء ممثله ويحضر اجتماعاته ولا يكون في تكتل لبنان القوي بل ينسق مع وزراء رئيس الجمهورية في الحكومة وفي التصويت على القرارات لا سيما في القرارات التي تتعلق بخطط ومشاريع رئيس الجمهورية وفريقه السياسي كمكافحة الفساد وخطة الكهرباء وغيرها».

الحريري لباسيل: حلّوا عقدة «اللقاء» وأتولى «الحقائب»…
وقالت أوساط نيابية لـ«البناء» إن «الحريري قال لباسيل خلال لقائهما في فرنسا: حلوا عقدة تمثيل اللقاء التشاوري أحل مسألة إعادة توزيع الحقائب»، إلا أن اللافت ما نقلته قناة «أو تي في» عن مصادر « التيار الحر » بأن «التيار قدّم أقصى ما يمكنه من تسهيلات والاهم هو الحسم هذا الأسبوع وإلا فالتيار سيضطر الى وقف المهادنة التي اعتمدها منذ البداية على أمل تسهيل التشكيل لإنه لن يقبل بأن يدفع من رصيده الشعبي اكثر من اجل قوى سياسية تؤكد يوماً بعد يوم أنها لا تريد الا التعطيل». ولفتت مصادر التيار إلى أنها لا تستبعد خيار الشارع او سواه في حال الوصول الى حائط مسدود، مستبعدة اللجوء الى تشكيلة امر واقع».

لكن مصادر التيار الحر أوضحت لـ«البناء» أن «لا قرار في قيادة التيار بأي تحرك في الشارع في حال تعثر التأليف، والأمر مرهون لاجتماع التيار خلال الأيام القليلة المقبلة»، ونفت المصادر «نية باسيل عقد مقايضة مع الحريري تقضي بتنازل رئيس الجمهورية عن الوزير الـ 11 مقابل استعادة وزارة البيئة، ورجّحت المصادر ولادة الحكومة قريباً إذا صدقت النيات وتم الالتزام بما اتفق عليه».

 

"الجمهورية": المشاورات: مسلسل.. برِّي: الى المجلس.. الحريري: يومان.. باسيل: قلب الصفحة
وبحسب الاجواء التي خلصت اليها مشاورات الحريري التي بدأها الاسبوع الماضي في بيروت واستكملها في باريس، انّ «أسبوع الولادة» الذي تحدث عنه الرئيس المكلف، يندرج في سياق «لعبة المواعيد» التي أكدت على مدى الاشهر الثمانية الممتدة منذ ايار الماضي وحتى اليوم، انّ الثابت الوحيد على خط التأليف هو سوء التقدير والدوران المتعمّد حول التعقيدات المانعة للولادة من دون الدخول الجدي في عملية نزع الالغام المزروعة فيها.

ضبابية وسلبية
عاد الرئيس المكلف من سفرته الباريسية، والمناخات المحيطة به تُحاذر الحديث صراحة عن فشل مشاورات الحريري، الّا انها تعكس ذلك في الاشارة الى انّ السائد في «بيت الوسط» حالياً هو شعور بعدم الارتياح لعدم تمكّنه من بلوغ الغاية المُرتجاة، وكذلك في إسدال ستار من الضبابية على المشاورات التي أجراها في باريس، وخصوصاً مع رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، وإن كان ما يرشح عن هذه المشاورات يَشي بمراوحة في السلبية.
وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ الخلاصة التي أمكَن الوصول اليها في باريس، هي ان لا اتفاق على أيّ شيء، فعقدة «الثلث المعطّل» وإصرار فريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عليه ما زالت مستعصية، وعقدة تمثيل «اللقاء التشاوري» بوزير يمثلّه حصراً أكثر استعصاء من ذي قبل، خصوصاً انّ المواقف حيال هذا الموضوع ما زالت في المربع الاول، وامّا محاولة إعادة خلط الحقائب الوزارية فتراوح في دائرة الفشل ورفض غالبية الاطراف الدخول في بازار المبادرة والمقايضة من جديد.

هذه الصورة، تصفها مصادر معنية بملف التأليف بـ«الفاقعة في سلبيتها، وتثبت بشكل واضح انّ الاسبوع الباريسي كان اسبوعاً ميتاً، وضاع أسوة بما سبقه، وقدم دليلاً اضافياً على انّ ملف التأليف مقبوض عليه من قبل لاعبين على حبل مصالحهم، محترفين فقط في تضييع الوقت وإعدام فرص انتشال الحكومة من عمق أزمتها».

خالي الوفاض
واذا كانت المؤشرات كلها تؤكد انّ الحريري عاد من باريس خالي الوفاض، فإنه أبلغ رئيس المجلس النيابي نبيه بري، في اتصال هاتفي بينهما أمس، أنه يحتاج الى فترة يوم او يومين لكي تتبلور الصورة النهائية بشكل كامل لديه على ان يبنى على الشيء مقتضاه في ضوء هذه الصورة. فيما اوساط الرئيس المكلف تحاول ان توحي بأنّ وميض أمل ما زال موجوداً في النفق الحكومي، عبر اشارتها الى انّ الرئيس المكلف ما زال يأمل ان يكون الحسم من الناحية الايجابية، وانّ الاسبوع الجاري سيكون حاسماً تحدد وجهته السلبية او الايجابية جولة اخيرة من المشاورات ينوي الرئيس المكلف إطلاقها.

 


"اللواء": الحريري يجنح إلى التأليف: حفرة كبيرة في الطريق ولن نقع
وبحسب "اللواء" فإنه ولئن تمهل الرئيس الحريري أمس، في اطلاق الجولة الجديدة من مشاوراته، بعد عودته من باريس، في انتظار أجوبة الفرقاء الآخرين على ما بحث من خيارات في العاصمة الفرنسية، بحسب ما نقلت المعلومات عن مصادر «بيت الوسط»، فإن مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة، أبلغت تلفزيون «المستقبل» ان «العد التنازلي لحسم موضوع الحكومة قد بدأ»، وقالت ان «الرئيس المكلف سيستكمل الجولة الأخيرة من مشاوراته هذا الأسبوع ليبني على الشيء مقتضاه»، موضحة ان «العمل جار على تذليل العقد للوصول إلى تشكيل الحكومة، وان الخيارات ما بعد عملية الحسم يملكها الرئيس الحريري وحده».
ونقلت عنه قوله: «انه قام بما عليه من تنازلات، واننا في ربع الساعة الأخير في الملف الحكومي، وإذا لم تشكّل الحكومة، فنحن نتحدث عن مشهد آخر».
حسم إيجابي
واكدت مصادر قيادية في «تيار المستقبل» لـ«اللواء»: ان هذا الاسبوع سيكون حاسما في ما خص التأليف، والرئيس الحريري يأمل أن يكون الحسم إيجابيا اي لجهة تشكيل الحكومة».
 أما عن الخيارات البديلة عن التشكيل وهل الاعتذار من ضمنها؟ فقالت المصادر:  «الخيارات مفتوحة لديه، ولا أحد يملكها سواه، لكننا نعوّل على الإيجابية، أي أولوية تشكيل الحكومة، وسننتظر نتائج المشاورات الاخيرة»، مضيفة ان «كل ما يقال حول إعتذار أو فضح المعرقلين فهي فقط في إطار التحليل».
وإذ اشارت إلى ان اجتماعات باريس «لم تحمل الكثير من الجديد»، قالت ان «زيارة الحريري إلى الرئيس ميشال عون في بعبدا، تنتظر الجديد في مسار المشاورات، وان اجتماعات باريس لو كانت إيجابية وحاسمة وتوصلت إلى حلول لما كان بدأ الحريري جولة مشاورات جديدة».
وأوضحت المصادر ان الحريري «يصر على إنهاء الجدل المتواصل منذ أشهر حول الصيغة الحكومية، ويرفض أي شكل من اشكال تجميد عملية التأليف فيما البلاد تواجه تحديات اقتصادية».

إقرأ المزيد في: لبنان