لبنان
الحكومة تستقيل..ودياب: اكتشفت أن منظومة الفساد أكبر من الدولة
العهد
كما كان متوقعاً، قدّم رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب استقالته إثر موجه الاستقالات التي شهدتها الحكومة بدءاً من وزير الخارجية ناصيف حتي مروراً بوزيرة الاعلام منال عبدالصمد ووزير البيئة دميانوس قطار، ووسط نيّة عدد من الوزراء تقديم استقالاتهم في حال لم تستقل الحكومة مجتمعة.
وبحسب معلومات "العهد" أجريت خلال الساعات الماضية محاولات حثيثة واتصالات لترميم الواقع الحكومي، إلا أنها اصطدمت بحائط مسدود، فيما أفادت معلومات موقع "العهد" منذ الصباح أن اتصالا هاتفياً جرى بين رئيسي الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة تناولا فيه التطورات وأبلغه فيه الأخير نيته بالاستقالة بعد موجة الاستقالات التي تشهدها الحكومة. وإثر ذلك، ونتيجة التطورات ألغى رئيس الجمهورية جلسة الدردشة التي كانت مقررة ظهراً مع الاعلاميين المعتمدين في قصر بعبدا.
وعلى وقع الاتصالات التي أجريت على أكثر من صعيد لملمة الوضع الحكومي، جرى نقل جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة عند الثالثة ظهراً من قصر بعبدا الى السراي الحكومي، وفي هذا السياق، أكد مراقبون أن نقل الجلسة مؤشر كاف لنية دياب إعلان استقالته من السراي قبل التوجه الى قصر بعبدا لتقديمها لرئيس الجمهورية.
دياب: الطبقة السياسية أهدرت ودائع الناس
وفي كلمة له توجّه فيها الى اللبنانيين، قال دياب "إن الكارثة التي ضربت اللبنانيين حدثت نتيجة الفساد المزمن في الدولة والادارة، ومنظومة الفساد متجذرة في كل مفاصل الدولة وهي أكبر من الدولة".
وأضاف أننا نحن أمام مأساة كبرى ويفترض التعاون من أجل تجاوز المحنة، فيما البعض لا يهمه سوى تسجيل النقاط السياسية والخطابات الشعبوية وهدم ما بقي من مظاهر الدولة، لافتًا الى أن المطلوب تغيير من كانوا هم المأساة الحقيقية للشعب اللبناني.
وأكد دياب أننا قاتلنا بشراسة وشرف لكن هذه المعركة ليس فيها تكافؤ واستعملوا كل الأسلحة ضدنا وكذبوا على اللبنانيين، فيما الحكومة بذلت جهدًا لانقاذ البلد وكل وزير اعطى اقصى ما عنده وليست لنا مصالح شخصية، وكان همنا الأول العمل على تجاوز تداعيات الزلزال الذي ضرب البلد والوصول إلى تحقيق عادل وشفاف.
واشار دياب الى أن الطبقة السياسية أهدرت ودائع الناس وأوقعت البلاد تحت أعباء الدين، وكان يفترض ان يخجلوا من انفسهم، غيّروا وتبدلوا في السابق في كل مرة يلوح التخلص من فسادهم.
ورأى أن فساد بعض الأطراف في لبنان أنتج هذه المصيبة المخبأة منذ 7 سنوات، وهناك من يزوّر الحقائق ويعيش على الفتن ويتاجر بدماء الناس في ساعات التخلي، معتبرًا أن بعض الأطراف حاولت تحميل الحكومة مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي، وأضاف أن كل ما يهمنا هو انقاذ البلد وتحملنا الكثير من أجل ذلك لكن الأبواق المسعورة لم تتوقف.
وفي ختم كلمته أعلن الرئيس دياب استقالة حكومته.
الرئيس عون تسلم استقالة الحكومة من رئيسها
وتسلم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من رئيس الحكومة حسان دياب استقالته الخطية، وذلك عند الساعة الثامنة مساء اليوم، في القصر الجمهوري في بعبدا.
وخلال اللقاء الذي استمر قرابة النصف ساعة، عرض الرئيس عون مع الرئيس دياب الاوضاع العامة في البلد، وتطورات الانفجار الذي حصل في مرفأ بيروت في الرابع من آب الحالي، كما طلب من الرئيس دياب والوزراء الاستمرار في تصريف الاعمال حتى تشكيل حكومة جديدة.
ولدى مغادرته القصر الجمهوري، اكتفى الرئيس دياب بالقول للصحافيين: "الله يحمي لبنان، هذا ما يمكنني قوله".
بيان قبول الاستقالة
وتلا المدير العام للقصر الجمهوري الدكتور انطوان شقير البيان التالي:
" صدر عن المديرية العامة لرئاسة الجمهورية ما يلي: عطفاً على أحكامِ البند /1/ من المادة /69/ من الدستور، المتعلقة بالحالات التي تُعتبر فيها الحكومة مستقيلة، لاسيما أحكام الفقرة /أ/ من البندِ المذكور، ونظراً لاستقالة رئيسها الدكتور حسان دياب، أعرَبَ فخامة رئيس الجمهورية عن شكره لدولة رئيس مجلس الوزراء والسادة والسيدات الوزراء، وطلب منهم الاستمرار في تصريف الأعمال ريثما تشَكَّل حكومة جديدة."
إحالة ملف انفجار المرفأ الى المجلس العدلي
وخلال جلسة مجلس الوزراء، تمكّنت الحكومة من إحالة ملف انفجار مرفأ بيروت إلى المجلس العدلي بناءً على اقتراح من وزيرة العدل.
وكان عدّة وزراء قد أكّدوا لدى مغادرتهم الجلسة أنّ رئيس الحكومة سيعلن استقالته، فيما لفت وزير الصناعة عماد حب الله الى أنّ الاستقالة ليست تهرباً من تحمل المسؤولية.
بدورها، قالت وزيرة العدل ماري كلود نجم إنّ بند تقصير ولاية المجلس النيابي لم يتم وضعه على جدول الأعمال اليوم وهذا -برأيها- موضوع مبدأي لأننا في أزمة عميقة.
من جهته، قال وزير الأشغال العامة والنقل ميشال نجار إنه لم يكن على علم بموضوع مرفأ بيروت الا قبل 24 ساعة من الانفجار فقط.