لبنان
مواقف السيد نصر الله تتصدر المشهد.. وأسبوع حاسم حكوميا
أفردت الصحف اللبنانية، الصادرة صباح اليوم في بيروت، مساحة مهمة لمواقف الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التي أطلقها في مقابلته التلفزيونية مع قناة الميادين مساء السبت.
كما اهتمت الصحف بالملف الحكومي، حيث كانت المساعي الأخيرة في باريس لا تبشر بالخير على مستوى التشكيل، وقد برز الفشل في المشاورات التي جمعت الرئيس المكلف سعد الحريري بوزير الخارجية جبران باسيل.
وعليه فإن الحكومة لن تبصر النور بحسب المتابعين، والحريري لديه عدة خيارات من ضمنها الاعتذار عن التشكيل.
"البناء": حوار الأمين العام لحزب الله على قناة الميادين يتحوّل حدثاً إقليمياً ودولياً
تحوّل الحديث الذي أدلى به على مدى ثلاثة ساعات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لقناة الميادين إلى حدث أول على المستويين الإقليمي والدولي، لما تضمنه من معلومات توضح مسارات الكثير من الأحداث التي تطرح حولها التساؤلات، وما حفل به من رسائل سدّدها السيد نصرالله في المرمى الإسرائيلي بصورة رئيسية، بالنيابة عن محور المقاومة الذي تشكل المقاومة في لبنان رأس حربته وقيمته المضافة، ويشكل قائدها الركن الأبرز في قيادة محور المقاومة لجهة القدرة على توجيه الرسائل والتعبير عن حاصل التشاور بين أركانها وقادتها.
محاولات الإنكار الإسرائيلية لم تنجح في حجب الاهتمام في الصحافة والتلفزة والرأي العام، حيث الإجماع على أن الحوار حاز أوسع مشاهدة بين الإسرائيليين، وحيث تعليقات المشاهدين تجمع على تصديق ما يقوله السيد نصرالله قياساً بما يقوله قادة الكيان، بينما التعليقات على كلام السيد نصرالله شملت كل وسائل الإعلام العالمية، بحيث لم تخلُ وسيلة إعلام من زاوية مخصصة للتعليق على كلام السيد نصرالله أو لعرض أبرز الرسائل التي تضمنها كلامه.
شرح السيد نصرالله بالتفصيل سياق الانسحاب الأميركي من سورية والمفاوضات التي سبقته لمقايضة هذا الانسحاب بانسحاب إيران وحزب الله، وكيفية فشل مشروع المقايضة. وفكك الفرضيات التي وضعت الإنسحاب في دائرة الخطوة المفاجئة أو الانفعالية والمزاجية، مؤكداً أنها ثمرة فشل المشروع الأميركي في المنطقة من أفغانستان، حيث التفاهم مع طالبان يكتمل، تمهيداً للانسحاب، إلى إيران التي لم تنفع محاولات الحصار بتفخيخ وضعها الداخلي، واليمن حيث الحرب بلغت مداها ولم تحقق أهدافها، وسورية حيث النصر يقترب من نهاياته، وحيث حلفاء أميركا يتسابقون إلى دمشق، ومغزى زيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو لفرملة الانهيارات في صفوف حلفاء واشنطن من تركيا إلى الجماعات الكردية، وخصوصاً الحكام العرب وفي طليعتهم الخليجيون.
مساحة هامة منحها السيد نصرالله لتحليل وشرح وتقديم معلومات تفصيلية عن صفقة القرن التي كانت محور السياسة الأميركية لتغيير المعادلات المحيطة بالقضية الفلسطينية وبمحور المقاومة، وكيف أصابها في الصميم ثبات الشعب الفلسطيني وتشكيله سداً أمام قدرة أي طرف فلسطيني على تقديم الشراكة فيها، وبالتالي سقوط رهان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على لعب دور العراب للصفقة، وسقوط الرهان الأميركي الإسرائيلي على الشراكة معه، وفشل تحالف المأزومين الثلاثة، الأميركي والإسرائيلي والسعودي في صناعة إنجاز.
"الأخبار": أسبوع الحسم الحكومي: التأليف أو الاعتذار؟
لم يتغير شيء على الصعيد الحكومي. وبالرغم من تفعيل التواصل بين المؤلّفين، لم يتم التوصل إلى نتائج حاسمة تشير إلى إيجاد حلول للازمة المستمرة منذ شهرين. وصدرت إشارات متنوعة عن احتمال اعتذار الرئيس سعد الحريري عن عدم تأليف الحكومة، ربطاً بما سبق أن أعلنه الأربعاء الماضي بأنه سيحسم قراره في الاسبوع الحالي.
وقالت مصادر معنية بمشاورات التأليف إن الأسبوع الجاري يحمل خيارين: تأليف الحكومة، أو «ألا تبقى الأمور كما هي، سواء من قبل الحريري او من قبل الرئيس ميشال عون». وفسّرت مصادر هذا القول بأن الحريري ربما يعتذر، لافتة في الوقت عينه إلى أن الخيار الأكثر رجحاناً هو التأليف، «بعدما تم الاتفاق في اجتماعات باريس بين الحريري والوزير جبران باسيل على عدد من الخطوات التي سيتم استكمالها في بيروت، كلّ منهما مع شركائه».
وكان الحريري، قبل أن يعود من باريس، قد التقى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع مرة، والوزير باسيل ثلاث مرات. وتمحورت النقاشات حول الأفكار السابقة التي لم تؤت ثمارها. وبالرغم من أن النقاش يدور حالياً حول تبديل الحقائب وتوزير ممثل للقاء التشاوري، إلا أن ذلك لم يحجب الخلاف بشأن حصول تكتل للبنان القوي على الثلث زائداً واحداً. فبعد المحاولة الفاشلة لضم ممثل اللقاء التشاوري إلى التكتل، لم تسفر أي محاولة جديدة عن تعديلات في خريطة الحصص، في ظل إصرار أكثر من طرف على أن لا حل إلا بالعشرات الثلاث.
مع ذلك، فقد رشحت معلومات من باريس تشير إلى أن باسيل وافق على الحصول على 10 وزراء بدلاً من 11، إلا أنه اشترط في المقابل تعويضه في الحقائب. فأعيد بذلك فتح ملفات قديمة كانت قد أقفلت، كمسألة حصول المردة على حقيبة الأشغال. وفيما كان الحريري واضحاً في رفض إعادة عقارب الساعة إلى الوراء وخلط أوراق الحقائب مجدداً، انتهت النقاشات الباريسية إلى عدم اتفاق، على أمل أن تستكمل في بيروت.
وبعودته، سيكون الحريري محكوماً بالمهلة التي ألزم نفسه بها. فباسيل عندما التقاه بُعيد القمة الاقتصادية العربية، نتيجة إلحاح رئيس الجمهورية على إنهاء مرحلة التأليف، كان قد تعهد له بأن يحل مسألة توزير سنّة 8 آذار، مقابل سعي الأخير مع الرئيس نبيه بري لاستبدال حقيبة البيئة التي يريدها التيار، إلا أن أبواب هذه الحقيبة ظلت موصدة في وجه التيار، بسبب تمسّك وليد جنبلاط بوزارة الصناعة وتمسّك سمير جعجع بحقيبة الثقافة.
"اللواء": خيارات الحسم: تشكيلة إلى بعبدا ثم الإعتكاف أو الإعتذار
ولم تحمل عودة الرئيس الحريري من باريس «معطيات مفرحة»، الا ان الاجتماع الذي عقد مساء أمس في بيروت مع الوزير باسيل، عاد وتناول الأفكار التي تمّ تداولها في العاصمة الفرنسية.
ولم تشأ المصادر المقرّبة الكشف عمّا حصل، لكنها قالت ان المراوحة ما تزال سيّدة المعالجات، وان الوزير باسيل كرّر الدعوة للأخذ بأحد اقتراحاته الخمسة التي قدمها للخروج من المأزق.
وبانتظار اجتماع كتلة «المستقبل» النيابية غداً، لدراسة الموقف المستجد، قال مصدر نيابي مواكب لعملية التأليف لـ«اللواء» ان الرئيس المكلف امام خيارات اربعة:
1 - تأليف الحكومة وصدور المراسيم وفقا للآليات الدستورية، وهو ما يطمح إليه بقوة.
2 - تقديم تشكيلة للرئيس ميشال عون، بصرف النظر عن اعتمادها أو ردّها.
3 - الاعتكاف في حال استمر التباين مع فريق العهد أو سائر الأطراف الأخرى.
4 - الاعتذار، لا سيما وان أوساطاً نقلت عن الرئيس المكلف استياءه البالغ من «المترسة» وراء الشروط والشروط المضادة وأن لا إمكانية لديه للاستمرار في هذا الوضع، لا سيما وان المطالب الأوروبية والدولية والعربية تشدد على ضرورة تأليف الحكومة والخروج من حالة المراوحة، نظرا لسلبياتها سواء على المساعدات المقررة في المؤتمرات الدولية، أو التهديدات الإسرائيلية المتكررة.
ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أنه طالب، وعدد من المسؤولين الفرنسيين، الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، خلال زيارته إلى فرنسا، بعدم قيام إسرائيل بأي عمل عسكري ضد لبنان قبل تشكيل الحكومة.
ولفت لو دريان، إلى أن «فرنسا قامت بوقف الإمدادات العسكرية للجيش اللبناني وقام الرئيس الفرنسي بإلغاء زيارته إلى لبنان الشهر المقبل بسبب الرفض الكامل للإعمال العسكرية لحزب الله.
وقالت المصادر ان الخطوة المهمة في سياق التحضير للحسم، ستكون بزيارة الحريري إلى قصر بعبدا، حيث يفترض ان تكون الجولة الأخيرة من المشاورات، فإذا ما تمّ التفاهم مع الرئيس ميشال عون على التشكيلة الحكومية، وفق الصيغة التي اعدها، يمكن الاتفاق حينها على موعد إصدار المراسيم، اما إذا لم يوافق الرئيس عون على التشكيلة، فعندئذ ستكون الخيارات مفتوحة امام الرئيس المكلف، وهي عديدة تتراوح بين كشف المعطلين بالأسماء، او الاعتذار، أو اللجوء إلى خيار تفعيل حكومة تصريف الأعمال، الا ان هذه الخطوة تحتاج بدورها إلى اتفاق مع رئيس الجمهورية.
حتى الآن، لا تتحدث مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» عن أي حسم حكومي، لكنها توقعت ان تكون لقاءات باريس قد خلقت أجواء حوارية.
"الجمهورية": فشل لقاءات باريس
وفي معلومات لـ«الجمهورية»، انّ لقاء الحريري وباسيل مساء الجمعة الماضي لم يكن ناجحاً، لأنّ باسيل إصرّ على إعادة النظر في بعض الحقائب الوزارية في انتظار ما سيؤول اليه اللقاء بين الحريري وجعجع في اليوم التالي، اي السبت، والذي على ما يبدو أنّه لم يكن ناجحاً. إثر فشل محاولة التبادل بين حركة «أمل» و«الحزب التقدمي الإشتراكي» و«التيار الوطني الحر»، حيث شمل الإقتراح في شأنها مقايضة وزارة البيئة لمصلحة «التيار» بوزارة الصناعة لحركة «أمل» ووزارة الدولة لشؤون التنمية الإدارية للحزب «الاشتراكي».
وقالت المصادر لـ«الجمهورية»، انّ باسيل اقترح على الحريري استعادة الوزير المسيحي من حصّة الحريري وإعادة الحقيبة السنّية اليه، ما لم ينجح تبادل الحقائب، وهو ما رفضه الحريري على اساس انّ اي تعديل من هذا النوع سيعرّض التشكيلة الأخيرة لما يُشبه لعبة «الدومينو»، والتي يمكن ان تنسف التفاهمات السابقة.
الحوار مستمر
وقالت مصادر «بيت الوسط» لـ«الجمهورية»، انّ البحث الجاري لم يصل الى اي نتيجة ايجابية. لكنّها أكّدت انّ الحوار مستمر بين المعنيين بالعِقَد الحكومية، وهي تتناول اقتراحات قديمة تمّ إحياؤها مجدداً وأخرى جديدة.
ورداً على سؤال عمّا يعوق مساعي رئيس الحكومة قالت المصادر،»إنّ الأيام القليلة المقبلة ستكشف كثيراً من الحقائق التي لا بدّ من ان يُشار اليها إيضاحاً لكل ما جرى حتى الآن».
وكان الصمت لفّ أمس مختلف الاوساط السياسية انتظاراً لنتائج لقاءات باريس التي لم يرشح منها اي شيء جدّي بعد، ما دفع بعض الاوساط السياسية الى التشاؤم، معتبرة، انّ التكتم السائد يدل الى أنّ تلك اللقاءات لم تحقق بعد اي نتائج ملموسة.
لكن مصادر معنية بتأليف الحكومة دعت الى عدم الاستعجال والتشاؤم، في انتظار عودة الحريري اليوم وما سيصدر عنه والتحرّكات والاتصالات التي يجريها، علماً انّ مهلة الاسبوع لتأليف الحكومة التي كان حدّدها الاسبوع الماضي تنتهي غداً الثلثاء.
وتوقعت مصادر «التيار الوطني الحر» ان يكون هذا الاسبوع «اسبوع الحسم» بالنسبة الى مصير الحكومة العتيدة. وأكّدت لـ«الجمهورية»، انّ اللقاء الثالث بين الحريري وباسيل امس يدل الى انّ «الاجواء تميل الى الايجابية بالنسبة الى الحكومة وليس الى السلبية كما يُشاع».
وأدرجت المصادر الاجواء السلبية التي بدأت تُضخ امس «في اطار التشويش ومحاولة الضغط على المسار الايجابي».
واشارت الى انّ باسيل سيكون في بيروت اليوم وعلى جدول اعماله سلسلة اجتماعات ابرزها مع سفير روسيا الكسندر زاسبيكين ومع وزير الزراعة في صربيا.