معركة أولي البأس

لبنان

السيد نصر الله: للعمل بجدية وسرعة لعودة المغتربين .. وتداعيات
28/03/2020

السيد نصر الله: للعمل بجدية وسرعة لعودة المغتربين .. وتداعيات "كورونا" أخطر من حرب عالمية

أشار الأمين العام لحزب الله، سماحة السيد حسن نصر الله، إلى أن مسألة عودة اللبنانيين الموجودين في الخارج مطروحة هذه الأيام بقوة، وأكد أن قضية عودة المغتربين ولا سيما الطلاب منهم هي قضية كل اللبنانيين، وأوضح اننا ما زلنا في بداية المعركة مع فيروس كورونا وفي بداية الخطر، ودعا في هذا الإطار للالتزام باجراءات التعبئة العامة، كما لفت إلى أنه لم يعد ممكناً السكوت على حجز المصارف لأموال صغار المودعين.

وخلال كلمة متلفزة عبر شاشة قناة المنار، مساء السبت، حول آخر الأوضاع المستجدة حول الحرب مع فيروس كورونا، لفت سماحته إلى أن عودة المغتربين الى وطنهم بمعزل عن أي سبب هي حقهم الطبيعي، وأن النقاش لم يكن في مبدأ حق عودة المغتربين بل في الطريقة والتوقيت، لافتًا إلى أن بعض الأصوات في البلد كانت تتهيب خطوة عودة اللبنانيين من الخارج.

وأكد سماحته أن أمر عودتهم لا يعني منطقة دون منطقة أو تيار دون تيار هم من كل الطوائف ويصرخون في الخارج، وإن إقدام الحكومة على تحمّل المسؤولية والنجاح في هذه المهمة التاريخية سيكون مفخرة حقيقية لها.

السيد نصر الله قال في بداية حديثه "كنت أنوي التحدث عن شهر شعبان لكن حصول بعض المستجدات في الأيام الماضية في المنطقة والبلد وما جاء من متابعات وقضايا من أهلنا قررت الحديث حول الحرب مع الكورونا"، كما أشار إلى المناسبات الدينية التي يحتويها شهر شعبان، ولا سيما "ليلة النصف من شعبان تفتح لدينا أبواب الدعاء ونحن أحوج أن نطرق هذه الأبواب كأقوى سلاح لمواجهة هذه المحنة".

المطلوب العمل بجديّة للعودة الآمنة والمدروسة والمحسوبة والسريعة للمغتربين

سماحته أشار إلى أنّه لم يطرح أحد العودة العشوائية للمغتربين، مشيرًا إلى أنّ المطلوب العمل بجديّة للعودة الآمنة والمدروسة والمحسوبة والسريعة، وأنّه يجب أن ندخل بشكل جدي في أمر عودتهم، وقال "علينا أن نبدأ بفتح الأبواب وتحضير العمل لعودة الأحبة من الخارج، ولا ينبغي التوقف عند العوائق بل المطلوب انجاز هذه المهمة ولدينا إمكانيات".

الأمين العام لحزب الله تحدث عن بلدان تضمّ مغتربين لبنانيين مازال انتشار فيروس كورونا محدودًا فيها ولذلك يجب استعجال عودتهم، متحدثًا عن خطرين صحي وأمني يفرضان على الحكومة أن تسارع للعمل على عودة اللبنانيين من الخارج.

السيد نصر الله أكد أن الحكومة بدأت العمل على إعادة المغتربين عبر الوزارات المعنية وهذا يحتاج تعاوننا جميعاً، وأن هذا الأمر من مسؤولية الجميع وهذا الملف أكبر من الحكومة والدولة، وهو يحتاج الى استنفار وطني من الجميع حتى من قبل الجاليات، وأشار الى أن هذا الملف كبير خطير ووقته أيام وساعات لأن هناك خطراً داهماً.

وتابع سماحته قائلًا "نقدّر كل الأصوات التي تدعو إلى إعادة اللبنانيين من الخارج بسبب كورونا"، مضيفًا "من الطبيعي أن يخضع العائدون الى الفحوص الطبية والحجر الصحي ولم يقل أحد خلاف ذلك".

واعتبر السيد نصر الله أنه من المفيد أثناء متابعة ساحاتنا في معركة "كورونا" أن نشعر أننا جزء من حرب عالمية، وقال "بالفعل هناك حرب عالمية والعالم مشغول بمواجهة كورونا"، داعيًا إلى الاستفادة من تجارب الدول حول مواجهة هذا الفيروس، ومشيرًا إلى أن هناك دولًا عظمى مرتبكة وعاجزة على سبيل المثال الادارة الأميركية والحكومة البريطانية ودول أخرى على هذه الشاكلة.

الخطاب العام في لبنان بخصوص مواجهة انتشار كورونا مقبول

السيد نصر الله لفت إلى أنه في لبنان من حيث الإجمال الوضع معقول والحكومة تتحمل المسؤولية وتقوم بتدابير جيدة ضمن الأطر المتاحة، مؤكدًا على أهمية "أن ننوّه بجهود الحكومة والوزراء والعناية الخاصة من فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب".

وحول معركة "كورونا"، اعتبر سماحته أنه في المعركة يحتاج الإنسان إلى المعنويات لا أن ينشغل في الطعن هنا وهناك، لافتًا إلى أن الخطاب العام في لبنان بخصوص مواجهة انتشار كورونا بات جامعًا ومقبولًا، منوهًا إلى أننا ما زلنا في بداية المعركة مع انتشار كورونا وفي بداية الخطر لأن العدو مجهول، ويجب أن نتصرف على أننا في بداية المعركة وهذا يتطلّب المزيد من الاجراءات ومن التشدد ومن الخطوات التي يجب أن نستكملها، والاهم أن نقطع هذه المرحلة بأقل خسائر بشرية ممكنة.

مررنا بما هو أعظم من "كورونا"

وحول مسألة السيطرة على الفيروس، أكد الأمين العام لحزب الله أنه يمكن السيطرة على انتشار كورونا، مشيرًا إلى أن كلفة ذلك لا تقاس بكلفة الحرب العسكرية وقد مررنا بما هو أعظم، وقد مرّت على شعوبنا مصائب أعظم بكثير من كورونا وتغلبنا عليها، مطالبًا بالمزيد من التخطيط والتشدد في تطبيق الاجراءات لمحاربة الفيروس، ومؤكدًا على الالتزام العام والشديد بإجراءات التعبئة العامة.

سماحته دعا كل الناس للالتزام باجراءات التعبئة العامة خاصة بموضوع الحظر الليلي الا المضطرين الحقيقيين، لافتا إلى أن بدايات العمل الاجتماعي والتكافل الاجتماعي مبشّرة جداً ويجب بناء خطط طويلة الأمد، داعيًا إلى التكافل بين مختلف القوى في كل البلدات لتقديم المساعدات الى كل من يستحق.

لكسر احتكار التجار

وفي خصوص التكافل الاجتماعي، أشار السيد نصر الله إلى أن التكافل الاجتماعي ليس مناسبة للتنافس السياسي ولا للاستنفار السياسي، مضيفًا أن "الأرحام والجيران عليهم أن يستطلعوا حالة العائلات المحتاجة الذين لا يصرّحون بحاجاتهم للحكومة أو البلديات". كذلك شدد سماحته على وجوب مساعدة المرضى بفيروس كورونا معنويًا.

وتحدث السيد نصر الله عن ارتفاع الأسعار واحتكار بعض البضائع، وقال "يعود ذلك إلى جشع بعض التجار والمحتكرين"، مشيرًا إلى أنّ المطلوب من الوزارات والقضاء والأجهزة الأمنية التشدد في مواجهة رفع الأسعار والإحتكار، داعيًا التجار الشرفاء ممن لديهم أخلاق للتدخل لكسر ارتفاع الأسعار وأن يقوموا بطرح بضائعهم في السوق ليكسروا هذا الاحتكار.

السيد نصر الله: لم يعد ممكناً السكوت على حجز المصارف أموال صغار المودعين

وبما يتعلق بالمصارف، رأى الأمين العام لحزب الله أنّ المطلوب من المصارف إعادة أموال صغار المودعين الى أصحابها، وأن اليوم هو أصعب من حرب تموز 2006 فالمدن كلها معطلة وعلى المصارف أن تساعد البلد.

وفي وقت اعتبر أن تقديم المصارف لمبلغ 6 ملايين دولار مع بث مباشر من السراي الحكومي هو أمر "معيب"، تساءل سماحته كيف يمكن أن نستثير عاطفة أصحاب المصارف ونحرّك إنسانيتهم؟، لافتًا إلى أن هناك من يصرف في عرس لابنه أو ابنته مليونين دولار أو أكثر في دولة بالخارج. وتوجّه سماحته لأصحاب المصارف بالقول "لقد ربحتم عشرات مليارات الدولارات خلال سنوات والآن تقدمون 6 مليون دولار وتحتاج الى مراسيم!". كما أكد  أنه لم يعد ممكناً السكوت على حجز المصارف أموال صغار المودعين.

كما توجه السيد نصر الله إلى كبار أصحاب الأموال والأغنياء، داعيًا إياهم لـ"ينهزّوا شوي" وأن يعتبروا أنفسهم ضمن حملة انتخابية، التي وصل ثمن الصوت في دورات سابقة بفترة بعد الظهر إلى آلاف الدولارات، وقال للأغنياء "في ظل تراجع الوضع الاقتصادي العالمي يمكن أن يأتي اليوم الذي تصبح فيها أموالكم بلا قيمة"، وخاطبهم بالقول "إذا كنتم تريدون الدنيا والآخرة أنفقوا من هذا المال".

تداعيات كورونا عالمياً .. أخطر من حرب عالمية

ورأى سماحته أن تداعيات ما يحصل اليوم أخطر من حرب عالمية ويمكن أن نصبح أمام وضع عالمي جديد، وأن ما يحصل اليوم أكبر بكثير مما حصل في حروب عالمية، مضيفًا أننا نعاصر تجربة جديدة لا مثيل لها، وأن هذه الأزمة قد تنقل الكرة الأرضية إلى واقع جديد على أكثر من صعيد، وهذا ما علينا الاستمرار في مراقبته لأننا في هذه المنطقة جزء من العالم، وأشار إلى أنه ليس معروفاً اليوم هل يبقى الاتحاد الاوروبي أو يتفكك والولايات المتحدة كذلك؟ وكل هذا النظام الرأسمالي الليبرالي موضع نقاش.

ودعا السيد نصر الله إلى أخذ العبرة مما يحدث اليوم ويتم مشاهدته على شاشات التلفزة، واستشهد على ذلك بالقول "لاحظوا كيف أن الادارة الاميركية بعظمتها كما تقدّم نفسها عاجزة ومربكة في مواجهة الفيروس، وكيف أن جرثومة صغيرة حبست مليارات الناس في بيوتها .. فلنعتبر من ذلك"، وأضاف "العقول في العالم عاجزة عن تفكيك شيفرة هذه الفيروس .. وهذه عبرة ايضاً"، مؤكدا أن اللجوء إلى الله من أقوى الأسلحة لدينا خاصة من الناس المنكسرة قلوبهم.

يجب أن يطالب العالم كله السعودية ومن معها لوقف الحرب على اليمن

وعرّج السيد نصر الله في ختام كلمته على العدوان على اليمن، مجددًا الدعوة للمعتدين وخصوصاً لحكام السعودية أن يوقفوا الحرب على هذا البلد، مضيفًا "لأسباب إنسانية يجب أن يطالب العالم كله السعودية ومن معها لوقف الحرب على اليمن".

كما عبّر سماحته عن تقديره لمبادرة قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي التي تقوم على مبادلة المعتقلين الفلسطينيين في السجون السعودية بأسرى سعوديين في اليمن، مشيرًا إلى أن هذا القائد الذي لديه أسرى في سجون النظام السعودي يقدّم مبادرة تدل على التزامه العقائدي مع القضية الفلسطينية.

لمشاهدة الكلمة الكاملة إضغط هنا  

لقراءة النص الكامل للكلمة إضغط هنا  

المصارففيروس كورونا

إقرأ المزيد في: لبنان

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة