لبنان
السيد نصر الله: المجرم "الفاخوري" مطلوب هارب ويجب ملاحقته
أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنه لا وجود لصفقة مقايضة في إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري، موضحاً أنه منذ بداية اعتقاله بدأت الضغوط أميركية بشكل قوي على أغلب المسؤولين في الدولة.
وفي كلمة له حول آخر التطورات، أشار سماحته إلى أن الحاجة للحديث عن موضوع العميل عامر الفاخوري تنطلق من الحرص على الرأي العام في ظل الشائعات والتضليل، مشدداً على أن العدو والخصم يعملان على زعزعة الثقة بين المقاومة وشعبها الذي يشكل السند الحقيقي.
وأضاف السيد نصر الله أن الضغوط تمت ممارستها على كل من يستطيع أن يقدم تسهيلات، ثم تهديد بفرض عقوبات متنوعة ومنع مساعدات، وذلك من أجل إطلاق سراح العميل من دون قيد أو شرط، لافتاً إلى أن الضغوط بشكل أساسي وقعت على القضاة الذين صمد بعضهم، بينما استسلم آخرون.
وإذ شدد على النقطة الإيجابية في ظلّ الجو الأسود الذي تمثّل بصمود القضاء اللبناني لستة أشهر، أشار السيد نصر الله إلى أنه "خلال الشهرين الأخيرين ناقشت معنا جهات في الدولة اللبنانية قضية الفاخوري في ضوء التهديدات الأميركية"، وأضاف "نحن أصحاب القضية ولسنا طرفاً حيادياً لذلك رفضنا إطلاق سراح الفاخوري"، ولفت إلى أن رأي المقاومة بأن هذه القضية هي إنسانية وسيادية، وأن المطلوب موقف لله والآخرة والمصلحة الشخصية للقضاة تقتضي ذلك، إذ لا يجوز الرضوخ للضغوط، مؤكداً أنه كان يتوجب تقديم الحماية إلى كل مسؤول أو قاضٍ يصمد في معركة الضغوط.
وجزم السيد نصر الله أن حركة أمل لا علم لها أيضاً بما حدث في قضية الفاخوري، وذكر أن الكثير من قرارات المحكمة العسكرية والأجهزة القضائية في لبنان لا يتم العلم بها أو التدخل فيها من قبل حزب الله.
وأشار السيد نصر الله إلى أن الحكومة لن تكن في يوم من الأيام حكومة حزب الله، إنما حزب الله قوة سياسية موجودة في لبنان لديه نواب ووزراء وله تأثير ينقص أحيانا أو يزيد عن الاخرين، ورأى أنه في المعادلة الداخلية هناك قوى سياسية تأثيرها أكبر من حزب الله.
واعتبر سماحته أن من يصرّ على تحميل حزب الله مسؤولية اطلاق الفاخوري إنما يصر على البقاء في دائرة العدو والخصم، لافتاً إلى أن حادثة 7 أيار لم تكن ردة فعل على ازاحة مدير عام جهاز أمن المطار كما يروج له البعض بل للحفاظ على المقاومة، وسأل هنا "هل مصلحة البلد ومصلحة المقاومة أن نعمل 7 أيار من أجل الفاخوري؟".
وأوضح أن قرار اطلاق سراح العميل الفاخوري لم يُناقش في الحكومة ولم يُتخذ قرار بشأنه في داخلها، واعتبر أن كل ما قدم من أفكار في هذا الموضوع لم يحمل أبداً أي مصلحة وطنية.
وطالب السيد نصر الله البعض بتوجيه الغضب على الأميركي "الجلاد" الذي قام بتهريب العميل المجرم القاتل خلافاً للقانون، بدلاً من توجيهه على الضحية، ودعا إلى متابعة الملف قضائياً، إذ يتوجب على القضاء اللبناني أن لا يعتبر أن الملف قد انتهى، باعتبار أن الفاخوري مطلوب هارب.
كما أيد السيد نصر الله الدعوات التي انطلقت في لبنان لتشكيل لجنة تحقيق قضائية وأخرى برلمانية.
وشدد السيد نصر الله على أن المقاومة تقبل من أصدقائها النصح والاقتراح والانتقاد في العلن، لكن هناك حدّان غير مقبولين الأول هو التشكيك بالمقاومة والثاني هو الشتيمة والاهانة ومن يتعدّاهما فليخرج من الصداقة.
وتابع السيد أن هذه المقاومة هي أشرف وأنبل وأعقل مقاومة في العصر الحديث، ومن نكد الدهر أن يأتي يوم اضطر أن أدافع عن حزب الله بشأن عميل قتل وعذب أخواننا واخواتنا.
وحول فيروس كورونا أعلن السيد نصر الله أنه يجب التشدد بالاجراءات وتشكيل أطر اجتماعية للضغط على من يخالفها، مؤكداً وجوب عزل أي منطقة _حتى لو كانت شيعية_ ينتشر فيها الوباء وذلك تباعاً لقرار الحكومة الذي قد تراه مناسباً للشعب اللبناني.
وإذ لفت إلى انه "من المخزي والمعيب التعامل مع انتشار فيروس كورونا على قاعة 6 و 6 مكرر"، أضاف سماحته "المصلحة التي تجدها الحكومة مناسبة للشعب اللبناني فلتملك الشجاعة في اتخاذ القرار ونحن ندعمها".
وأشاد سماحته بالتكافل الاجتماعي الذي يشكل تأجيل قبض ايجارات المنازل أو المحلات جزءًا أساسياً منه لمن تمكن من ذلك.
وعن أوضاع الشباب الذين عادوا من سوريا وإيران، أكد السيد أنهم خضعوا للفحوصات وكذلك الحجر المنزلي، مجدداً التأكيد على جهوزية المقاومة للمساعدة بشكل أكبر في هذه المعركة، ومعلناً أن "عدد أخواننا وأخواتنا الذين يعملون في هذه المعركة يقارب العشرين ألفاً وجاهزون لعدد أكبر".
ولفت السيد نصر الله إلى أن "هناك ثلاث مناطق تتعرض للتصرف العنصري في هذه الحرب هي قطاع غزة واليمن وايران"، وأضاف "هذه المناطق التي تتعرض للحصار والحرب والعقوبات يمنعون عنها المساعدات ووصول الأجهزة الطبية والأدوية ويضغطون عليها بعقوبات بالرغم من الكورونا".
وفي الختام، انتقد سماحته صمت المجتمع الدولي أمام عنصرية الرئيس الأميركي "العنصري" دونالد ترامب الذي يطلب لقاحاً فقط لأميركا ويهتم بالأموال من دون أن يكترث لأي شيء آخر، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك لرفع العقوبات عن المستلزمات الطبية.
لقراءة الكلمة كاملة اضغط هنا
لمشاهدة الكلمة الكاملة اضغط هنا