لبنان
منخفض "التنين" يضرب لبنان.. عواصف شديدة وأضرار كارثية
ضربت المناطق اللبنانية ليل أمس عاصفة رياح هوجاء قوية وشديدة وُصفت بالأعنف منذ سنوات تجاوزت سرعتها في بعض الفترات الـ 120 كيلو متر في الساعة، مُخلّفة أضرارًا كبيرة في المنازل والممتلكات والمزروعات وشبكات الكهرباء، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى.
الجنوب
وقد نالت الخيم الزراعية البلاستيكية المحمية في الجنوب النصيب الأكبر من هذه الاضرار، فلم تستطع الصمود أمام الرياح التي مزقتها واتلفت محتوياتها وألحقت خسائر فادحة بالمزروعات وأشجار الموز والحمضيات.
كما تسببت الرياح الهوجاء باقتلاع العديد من اللوحات الاعلانية المنتشرة على الطرقات وتحطم الخيم المنزلية والاسقف المستعارة والاكشاك وأكواخ الاكسبرس وواجهات المحال التجارية الزجاجية واقتلاع الاشجار المعمرة، مما دفع بعض البلديات الى اصدار بيانات تنبه فيه السائقين الى عدم سلوك بعض الطرق التي انقطعت بفعل سقوط الاشجار واسلاك الكهرباء كما حصل على طريق البازورية - البرج الشمالي - وطير دبا ريثما يتم ازالتها وتأمين شروط السلامة. وكانت حذرت مصادر في الأرصاد الجوية المواطنين وخصوصًا السائقين من التنبه أثناء القيادة بسبب موجة الغبار والضباب التي تؤدي الى سوء في الرؤية ومن المنخفض الجوي والأمطار الغزيرة التي ستتساقط وتكون السيول مع حدوث برق ورعد.
وأدت سرعة الرياح الى انقطاع التيار الكهربائي عن المناطق الجنوبية كافة بعدما تسببت بانفجار بعض المحولات والاسلاك واندلاع حرائق ببعض المزارع في منطقة النبطية، وأُفيد عن سقوط ثلاثة جرحى، وفي بلدة عدلون أُفيد عن سقوط احدى الفتيات عن سطح منزلها جراء سرعة الرياح.
وأدت قوة الرياح الى اقلاع اشجار في طلعة الجبانة باتجاه حي البياض في النبطية، وشجرة أخرة معمرة في حي المسلخ ادتا الى قطع الطريق بشكل كلي.
وفي بلدة حاروف، أدى سقوط شجرة الى قطع طريق عام حاروف جبشيت فيما عملت الأجهزة المعنية باحضار رافعات وعملت على ازالتها وفتح الطريق .
وأدى سقوط أحد الأشجار الكبيرة في بلدة البيسارة الى سقوط احد أعمدة الكهرباء في وسط الشارع وانحناء اخر وانقطاع اسلاك الكهرباء. كما أدت الرياح الى اقتلاع شجرة معمرة امام النادي الحسيني في البلدة مما ادى الى قطع الطريق.
وفي بلدة الخرايب، حملت الرياح كشك احد المطاعم الى وسط الشارع في ساحة البلدة كما اقتلعت بعض الاشجار وقطعت طرقات.
وضربت رياح قوية مدينة صور محملة بالرمول والغبار، حيث اقتلعت خيم ساحة العلم وحطمتها متسببة بأضرار جسيمة.
كما ألحقت الرياح أضرارا باللوحات الإعلانية التي تطايرت على جوانب الطرقات، فيما بلغت سرعة الرياح حوالي اكثر من 80 كلم في الساعة.
وألحقت العاصفة وسرعة الرياح التي لامست المئة كيلومتر في الساعة أضرارًا ماديةً في القطاعات السياحية والتجارية والزراعية وفي شبكتي الكهرباء والهاتف في منطقة صيدا اضافة الى حالة الخوف لدى السكان القاطنين في الطوابق العليا للأبنية.
كما تسببت العاصفة بشل الحركة كليًا في مرفأ صيدا وحوض صيادي الأسماك.
وفجرًا، باشرت الفرق الفنية في بلدية صيدا ورجال الإطفاء برفع الأشجار من الشوارع التي كانت العاصفة قد اقتلعتها.
حاصبيا وقراها
واجتاحت العاصفة الرملية المصحوبة برياح شديدة السرعة قرى منطقة حاصبيا والعرقوب وادت الى اقتلاع اشجار معمرة في مناطق عدة منها اشجار الصنوبر في وادي ميمس وقطع الطريق التي تربط حاصبيا بالبقاع عند نقطة وادي ميمس وعلى جانبي الطرقات في حاصبيا.
وفي مرجعيون تسببت العاصفة بأضرار جسيمة واقتلاع اشجار معمرة على جوانب الطرقات، ووقوع العديد من اعمدة الانارة، وتطاير صحون الارسال والواح الطاقة الشمسية عن سطوح المنازل والابنية وخزانات المياه ومستوعبات النفايات.
كما أدت الى تطاير البيوت الزراعية البلاستيكية والى اضرار في المحاصيل الزراعية لا سيما بساتين الحمضيات، وتسببت العاصفة ايضًا بانقطاع خدمة الإنترنت وبث محطات التلفزيون.
وتعمل بلدية الزرارية على إزالة الشجر من الطريق التي تسببت باقتلاعها الرياح العاتية، وايضا في بلدة البيسارية الرياح القوية اقتلعت عامود للكهرباء ليقطع الطريق في وسط البلدة.
البقاع
بالموازاة، تسببت سرعة الرياح والعاصفة الرملية في مدينة بعلبك الى أضرار جسيمة، حيث اقتلعت عددًا من الاشجار المعمرة في محيط رأس العين وحي العسيرة كما أدت الى سقوط احد اعمدة الكهرباء في محيط رأس العين اضافة الى بعض الاضرار المادية.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" أن الرياح العاتية المحملة بالغبار ألحقت أضرارا بالمزروعات وبالبيوت البلاستيكية، وبالأشجار المثمرة التي تفتحت أزهار براعمها منذ مطلع الأسبوع الجاري في سهول منطقة بعلبك، وقطعت الأسلاك الكهربائية في المدينة والعديد من قرى المنطقة.
كما أدت سرعة الرياح إلى اقتلاع ثلاث شجرات في محلة رأس العين في بعلبك، مما أدى إلى قطع الطريق لبعض الوقت.
وقد أوعز رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق إلى عناصر الشرطة لرفع جذوع الأشجار عن الطريق وإعادة فتحها أمام السيارات.
بالموازاة، خلّفت فيضانات نهر جنتا ويحفوفا باضرار بالغة في المقاهي والمطاعم، وغمرت المياه البساتين والمنتزهات الصيفية، وتسببت بانهيارات في جدران الدعم، وغمرت المياه بساتين الحور وتسببت المياه المصحوبة بالحصى والطين بأضرار بالمزروعات على ضفتي النهر.
وناشد رئيس بلدية جنتا أحمد أيوب الحكومة والهيئة العليا للاغاثة واللواء محمد خير بتفقد الأضرار والكشف لمساعدة المتضررين من أصحاب البساتين والممتلكات.
وأكد رئيس البلدية انه كان بإمكان البلدة الاستفادة من مياه النهر التي تتفجر كل عام بري الأراضي الزراعية في حال استثمارها وإقامة سد على النهر كما سائر الانهار التي تفجرت امس على السلسلة الشرقية
الشمال
شمالًا، تسببت العاصفة بأضرار كبيرة في خطوط الخليوي والتيار الكهربائي في بشري.
وانقطعت الخطوط الخليوية لشركة "ألفا" في القضاء، بسبب العاصفة الهوائية التي تسببت بأضرار كبيرة في التيار الكهربائي وأدت إلى انقطاع جزئي لبعض الطرق في المنطقة بسبب سقوط عدد كبير من الأشجار.
كما أدت العاصفة إلى انجراف السيول على الطرق وارتفاع منسوب الاقنية والأنهار بسبب ذوبان الثلوج.
وفي عكار، أدت قوة العاصفة الى تطاير عدد من ألواح الطاقة الشمسية التي تعمل على إضاءة الشوارع ليلا على طريق عام حلبا مفرق الجومة الشارع العام في رأس حلبا، كما أن عددا من هذه الألواح هي في طور السقوط مما يشكل خطرًا على السيارات المركونة أمام المنازل بجانب اعمدة الطاقة الشمسية وعلى المارة.
كما خلّفت العاصفة أضرارا مادية في بعض قرى وبلدات قضاء زغرتا، حيث يقوم عمال اتحاد بلديات القضاء باشراف رئيس الاتحاد زعني خير برفعها، ويتم ازالة الاشجار التي ادت الى قطع طرق، ورفعها من داخل اقنية تصريف المياه منعا لانسدادها، بالاضافة الى رفع اسلاك الكهرباء التي انقطعت بفعل العاصفة عن جوانب الطرقات.
جبل لبنان
كما احترقت أشجار حرجية في شحيم بالشوف، ما استدعى تدخل عناصر الدفاع المدني لإخماد الحريق. كذلك، شب حريق في اعشاب يابسة في الربوة - المتن وفي بقنايا وفي جعيتا وديك المحدي.
وشب حريق في أعشاب يابسة واشجار حرجية في الرابية - المتن. وسرعة تدخل عناصر الدفاع المدني ساعدت في عدم امتداد النيران الى المباني المجاورة لرقعة الحريق.
أما في الدورة فقد سقطت أشجار ولوحات اعلانية على الأوتوستراد. والأضرار نفسها شهدتها كل من الحازمية، بعبدا، الجمهور، الفياضية واللويزة.
في السياق نفسه، نبهت مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية "Lari" من فيضان الأنهار ومجاري المياه بسبب غزارة الامطار وذوبان الثلوج على الجبال العالية، ومن تشكل السيول في الأماكن المعرضة لذلك.
كذلك نبّهت الى انهيار الأتربة والصخور على الطرق وخاصة الجبلية.