لبنان
الرئيس دياب: قرار مفصلي للحكومة في الأيام المقبلة
أكد رئيس مجلس الوزراء حسان دياب أن "الحكومة اختارت أن تحمل كرة النار، وهي تعمل على تخفيف لهيبها، كي لا تحرق التراب، بعد ان أحرقت الاخضر واليابس"، لافتا الى أن "الأيام المقبلة ستشهد حسم النقاش، لاتخاذ قرار مفصلي لهذه الحكومة، وهو قرار حساس ودقيق، ندرسه بعناية شديدة لأنه يشكل محطة هامة نحو رسم معالم لبنان المقبل".
وقال الرئيس دياب خلال استقباله قبل ظهر اليوم في السرايا أعضاء السلك القنصلي في لبنان، إن "الدولة، التي لطالما كنا نتمنى أن يرتقي مفهومها إلى خدمة اللبنانيين، والتخطيط لمستقبل وطنهم، وإدارة شؤون الدولة والناس بمنهجية تواكب التطور الاجتماعي والحضاري، هي اليوم في حالة ترهل وضعف إلى حدود العجز، والوطن يمر بمرحلة عصيبة جدا"، مضيفا أن "اللبنانيين قلقين على حاضرهم ومستقبلهم، والخوف يتمدد من الوضع المالي إلى الأوضاع الاقتصادية والواقع الاجتماعي والظروف المعيشية، وصولا إلى الهموم الصحية الداهمة".
وتابع الرئيس دياب أن "هذه الدولة لم تعد، في ظل واقعها الراهن، قادرة على حماية اللبنانيين وتأمين الحياة الكريمة لهم، وفقدت هذه الدولة ثقة اللبنانيين بها، وتراجع نبض العلاقة بين الناس والدولة إلى حدود التوقف الكامل"، وقال: "نحن أمام معضلات كبرى، بينما آليات الدولة ما تزال مكبلة بقيود طائفية صدئة، وجنازير فساد محكمة، وأثقال حسابات فئوية متعددة، وفقدان توازن في الإدارة، وانعدام رؤية في المؤسسات".
وأشار إلى أن "هذه الحكومة جاءت وهي تعلم أن حملها ثقيل، وأن مهمتها معقدة، لكننا مصممون على تفكيك هذه التعقيدات، وعلى الانتقال بلبنان إلى مفهوم الدولة، ومعالجة المشكلات المزمنة"، مؤكدا أن "هذه الحكومة اختارت أن تحمل كرة النار، وهي تعمل على تخفيف لهيبها كي لا تحرق التراب بعد أن أحرقت الأخضر واليابس.. لا خيار أمامنا إلا السير على طريق الجلجلة، مهما كان الوجع، لأن الخيارات الأخرى هي أخطر بكثير".
وشدد على أن "الأيام المقبلة ستشهد حسم النقاش لاتخاذ قرار مفصلي لهذه الحكومة، وهو قرار حساس ودقيق، ندرسه بعناية شديدة، لأنه يشكل محطة هامة نحو رسم معالم لبنان المقبل".
وتوجه إلى ممثلي السلك القنصلي قائلا: "أنكم تمثلون دولا عديدة في لبنان، لكنكم لبنانيون أولا، وهذا ما يجعلنا نطمئن إلى أنكم ستساهمون في ورشة إنقاذ لبنان، كل من موقعه، سواء القنصلي أو الاقتصادي أو الشخصي، فكلنا مسؤولون عن بناء مستقبل أفضل لأجيالنا المقبلة".
وأكد الرئيس دياب أن "لبنان يحتاج في المرحلة المقبلة لكل جهد وفكرة.. لبنان يحتاج إلى كل نقطة عرق جبين، وسيكتب التاريخ عن كل الذين هدموا جدران الفساد وبنوا جسور الثقة وأعادوا الأمل إلى اللبنانيين وساهموا في ورشة الإنقاذ".
بدوره، قال عميد السلك القنصلي جوزيف حبيس إن "محاربة الفساد باتت هدفا وطنيا شاملا، لا بد أن يتحقق كي نحافظ على ما تبقى من مقومات الوطن، وتطلعات ابنائه الذين كفروا من هذا الدرك غير المسبوق الذي وصلت اليه البلاد"، مضيفا أن "وقف الهدر، وعصرنة مؤسسات الدولة والقطاع العام، وتحديث البنى التحتية، وايجاد حل شامل وناجع لمشكلة الكهرباء المزمنة والنازفة منذ اكثر من ثلاثة عقود، والتخفيف من اعباء النازحين السوريين على كاهل الدولة والشعب... كل هذه الملفات وغيرها لم تعد تحتمل التأجيل أو التأخير أو الاستغلال".
وتابع حبيس في كلمة له إن "لا بد للضمائر أن تستفيق، وللحس الوطني أن يتغلب على المصالح الفردية في هذه المرحلة الدقيقة كي نشهد نور قيامة لبنان"، وقال : "اعلموا أننا نضع كل امكانات السلك القنصلي الفخري بتصرفكم، لاجتياز هذا النفق، وكي يعود لبنان مجددا وطن الاشعاع، والحضارة، والازدهار".