لبنان
الشيخ قاسم: لا نقبل الخضوع لصندوق النقد الدولي
أكد نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم أن "محور المقاومة تمكن بتوفيق إلهي من تحقيق انتصارات عديدة، بدءًا من فلسطين مرورا بلبنان وسوريا والعراق واليمن وصولا إلى إيران"، مضيفا أن "كل منطقة فيها روح المقاومة والاستقلال والتحرر من أي تبعية لأمريكا و"إسرائيل"، سيحقق الله فيها المزيد من الانتصارات".
وأشار الشيخ قاسم في كلمة له خلال لقاءٍ سياسي يوم أمس الإثنين في مجمع الإمام الرضا (ع) بحي السلّم، إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية صمدت لـ ٨ سنوات في حربٍ مدمرة، وبعد ٤١ عاما لا زالت شامخة وفعالة لتصنع المستقبل لأجيالها".
وقال إن "حزب الله في لبنان استطاع أن يحقِّق إنجازا عظيما لم يتحقق منذ احتلال "إسرائيل" للمنطقة من أوائل القرن الماضي"، مضيفا أن حزب الله أخرج "إسرائيل" ذليلة عام ٢٠٠٠، وحقق نصرا كبيرا، ثم بعد ذلك هُزمت "إسرائيل" في عدوان ٢٠٠٦، وهي الآن مردوعة بسبب القوَّة التي يمتلكها حزب الله، ليس فقط قوة السلاح بل قوَّة الإرادة والقرار الحر الذي يرفض أن يخضع للعدو".
وتابع سماحته أن "الفلسطينيين اشعلوا المقاومة مجدداً، وقدموا التضحيات الكبيرة، وخاضوا عدَّة حروب على غزَّة وأفشلوها، ولا يزال هذا الشعب يقاوم ويقف"، وذكر أن " الشعب الفلسطيني اسقط عنفوان أمريكا على المستوى العالمي واثبت أنَّه شعبٌ جديرٌ بالحياة وبتحرير الأرض".
وحول صمود سوريا دولة وجيشا وشعبا، قال الشيخ قاسم إن كل من توقع وراهن على سقوط النظام في سوريا خاب أمله. ها نحن نشهد على صمود هذه الدولة لـ ٩ سنوات إضافية حرَّرت فيها الكثير من الأراضي"، وأضاف: "المستقبل سيكون للشعب السوري والقيادة السورية، وستبقى سوريا صامدة وفي محور المقاومة ومؤثرة رغم اجتماع كلِّ العالم عليها".
الشيخ قاسم أكد أن "العراق الذي كاد أن يسقط بسبب "داعش" والتيَّار التكفيري، استطاع شعبه حشداً ومرجعيةً وجيشاً وقوات أن يسقطوا هذا المشروع".
وأضاف أن "اليمن الفقير لكن العزيز، صمد بوجه السعودية ومن ورائها أمريكا وكلُّ العالم المستكبر الآثم، ولو استمرت الحرب سنوات إضافية سينتصر في نهاية المطاف الشعب اليمني، لا يمكن لهذا الشعب أن يهزم ولديه هذه التضحيات ولديه هذه الإرادة وهذه العزَّة".
واعتبر الشيخ قاسم أن "أكبر إنجاز حقَّقناه في المنطقة هو هزيمة داعش، الذي لم يكن له الحضور العسكري فقط، فقد كان له حضور ثقافي يمكن أن يغير المنظومة الثقافية والفكرية في المنطقة بأسرها باتجاه الانحراف"، مضيفا أننا "أسقطنا مشروع تربية خطرة للأطفال وللأجيال القادمة، ومنعنا تشويه الإسلام على طريقة يزيد ومن معه، وتمكنا من أن نعيد لقدرة الإسلام المحمدي الأصيل بريقه ونصاعته وقدرته على أن يكون حاضراً ومؤثراً".
وقال إن "المقاومة ومحور المقاومة بألف خير على الرغم من الصُّعوبات والعقوبات والتَّحديات، وهذا طبيعي أن يحصل مع وجود قوى كافرة ومعتدية وظالمة على مستوى العالم، لكن كما وعدنا الله تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ }، ونحن مع هذا الوعد الإلهي".
وتحدث الشيخ قاسم في كلمته عن الظروف التي كانت عقب ظهور أول إصابة بفيروس كورونا المستجد، قائلا: "غزا مرض كورونا العالم من الصِّين، وعادةً عند المرض يفترض بالناس أن تتكاتف مع بعضها بعضاً، وأن يساعد النَّاس المرضى، وأن تعمل وزارات الصّحة المعنية من أجل الوقاية والعلاج، ومن أجل أن تكون هناك إجراءات من أجل منع تفشِّي المرض"، مضيفا أن "وزير الصحة اللبناني ومعه طاقم الوزارة والحكومة اللبنانية التي أقامت خلية أزمة قاموا بمجموعة إجراءات وقائية وعلاجية تساعد على تخفيف انتشار المرض أو منع انتشار المرض بحسب الحالات التي يمكن أن تأتي إلى لبنان أو ما شابه ذلك، وهذا يُعتبر إنجازاً".
وقال إنه هناك من يحاول "تسييس ظهور "الكورونا" في لبنان، وهذا عمل لا أخلاقي ويفتقر إلى أدنى ضمير وأدنى إنسانية، نحن نعرف أنَّ المتخاصمين عادةً في الحي في الشارع في أيِّ مكان، عندما يحصل عند أحدهم بلاء أو مشكلة يأتي الخصم فيواسيه ويساعده تاركاً الخلافات جانباً، لكن أن يأتي البعض ليركب موجة مرض يتطلب تكاتفاً ومعالجة وهو لازال في بداياته من أجل أن يمرِّر مواقف سياسيَّة ولؤماً سياسياً فهذا عمل غير أخلاقي على الاطلاق، على كلِّ حال كل إناءٍ بما فيه ينضح".
وقال الشيخ قاسم : "اليوم في لبنان توجد أزمة اقتصادية مالية اجتماعية ضاغطة جداً وصعبة جداً، وهي نتيجة تراكم ثلاثين سنة وتحتاج إلى وقتٍ للعلاج، نحن لا نقبل أن نخضع لأدواتٍ استكبارية في العلاج، يعني لا نقبل الخضوع لصندوق النقد الدولي ليُدير الأزمة، نعم لا مانع من تقديم الاستشارات، وهذا ما تفعله الحكومة اللبنانية، وبإمكان الحكومة اللبنانية أن تضع خطَّة وتتخذ إجراءات بنَّاءة لبدء المعالجة النقدية والمالية ووضعها على طريق الحل".
وختم الشيخ قاسم مؤكدا حاجتنا إلى "خطة إصلاحية متكاملة مالية اقتصادية اجتماعية مؤقتة واستراتيجية، وإن شاء الله ستقوم الحكومة بهذا العمل وتظهر بعض النتائج ولو بعد حين".