لبنان
ندوة حوارية فكرية في حزرتا بذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران
تعزيزاً للوحدة الوطنية والعلاقات الإسلامية المسيحية في ظل ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في إيران، نظمت بلدية حزرتا ندوة حوارية فكرية من وحي المناسبة، شارك فيها كل من المستشار الثقافي في سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان الدكتور عباس خامه يار، ومطران أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم اللملكيين الكاثوليك عصام درويش ومدير حوزة الإمام المنتظر الشيخ بلال عواضة ومسؤول اقليم البقاع في حركة أمل ممثلا بالسيد حسين الحسيني، قدم الندوة الدكتور خضر نبها، وذلك في قاعة الرئيس نبيه بري في معهد حزرتا الفني، حضر الحفل النائب سليم عون، النائب والوزير السابق محمود أبوحمدان، وعضو قيادة البقاع في حزب الله السيد هاني فخر الدين، ومسؤول حزب الله في البقاع الأوسط خضر زعيتر وفاعليات بلدية واختيارية وثقافية، وحشد من أبناء البلدة التي غصت بهم القاعة رغم الطقس العاصف والمثلج.
بعد النشيدين اللبناني والإيراني كلمة البداية كانت مع رئيس بلدية حزرتا الدكتور حسين أبوحمدان الذي قال "حققت الثورة الإسلامية التي قادها الإمام الخميني(قده)، خلال العقود الأربعة الماضية إنجازات ومكاسب عديدة، على مختلف الأصعدة السياسية والإقتصادية والعلمية والعسكرية ومن أهم الإنجازات التاريخية أن قطعت إيران علاقاتها بالكيان الصهيوني وحولت السفارة الإسرائيلية إلى سفارة فلسطين وهو الإنجاز الأكبر في تاريخ الأمة، كما أنها دعمت كل فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين ضد الكيان الغاصب، وهي ما زالت مع سماحة السيد الخامنئي داعمة للشعوب المستضعفة والمظلومة والمقهورة في وجه المستكبرين إلى أي فئة انتموا ولأي دين ولأي مذهب، إنما كانت القضايا فقط نصرة للحق".
أبوحمدان تحدث أيضاً عن حركة الإمام المغيب السيد موسى الصدر التي دعى فيها إلى التعايش الإسلامي المسيحي، "ونادى بحركة المحرومين وأفواج المقاومة اللبنانية أمل التي جاهدت بقيادة دولة الرئيس بري في سبيل الحق ونصرة المظلومين ومقاومة العدو الصهيوني"، وختم أبوحمدان بالتأكيد على الإلتزام بكل الوصايا التي أطلقها الإمام موسى الصدر على التعايش الإسلامي المسيحي والحفاظ على وحدة هذه المنطقة والبلد، وقال "نؤكد الإستمرار على هذا الدرب مع سماحة السيد حسن نصرالله ودولة الرئيس نبيه بري وكل الشرفاء في هذه المنطقة والوطن".
بعدها بدأت أعمال الندوة التي قدمها الدكتور نبها فقال "اليوم هي اللحظة لتحرير فلسطين ما دام لدينا قائد كالإمام الخامنئي والسيد حسن نصرالله، قائدين شجاعين لديهما الإرادة أن يتحديا لكن يحتاجان إلى الشعوب، هذه لحظتنا لإسقاط صفقة القرن، هذا المشروع الأمريكي الجديد سيسقط في اللحظة التي تنبعث فيها الأمة وتحرر فلسطين".
المطران درويش وفي كلمة له قال "إن تعزيز الوحدة الوطنية والعلاقات الإسلامية المسيحية موضوعان مهمان خصوصا في هذه الأيام العصيبة التي نمر بها، وهما جزء أساسي من تفكيرنا وحياتنا وطموحاتنا وتطلعاتنا، وأنا على قناعة أن السلام في العالم العربي أو في العالم كله يتوقف على دور الديانات التي يجب أن تكون محررا للإنسان ومنفتحة على قضايا العصر، بعيدا عن التعصب والتسلط ونشر الخوف. وبقدر ما تنشر الثقة بالآخر والتضامن معه تكون الأديان قادرة على تشييد قيم أخلاقية تقود عصرنا الى الحداثة، وإذا لم نوحد قوانا ونكثف الحوار بيننا وما لم نسعى للتحالف معا، أخاف جدا أن ننتقل الى عصر جديد هو عصر ما بعد الأديان".
وتابع درويش :"إن دول المنطقة تعيش قلقاً متزايداً على المستقبل، وتواجه حالة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. لذلك جاءت الثورات المحقة ومنها الثورة الإيرانية الإسلامية عام 1979، لتعطي دفعا جديدا ليلاقي الإنسان ذاته ويفجر طاقاته، ففرضت على العالم كله، مناخات ثقافية ودينية واجتماعية وسياسية، ما برحت تحمل لنا قيما إنسانية كبيرة، وبخاصة أنها قدمت للعالم، صدقية كبيرة في التعامل مع القضايا الإنسانية المحقة وعلى سبيل المثال القضية الفلسطينية والتصدي للتطرف الديني".
واعتبر المطران درويش "أن مواقف الجمهورية الإسلامية بقيادتها القوية وثباتها وإصرارها على دورها الإقليمي البناء، تساهم الى حد بعيد في صيانة كرامة الإنسان وتعزيز الوحدة الوطنية، لكننا نأمل في الوقت ذاته أن تلتقي الرؤية الإيرانية والعربية معا، للتوصل الى رؤية واحدة وشاملة لمختلف القضايا التي تعاني منها شعوبنا".
الشيخ عباس شريف وفي مداخلته قال "أنظروا إلى الفكر الرؤيوي والإستشرافي الذي يتخطى الأزمنة لسماحة الإمام المغيب السيد موسى الصدر كان يقول إذا فشل الحوار الإسلامي المسيحي تُظلم الحضارة الإنسانية وتعود إلى الوراء خمسين عاماً".
بدوره الشيخ بلال عواضة قال "لم يأت الإمام(قده) ليحيي المذهب الجعفري، بل جاء لإنعاش عالم الروح والإرادة والعزيمة الكامنة في النفوس وليعلن أن هذا القرن هو قرن انتصار المستضعفين على المستكبرين بسلاح الروح والإيمان، ومن هنا أدخل إلى الوحدة كسبيل أساسي وأسلوب أولي من أساليب مواجهة الإستكبار"، وتابع عواضة :" إن فكر الإمام ليس في وحدة المسلمين فحسب وإنما في المفهوم التوحيدي للعالم أجمع".
الدكتور عباس خامه يار استعرض بشكل مختصر أهم إنجازات الثورة الإسلامية على مدى العقود الماضية على المستوى العلمي والثقافي والفني والعسكري والطبي، وقال "القيم الثلاثة التي تشكل المرتكزات الأساسية للثورة الإسلامية هي الإتكاء على الشعب، التنمية والإستقلال، هذه ثلاثة عوامل تكوّن دولة محترمة وتحترم نفسها، هذه القيم خطيرة للآخرين، هذا النموذج يعتبر نموذجا أسمى وأيضاً مخيف، فإذا احتُذي به من قبل الآخرين فستكون المصالح الغربية والمصالح الأمريكية بالذات في خطر، هذا سبب عدائهم لنا، وكل ما حصل وما يحصل يجب أن يفسر في هذا الإطار، وكل ما يحصل من هجوم يجب أن يفسر في هذا الإطار، وكل التطور والتقدم العلمي سببه الأساس هو الحصار، فربما ضارة نافعة".
وتابع خامه يار "يطاردوننا خطوة خطوة، فالوقت الذي استهلكه وصرفه وزير المالية والخزانة الأمريكي في ركوب طائرته بين عاصمة وأخرى أكثر بكثير من الوقت الذي صرفه في مكتبه ووزارته كل ذلك من أجل محاربتنا على سنت ينتقل من هنا وهناك، حاربونا بكل ما تملك الكلمة من حرب"، كما تحدث خامه يار عن الشهيد سليماني فاعتبر أن دماءه ورفاقه هي التي ستحدث تغييراً جذرياً في مستقبل الأمة والمنطقة، لصالح شعوب الأمة.
بعدها أولم رئيس البلدية الدكتور حسين أبوحمدان على شرف الضيوف.
إقرأ المزيد في: لبنان
25/11/2024