لبنان
الشارع يخالف التوقعات.. وحكومة دياب الى العمل
محمد ملص
لم تكن ردة فعل الشارع على قدر التهويلات بعيد تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب. الاعتصامات الخجولة شكلت مفاجآت للكتل السياسية ممن لم تشارك في الحكومة الجديدة، وخصوصاً أن العديد من الوسائل الاعلامية حاولت الايحاء بأن التحركات ستكون "تصعيدية".
الانتشار الأمني الكثيف، الذي نفذه الجيش اللبناني والقوى الأمنية، وأتى مواكبًا لعملية تأليف الحكومة في الساعات الأخيرة، كان يوحي أن لبنان مقبل على موجة كبيرة من الاحتجاجات وستكون سابقة لكل ما حدث، الا أنه ومع ساعات الليل المتأخرة تبين أن ما جرى على الأرض كان مجرد تحركات محدودة ومعروفة التوجهات والخيارات.
مئات المتظاهرين نزلوا الى شوارع بيروت ليلة أمس، تنوعوا بين مناصرين للرئيس السابق سعد الحريري، وبين "الحراك الشعبي". وفي طرابلس، عاد البعض الى قطع الطرقات، فعمدوا الى قطع طريق البالما والبداوي، والمنية، وكذلك فعل أهالي عكار عند نقطة المحمرة، وفيما قرر أنصار "المستقبل" التوجه نحو منزل وزير الاتصالات الجديد محمد الحواط، في الميناء، حيث صبوا غضبهم هناك وعمدوا الى احراق الدواليب بقيت مختلف انحاء المدينة تعيش أجواء هادئة في ظل انتشار أمني لعناصر الجيش اللبناني.
أمام تلك الصورة باتت تطرح العديد من التساؤلات عن أسباب غياب المشهدية التي حرّضت لأجل تحقيقها بعض وسائل الاعلام والأحزاب. ومما لا شك فيه، أن الناس قد سئمت من الأوضاع الإقتصادية التي تمر بها البلاد، كذلك قطع الطرقات وما يرافقها من اذلال يومي ومتعمد للمواطنين. لذلك، وأمام كل ما جرى ليل أمس، هل اختار اللبنانيون اعطاء الفرصة لحكومة الرئيس دياب، علها تنجح في انقاذ الوضع القائم؟
ويبقى السؤال الأهم، ما هي المهلة التي سيعطيها الشارع للحكومة الجديدة، التي، وبكل تأكيد، تواجهها مهمات صعبة في ظل تدهور اقتصادي كبير؟