لبنان
حكومة "الانقاذ" الوطني تعقد أولى جلساتها.. والرئيس عون: دقة المرحلة تتطلب مضاعفة الجهود
فاطمة سلامة
باكراً. حضر الوزراء الجدد الى قصر بعبدا لالتقاط الصورة التذكارية للحكومة الجديدة. صورة بوجوه جديدة بغالبيتها لم تعتد عليها كاميرات الاعلام. عكس الحكومات السابقة التي بدت فيها الشخصيات شبه معروفة للجميع. هذا الأمر أربك الصحفيين بعض الشيء الذين توجّهوا لأغلب الوزراء قائلين بعفوية " لو سمحت عرّف عن نفسك". سريعاً التقطت الصورة الرسمية على درج حديقة الرؤساء بمشاركة رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، ليتوجّه بعدها الوزراء الى قاعة مجلس الوزراء لعقد الجلسة الأولى للحكومة التي لم تدم سريعاً. نصف ساعة خرج بعدها الوزراء معبّرين في دردشة مع الصحفيين على ضرورة العمل ليل نهار في هذه الحكومة لاستعادة ثقة الناس في ظل هذه الظروف الصعبة.
الجلسة البروتوكولية استهلها الرئيس عون بالتأكيد أن دقة المرحلة تتطلب مضاعفة الجهود والعمل لا سيما وان الحكومة شكلت في ظل أوضاع اقتصادية ومالية واجتماعية صعبة للغاية. ولفت الى ضرورة العمل لمعالجة الاوضاع الاقتصادية واستعادة ثقة المجتمع الدولي بالمؤسسات اللبنانية، والعمل على طمأنة اللبنانيين الى مستقبلهم. مضيفاً " سبق ان أعددنا خطة اقتصادية واصلاحات مالية سيقع على عاتق الحكومة تطبيقها او تعديلها عند الضرورة".
جلستان في الأسبوع
وقد أكّدت مصادر لموقع "العهد" الاخباري أنّ الرئيس عون شدد خلال الجلسة على ضرورة أن تكون الحكومة منتجة، مشيراً الى أنه وحتى تنتج يجب أن تعقد جلسات متتالية ولذلك تقرر أن تعقد الحكومة جلستين في الاسبوع كل اثنين وخميس. كما أوضحت المصادر أنّ الرئيس عون توجه للوزراء بالقول" الناس ستحكم على أدائكم فلتكونوا على قدر المسؤولية "، كما دعا الى ضرورة الالتفات الى الحراك والوقوف عند حاجاته ومطالبه والعمل على تحقيقها.
وبحسب المصادر، شدّد عون على ضرورة انجاز عملية التسليم والتسلم قبل الاثنين لكي تتمكن الحكومة بأكملها من المشاركة في جلسة الموازنة. وخلال الجلسة وزع على الوزراء نسخة عن الدستور والوفاق الوطني بالاضافة الى نسخة عن تنظيم مجلس الوزراء. ووفق المصادر، هناك مسودة وضعت للبيان الوزراي وستوزع على الوزراء لابداء الملاحظات حيالها، اذ ان هناك نية رئاسية بضرورة انجاز البيان الوزاري ونيل الحكومة الثقة بأسرع وقت في ظل الازمة التي يمر بها لبنان.
دياب: نواجه أصعب وأخطر مرحلة في تاريخ لبنان
من جهته، رئيس الحكومة حسان دياب، تمنى أن تكون جلسة اليوم صفارة انطلاق قطار الحكومة "لاننا نواجه أصعب وأخطر مرحلة في تاريخ لبنان"، وأن يبدأ كل وزير بوضع جدول أعمال ملفاته، قائلاً " نحن أمام كارثة وعلينا التخفيف من وطأتها على اللبنانيين"، ورأى أن الحكومة هي حكومة انقاذ وطني وليست حكومة فئة او طرف او فريق بل حكومة كل لبنان واللبنانيين.
وأضاف دياب "المهم اليوم هو تأمين الاستقرار الذي يحفظ البلد كي ننصرف إلى ترسيخ ركائز هذا الاستقرار من خلال استعادة ثقة اللبنانيين بالدولة. ولذلك، فإن الرهان على حماية ظهر الجيش اللبناني والقوى الأمنية، عبر تأمين المظلة السياسية التي تمنحهم الحصانة في التعامل بحكمة مع التحديات، والتمييز بين الاحتجاج والشغب. ولذلك أشدّد على أهمية دعم الجيش والقوى الأمنية، لأنهم صمام أمان الاستقرار. الديموقراطية يجب أن تبقى مصانة، ومحمية، والتعبير الديموقراطي يجب الحرص عليه حتى لو كان ضدنا، لأن الممارسة الديموقراطية تفترض الاستماع إلى رأي الناس وصراخهم، فالشعب هو مصدر السلطة الأول".
وتابع دياب "هذه الحكومة، عملياً، هي حكومة إنقاذ وطني، ولذلك فهي ليست حكومة فئة أو طرف أو جهة أو فريق. هي حكومة كل لبنان وكل اللبنانيين، وأتمنى أن يبدأ كل وزير بوضع جدول أعمال الملفات التي يجب عليه إنجازها بسرعة".
وعلى الاثر، أعلن أمين عام مجلس الوزراء القاضي محمود مكية عن تشكيل لجنة اعداد البيان الوزاري برئاسة دياب وعضوية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزراء: المالية، والخارجية، والعدل، والاقتصاد والتجارة، والبيئة والتنمية الادارية، والاعلام، والشباب والرياضة، والاتصالات، والصناعة، والشؤون الاجتماعية، على أن تعقد اللجنة اول اجتماع لها يوم الجمعة المقبل الساعة الحادية عشرة في السرايا الحكومي.
وكان الوزراء وصلوا تباعا الى قصر بعبدا حيث اخذت الصور الرسمية لكل منهم، ثم وصل رئيس الحكومة وبعده رئيس مجلس النواب الذي قال لدى مغارته القصر الجمهوري ردا على اسئلة الصحافيين:" بحسب الاعلام، لا تفاؤل بالحكومة ولكنني متفائل كثيرا".
على هامش الجلسة
وقد تحدّث بعض الوزراء في دردشة مع الاعلاميين، فقال وزير الصناعة عماد حب الله " اذا لم نقم باللازم لن يكون هناك قيامة صحيحة للصناعة".
من جهته، وزير الصحة حمد حسن قال ان" الفيديو الذي تم تداوله عني مقتطع للأسف ومجتزأ ولم يقدم الصورة الصحيحة عن وجهة نظري والمجلس البلدي الذي اترأسه قدم خيمة للحراك النظيف في بعلبك ولأصحاب الافكار البيضاء والحراك الذي تحدثت عنه آنذاك ووصفته بالاسود هو من يشعل الدواليب ويقتل الناس كما حصل حين استشهاد حسين شلهوب وسناء الجندي".
كما اعتبر حسن أن لبنان ليس انسانا جريحا بل بطل جريح وبامكانه التعافي سريعا اذا تهيأت له الظروف.
وردا على سؤال ما الكلمة التي يوجهها لحزب الله الذي سماه، قال حسن" من خلال تجربتي البلدية والانجازات التي تحققت ولدت الثقة بي لدى حزب الله"، مضيفاً "نحن نتمثل اليوم في حكومة تكنوقراط ولا نمثل الاحزاب بل نمثل تطلعات مجتمعنا وشبابنا وحزبي هو لبنان".
بدوره، وزير الطاقة ريمون غجر قال" تباحثا خلال الجلسة بضرورة العمل ليل نهار لكسب ثقة الناس".