معركة أولي البأس

لبنان

نشاط العاصفة
27/12/2019

نشاط العاصفة "لولو" لم يمنع الاتصالات لتنشيط قطار تأليف الحكومة

فيما حركة الاتصالات الحكومية ناشطة للخروج من الأزمة الحالية التي تعصف بالبلاد، فان العاصفة "لولو" تنشط أيضاً منذ عشية الميلاد وقد تساقطت الامطار والثلوج بغزارة في معظم المناطق. ويبدو أن قطار تأليف الحكومة الجديدة يسير بشكل طبيعي رغم اعتراضات تيار المستقل الاستعراضية في الشارع والتي صارت محل استنكار وإدانة مختلف الشرائح الشعبية من مختلف المناطق والقوى السياسية.

"الأخبار": الحريري يجيّش مذهبياً... والثنائي يرفض شروط دياب: تأليف الحكومة مؤجّل

وفي هذا السياق، قالت صحيفة "الأخبار" أنه منذ تكليف حسان دياب بتأليف الحكومة، تجري عملية ضخ سياسي وإعلامي تحريضي بأن الرجل جاء بتسمية من فريق 8 آذار، فيما لا يتوقف تيار «المستقبل» بشخص رئيسه سعد الحريري عن تجييش الشارع مذهبياً ضده، مستخدماً كل الأوراق في حملة من المتوقع أن تستعر مطلع العام الجديد.

واضافت الصحيفة "يُختَتم العام الجاري في البلاد على أجواء ضبابية، لم يعرِفها لبنان في عزّ الازمات. إن لجهة «الموت» الإقتصادي واهتزاز الوضعين المالي والنقدي، أو صعوبة استيلاد حكومة الرئيس حساب دياب الذي دخلَ تكليفه أمس أسبوعاً جديداً. ورغم «الدعم» الذي لقيه دياب في الأيام الأولى من تكليفه، صارَ واضحاً بأنه واقِع بين حصارين. الأول، اعتراض تيار المستقبل والمؤسسة الدينية السنية على «تعيينه» من دون رضى رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ودار الفتوى، حيث تجري عملية ضخ سياسي وإعلامي تحريضي بأن الرجل جاء بتسمية من فريق 8 آذار، فيما لا يتوقف تيار «المستقبل» بشخص الحريري عن تجييش الشارع ضده، من خلال حملة تشير المعلومات الى أنها ستستعر في الأيام المقبلة". واشارت إلى أنه من المتوقع أن تشهد بعض المناطق تحركات شعبية اليوم، بعد صلاة الجمعة، في ظل تأكيد مصادر تيار المستقبل أنه سيكثّف تحركات الشارع بعد عيد رأس السنة. أما الثاني، فعدم تماهي حزب الله وحركة أمل بشكل كامل مع «الضوابط» التي يضعها الرئيس المكلف لتشكيل حكومته.
وتابعت "ليسَ عابراً أن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، لا يزال يرفض استقبال دياب، فيما ينتظر مع المفتين الآخرين خطوة الحريري المقبلة كما خطوة المملكة العربية السعودية. إذ تشير بعض المعطيات الى تواصل غير مباشر مع العواصم العربية، تتولاه السفارة المصرية في بيروت. ففي غمرة الأحداث الداخلية، يعمل الحريري على جبهات عدّة، تهدف بشكل أساسي إلى العودة إليه لتأليف الحكومة، أو ربط مصيرها بموافقته بشرط أن لا يتجاوز عمرها الستة أشهر يعود بعدها كرئيس مكلف من جديد". وهنا تؤكّد مصادر مطلعة «خشيته من أن تعيش الحكومة فترة طويلة، تحدث خلالها تغييرات إدارية واسعة تطال جماعته المنتشرين في كل الإدارات»، كما يخشى أن «ينتقل ولاء قسم كبير من رجال الأعمال والناشطين الى الحكومة الجديدة، وأن يزيد حزب الله من نفوذه في هذه الفترة».
يقول العارفون بحسب الأخبار إن الحريري يلعب بالأوراق التي بينَ يديه. يستفيد من موقف رؤساء الحكومات السابقين فؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام، الذين يتمسكون بالحريري كلّ لأسبابه. يرفض السنيورة دياب لتفضيله السفير السابق نواف سلام، كون الأخير يمثل الخط السياسي لفريق 14 آذار.فيما سلام يفضل الحريري على دياب لأن الأخير آتٍ من خارج النادي التقليدي، بينما ينظر اليه ميقاتي كموظف كانَ من ضمن دائرته ثم انقلب عليه، ولا يراه مناسباً لأن يكون في موقع منافس. كما يستفيد الحريري من موقف دار الفتوى، وهو يضغط عليها لرفض استقبال الرئيس المكلف وعدم توفير أي غطاء يوحي بالدعم له وللحكومة الجديدة، مع التركيز على خطاب الميثاقية لانتزاع الشرعية منه. وبحسب المعلومات يعمل الحريري على إحياء مجموعة «العشرين» وطلب اليها استئناف اجتماعاتها وحركتها السياسية من موقع الإعتراض على دياب بوصفه لا يُمثل الرأي العام السني، عدا عن كونه سيقود حكومة «خاضعة سياسياً للمسيحيين والشيعة». وبعد الطائفة السنية، يتكل الحريري على معارضة كل من القوات اللبنانية والحزب الإشتراكي لحكومة دياب، رغم اختلاف الأسباب، ومع أن لا تنسيق مباشراً بين الأطراف الثلاثة إلا أن الحريري يريد الاستفادة من موقفهما. كما يُعلق الحريري آمالاً على الحراك، ويتابع ويشجع التنسيق بين مجموعات محسوبة عليه وأخرى تابعة لشخصيات كانت قريبة منه، مثل الوزير السابق اشرف ريفي، وبين القوات ومجموعات من الحراك في الشمال، كذلك الوزير السابق نهاد المشنوق وآخرين مع مجموعات في بيروت. وهو يدفع في اتجاه رفع منسوب التجييش في الشارع السني، ولكن بطريقة لا تجعله مسؤولا عن الحركة في الشارع.
من جهة أخرى، تقول الصحيفة انه "ورغم البساط الأحمر الذي فرشه حزب الله وحركة أمل للحريري بغية إعادته الى الحكومة، اختلفت علاقة الحريري مع الثنائي ومع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعدَ انسحابه من سباق التكليف. وفي هذا الإطار علمت «الأخبار» أن حزب الله قرر خفض مستوى التنسيق مع رئيس تيار «المستقبل» كرسالة بأن الحزب فعل الكثير لأجل أن يبقى في الحكومة، كما سيدعم الحزب تجربة الرئيس دياب وسيوفر له عناصر النجاح وعدم استفزازه، بما في ذلك عدم التنسيق مع الحريري الذي سيسعى لتوظيف كل تنسيق في سياق القول إنه يريد العودة الى الحكومة. أما الرئيس نبيه بري فلا يقل موقفه تشدداً عن حزب الله، وهو يكرر بأن «عون طلع معو حق، فالحريري لا يتكل عليه». وهو نفسه – أي بري – يعتبر أن الحريري خذله ثلاث مرات. مرة حينَ استقال خلافا لوعده بعدم الاستقالة والتنسيق معه. وثانية، عندما حرق المرشحين واحداً تلو الآخر، خاصة سمير الخطيب رغمَ وعده السير به. وثالثا، عندما أبلغه في الغداء الأخير أنه يريد العودة الى الحكومة، طالباً مهلة قصيرة لترتيب كل الامور، وذلك بعدما وفر له بري تعاونا كاملا من قبله ومن قبل الحزب حتى في تركيب حكومة اختصاصيين ومستقلين، ولكن الحريري عاد وانسحب، قبلَ أن يشن حملة على دياب رُغم انه أبلغ بري أنه لن يقوم بذلك. وكما حزب الله وحركة أمل، يعتبر الرئيس عون أنه وقف إلى جانب الحريري، ومنع كل محاولات ترشيح آخرين، وحتى حينَ أعرب الحريري عن عدم رغبته بتولّي مهمّة التأليف، أصرَ رئيس الجمهورية على عدم استفزازه، من خلال موافقته على أسماء لا يعارضها الحريري. لكن الأخير أصرّ على استبعاد الوزير جبران باسيل، وشنّ حملة كبيرة أصابت عون بالدرجة الأولى. وهو الأمر الذي جعل عون مُصراً على دعم دياب لكي يكون رئيساً بمواصفات كاملة، لا أن يقع تحت الضغط السني، أو أن يتحّوّل الى قائمقام الحريري في السلطة. لكن مع كل هذا الدعم، فإن الوقائع تؤشر الى تضاؤل إمكان ولادة حكومة دياب في وقت قريب، وسطَ ملامح معارضة لبعض شروطه، من شأنها تأخير عملية الإفراج عنها".

وبحسب المصادر، لم يصِل «الخليلان» خلال لقائهما دياب الإثنين الماضي الى اتفاق متكامل، خصوصاً أن الرئيس المكلف يضع بعض الضوابط التي لا يستسيغها الثنائي، ومنها أنه يريد حكومة مصغرة من 18 وزيراً، فيما حركة أمل وحزب الله يفضلان أن يكون عدد الوزراء أكبر من ذلك. كما يُصر على حكومة أخصائيين غير مطعمة، فيما الثنائي يُصر على تسمية وزراء أخصائيين لكن لديهم صبغة سياسية، وليس بالضرورة وجوه نافرة، أما الشروط الأخرى التي وضعها دياب، فهي دمج بعض الحقائب بعضها ببعض، زيادة عدد النساء، وفصل النيابة عن الوزارة. وفيما انتشرت في اليومين الماضيين لوائح لأسماء وزارية، منها عباس الحلبي، طارق متري، جهاد ابراهيم، زياد بارود، غازي وزني، طلال فيصل سلمان، عمر نشابة، بشرى خليل، حسان قباني، هاني بحصلي، هشام حداد، ميشال بيوض، وداد الحص، محسن الخليل... كشفت «الأخبار» أن دياب يريد مروان شربل لحقيبة «الداخلية»، خصوصاً أن اللواء ابراهيم بصبوص اعتذر عن عدم تولي المهمة بسبب الوضع في الشارع السني (علما ان الحريري هو من أوصى دياب باختيار بصبوص).

"البناء": تمرّد “المستقبل” يتجاوز الخط الأحمر للجيش

من جهتها صحيفة "البناء" قالت انه "بخلفية الاهتمام الدولي والإقليمي بالحدث السوري، وقراءة الوضع اللبناني على هذه الخلفية، تفرّغ اللبنانيون للبنانياتهم، بعيداً عن الضغوط، وكان تمادي تيار المستقبل بتهديد الأمن والاستقرار بأعمال الشغب التي شهدتها طرق عدة، في العاصمة والمحافظات، شمالاً وجنوباً وبقاعاً. وهو ما قالت مصادر متابعة إنه تخطى الخطوط الحمراء للجيش اللبناني، وهو ما تبلّغه تيار المستقبل، ووعد بالتجاوب مع قيادة الجيش بإنهاء هذا الشكل من الحضور في الشارع، والاكتفاء بالاعتصامات بعيداً عن العبث بحرية التنقل. وبعدما سيطر حضور تيار المستقبل على ما كان يفترض أن يمثل مليونيّة الاحتجاج على تسمية الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب، وجاء الحضور هزيلاً بالقياس لما كان مقرراً، وبرزت أصوات آلاف المستقبليين الآتين من الشمال إلى ساحة الشهداء مسيطرة على الساحة بسبب غياب المشاركة الشعبية، وهو ما كرّسته صورة عشاء الميلاد الذي تمّت الدعوة إليه من الجماعات المسيطرة على الساحات، وافتقدت المشاركة الشعبية فبدا قادة الحراك وحدهم وحولهم عشرات المشاركين، في مناسبة احتفالية جاذبة وعشاء متعدّد الأطباق في بلد ينتفض فيه الجياع، حيث لا تفسير للضمور إلا الضمور نفسه".

واشارت إلى أنه "على جبهة تأليف الحكومة، قالت مصادر متابعة إن الرئيس المكلّف الدكتور حسان دياب قد نال ما طلبه من قيادة الغالبية النيابية لجهة شكل الحكومة ومواصفاتها، فتثبتت حكومة الاختصاصيين، والوجوه الجديدة، ومن غير النواب والحزبيين، وثبت العدد على 20 وزيراً. وقالت المصادر إن التداول بالأسماء والحقائب قد بدأ لكن لا شيء تمّ تثبيته بصورة نهائية، وأن لائحة بعشرات الأسماء المقترحة يُضاف إليها يومياً المزيد، سيتم من بينها انتقاء أسماء الوزراء وفقاً لتوزيع حقائبهم، وأن الأسبوع الأخير من العام سيكون مكرساً لإنهاء تجميع المعطيات الكافية حول الأسماء المطروحة، وإنهاء إضافة أسماء جديدة، لتكون الأيام الأولى من العام المقبل مخصصة للجوجلة واستعراض السيناريوات المفترضة للتشكيلة الحكومية، علماً أن الحقائب السيادية والشخصيات التي ستسند إليها ربما تكون قد توضّحت خلال أيام قليلة".

واضافت "يبدو أن قطار تأليف الحكومة الجديدة يسير بشكل طبيعي رغم اعتراضات تيار المستقل الاستعراضية في الشارع والتي صارت محل استنكار وإدانة مختلف الشرائح الشعبية من مختلف المناطق والقوى السياسية، بما فيها رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط الذي وصف التحركات بالعنفية، محذّراً من تداعياتها السلبية بمنع المواطنين من الذهاب إلى اشغالهم وخلق توترات مذهبية".

أما الرئيس المكلف حسان دياب فيمشي قِدماً واثق الخطى، بحسب وصف أوساط نيابية، مشيرة لـ"البناء" الى أن «دياب يجري مشاورات مع الكتل النيابية بعيداً عن الأضواء للوصول معها الى صيغة حكومية توافقية بمشاركة الجميع ستعمل سريعاً لاتخاذ خطوات وإجراءات اقتصادية لتخفيف وطأة الأزمات عن المواطنين»، مشيرة الى أن «لا ممانعة إقليمية ودولية على تكليف دياب أما الأصوات التي تتحدّث عن رفض سعودي للتعامل مع دياب فغير صحيح، لا سيما أن مصدراً سعودياً أكد أمس بأن من قال ذلك لا يمثل موقف المملكة». ولفتت المعلومات إلى أن «السعودية تنتظر صيغة الحكومة وبرنامجها وسياساتها لتبني على الشيء مقتضاه»، أما موقف دار الفتوى بحسب المصادر فمرتبط بقرار الرئيس سعد الحريري نفسه، حيث إن المحيطين بالحريري من عائلته ورؤساء الحكومات السابقين وبعض القنوات الأمنية المرتبطة بالخارج يعملون على عرقلة تأليف الحكومة واسقاط دياب في الشارع لا سيما مع المعلومات التي انتشرت عن خلاف داخل عائلة الحريري بين الرئيس سعد الحريري من جهة والنائب بهية الحريري وابنها الأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري من جهة ثانية؛ وهذا السبب وراء تغيّب بهية الحريري عن وفد كتلة المستقبل خلال استشارات بعبدا». 

وذكرت "البناء" ان "الحزب الاشتراكي اتخذ قراره بعدم المشاركة في الحكومة، فيما تيار المستقبل من الممكن ان يشارك بطريقة غير مباشرة عبر وزراء مقربين او محسوبين عليه”. ورجحت المصادر أن تكون الحكومة من 18 وزيراً او 24 مع وزراء اختصاصيين يمثلون الأحزاب السياسية والحراك”، ونقلت مصادر عين التينة أن المستشار الاقتصادي الخاص لرئيس مجلس النواب نبيه بري الخبير غازي وزني سيكون وزير المال في الحكومة، والأمر بات محسوماً”. 

أما على صعيد تمثيل الحراك الشعبي، فهو العقدة الأصعب لحجم الانقسام والتشظي والصراع والتنافس بين مجموعاته على الدخول الى الجنة الحكومية، ووفق معلومات لـ”البناء” فإن بعض “قادة” المجموعات تتواصل سراً مع اطراف حزبية في السلطة لطرح اسمها للمشاركة في الحكومة.

وقالت مصادر بعض مجموعات الحراك لـ”البناء” إننا “لا نريد الحكم على النيات بل ننتظر لنرى ما سيقدّمه الرئيس المكلف الجديد على صعيد صيغة الحكومة ونوعية الوزراء وحجم الحضور الحزبي والسلطة فيها ومدى التغيير في التركيبة الحكومية وسياسات الحكومات السابقة”، وأدانت المصادر عمليات قطع الطرق من المستقبل لإعادة فرض الحريري رئيساً موضحة أن هؤلاء الذين يستقدمون من مناطق متعددة لا يمثلون الحراك والمتظاهرين بل هم أزلام ومناصرو السلطة، موضحة ان “الحراك كان يقدم على قطع بعض طرقات محددة ولبعض الوقت لكن لسنا مسؤولين عن قطع طرقات خلدة والجية والناعمة وغيرها من الطرقات الحيوية في البقاع والشمال التي تمس بحرية وحركة انتقال المواطنين وتؤدي الى توترات مذهبية”. في المقابل تشير أوساط مجموعات اخرى من الحراك التي تتبع لحزب 7 الى “أنهم يستعدون للتصعيد في الشارع بعد عطلة الأعياد رفضاً لإعادة انتاج السلطة نفسها”، مشيرين لـ”البناء” الى ان “تكليف حسان دياب هو عودة الى السلطة بشكل او بآخر ولا يخدم أهداف الثورة التي بدأت منذ شهرين”.

سلامة لـ"النهار": الودائع بالدولار لن تحوَّل الى الليرة

أما صحيفة "الأخبار" فقالت انه "في الوقت الذي كانت مجموعات تتظاهر أمام مصرف لبنان في بيروت والمناطق وأمام مقر جمعية المصارف تحت شعار "مش دافعين" وهي تطلق هتافات منددة بالسياسات المصرفية وبتحكم المصارف بأموال الناس وانخفاض قيمة الليرة اللبنانية، داعية اللبنانيين الى عدم تسديد القروض الى حين الافراج عن الودائع، كان دخان أسود يتصاعد من اجتماع لجنة المال والموازنة النيابية، من خلال ارقام تؤكد تراجع ايرادات الدولة الى حد كبير نتائج تراجع الاموال المحصلة، فضلاً عن تراجع قدرة الدولة على تحقيق الجباية. وكان مشروع موازنة 2020 المحال على اللجنة توقع ايرادات مجموعها 20 الف مليار و942 مليون ليرة، لكن وزير المال علي حسن خليل عدَّل هذا الرقم في ضوء ما تمّ تحصيله عام 2019 مقارنة بما كان متوقعا، ليخفض سقف توقعاته الى نحو 14 الف مليار، أي بخفض 7 آلاف مليار ليرة تقريباً، منها تراجع الايرادات الضريبية من 15 الف مليار و674 مليون ليرة في توقعات المشروع الاساسي الى 9 آلاف و966 مليون ليرة في المشروع المعدل. كما ان ارقام 2019 كانت بدورها كارثية، اذ بينت نتائج المالية العامة ان الايرادات المحصلة حتى تشرين الاول بلغت 11,475 الف مليار ليرة مقارنة بتوقعات لـ18,782 الف مليار للاشهر الـ12 من موازنة 2019".

وبعد البلبلة التي أثارها جواب حاكم مصرف لبنان عن سؤال يتعلق بسعر الدولار، طمأن رياض سلامه اللبنانيين عبر "النهار" الى أن سعر الدولار في المصارف سيبقى مستقراً عند مستواه الحالي المعلن رسمياً من المصرف المركزي، وكانت له سلسلة من المواقف المطمئنة عن ودائع اللبنانيين في المصارف، إذ نفى كل ما يشاع عن توجه لدى القطاع المصرفي الى حظر التعامل بالدولار النقدي مع الزبائن، وحصر التعامل ببطاقات الائتمان والشيكات والتحاويل المصرفية، كما أكد أن لا نية لوقف مد العملاء بالدولار في السنة الجديدة، ولا صحة لما يشاع عن تحويل قسري للودائع بالدولار الى الليرة اللبنانية. 

واضافت الصحيفة انه "هكذا تسابق الازمة الاقتصادية والمالية كل التوقعات لقرب ولادة حكومة ربما اعتبرها العهد حكومته الاولى وهي سواء ولدت باكراً قبل السنة الجديدة أو تعثرت ولادتها، ستجد نفسها في مواجهة تحدي منع الانهيار أو الحد منه، في ظروف ضاغطة وكارثية قد تطيحها في الشارع قبل انطلاقتها الفعلية".

وذكرت "النهار" ان دياب يملك تصوراً أولياً لعدد الحقائب وتوزعها، وقد اتصل بعدد من الشخصيات التي يرغب في توزيرها، وهو يجد صعوبة في الاسماء السنية تحديداً. وعلم ان وجوهاً سنية اعتذرت عن عدم قبول المهمة. وقد التقى دياب الرئيس نبيه بري في عين التينة ظهر أمس بعيداً من الإعلام وتناولا تشكيل الحكومة وما بلغته الاتصالات. كما التقى قياديين في الحزب السوري القومي الاجتماعي والحزب الديموقراطي اللبناني و "تيار المردة". وسيستكمل اللقاءات مع قوى حزبية أخرى.

وفي المعلومات المتوافرة للصحيفة ان الاتصالات تعكس تقدماً في الصيغة الحكومية المطروحة من غير أن تكتمل ويرجح ان تكون ما بين 18 و20 وزيراً، في ظل تكتم واضح على الأسماء المطروحة، مع الاشارة الى ان بورصة الأسماء متحركة ولا تأكيد للأسماء المتداولة في الإعلام.وافيد انه بعد استمزاج مجموعة من الأسماء السنية للوقوف على مدى امكان توزيرها، ونتيجة جملة من الضغوط، أقدمت هذه الاسماء على الاعتذار وعدم استجابة طلب دياب. وثمة معلومات مفادها أن رئيس الوزراء المكلف سيواجه بدءاً من اليوم حركة اعتراض في الشارع عقب صلاة الجمعة. وتحمل الاحتجاجات طابعاً سياسياً ومذهبياً، اذ ستنطلق مسيرات حاشدة في المناطق. وقال مصدر مطلع لـ"النهار" إن التطورات لن تساعد في الولادة السريعة المرتقبة.

واذا كانت حركة الاتصالات الحكومية ناشطة، وكذلك حركة الشارع، فان العاصفة "لولو" تنشط أيضاً منذ عشية الميلاد وقد تساقطت الامطار والثلوج بغزارة في معظم المناطق وتسببت باضرار محدودة. ويستمر الطقس غير المستقر، مع انخفاض الحرارة الى حدود 5 درجات بقاعاً و 15 درجة ساحلاً، ورياح جنوبية غربية قوية، وتهطل امطار متفرقة غزيرة وتتشكل سيول كما يحتمل، تساقط ثلوج ممزوجة بالماء على ارتفاع 1000 متر اليوم وغداً، قبل استقرار مرحلي يدوم الى الثلثاء أو الاربعاء موعد وصول منخفض جوي جديد.

ومما لا شك فيه أن المطر غزيرٌ بامتياز هذا الموسم، وقد أبلغت السيدة منى شاهين خولي المشرفة على مرصد نقولا شاهين "النهار"، ان المطر في رأس بيروت ليوم الخميس 26 كانون الاول بلغ مساء 144 ميلليمتراً فصار المجموع التصاعدي حتى تاريخه 436 ميلليمتراً، يقابله في هذا التاريخ من العام الماضي 290 ميلليمتراً، أما المعدل السنوي العام لهذا التاريخ فهو 288 ميلليمتراً. ووفق سجلاّت المطر في مرصد نقولا شاهين منذ عام 1980، سجلت أكبر كمية من المطر سجلت في يوم واحد في 9 كانون الأول 1997 بلغت 100 ملم. 

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل