لبنان
سير طبيعي لقطار التأليف.. ودياب سيزور بعبدا قريبا
منذ تكليف الوزير السابق حسان دياب بتشكيل الحكومة، وأموره تسير بشكل جيد دون هدر للوقت، حيث يسير الرجل بخطى ثابتة نحو نهاية النفق الحكومي.
ورغم أن الاتصالات لا تزال في بداياتها والطبخة تتم على نار هادئة، إلا أن المؤشرات لا توحي بوجود عراقيل أمام تصاعد الدخان الأبيض، فيما يزور الرئيس المكلّف قريبًا قصر بعبدا لوضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في صورة الاتصالات ونتيجة المشاورات النيابية التي أجراها مع مختلف الكتل والنواب منذ أيام قليلة.
"الأخبار": الحريري يدفع إلى حكومة لون واحد؟
بحسب صحيفة "الأخبار"، بدأ حسان دياب يسلك طريقه نحو السرايا. فحتى اللحظة، يبدو أن واشنطن تتعامل معه كأمر واقع، ولم ترمِ بعد عراقيلها أمامه. كذلك فعلت السعودية أمس. في الحالتين الخاسر هو سعد الحريري. حتى الشارع غضبه محدود. يبقى التأليف. الأولوية لحكومة جامعة لكن الرفض قد يؤدي، شكلاً، إلى حكومة اللون الواحد. ذلك أمر لم يعد مصدر قلق لدى «8 آذار»، فالبلد لا يحتمل هدر المزيد من الوقت، وحسان دياب ليس شخصية مواجهة كما أن هذه القوى تبدو مستعدة لتسهيل مهمته إلى أقصى حدود
أخذ رئيس الحكومة المكلّف، أمس، يوم راحة من مفاوضات التأليف، ليدخل في وظائف ما بعد التأليف ونيل الثقة. وفود من الناجحين في الخدمة المدنية ممن لم تصدر مراسيم تعيينهم أو ممن لم تصدر نتائج مبارياتهم زارته شاكية الظلم الذي تتعرض له، فوعدها بأن تكون قضاياهم «من الأولويات على جدول أعمال الحكومة العتيدة».
أما بشأن مفاوضات تأليف تلك الحكومة، فقد فضّل دياب، بعد سبت الاستشارات النيابية وأحد «وجوه من الحراك»، أن يكون الاثنين لجوجلة الأفكار. بعد ذلك، يُتوقع أن لا يتأخر قبل البدء بجولة على المرجعيات السياسية. وفيما سيكون لقاء الرئيس نبيه بري على رأسها، تردد أنه طلب مواعيد من «القوات» و«المستقبل» في محاولة منه لإقناعهما بالدخول إلى الحكومة. وفي هذا السياق، كان كرّر بري أمس أن المطلوب من دياب الاتصال بكل المكوّنات السياسية، التي يجب أن لا يألو جهداً لتشارك في الحكومة، وإذا لم توافق فهذا يعود لها. ونُقل عن بري قوله، رداً على سؤال عن اعتبار الحكومة حينها من لون واحد، بأن لا مشكلة في ذلك، في كل البلدان تؤلّف هكذا حكومات.
وقال، بحسب زواره، أين المشكلة في أن يكون الوزراء اختصاصيين وحزبيين في الوقت نفسه، كما يحصل في كل العالم. وكرر دعوة دياب إلى تشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، خاصة أن كل التسهيلات أعطيت له. واعتبر أنه يجب أن تُشكّل خلال أسابيع لأن الوضع لا يحتمل أشهراً.
وعندما سئل، ربطاً بما يحصل في الشارع، إن كان يعتقد أن الحريري قد يكون ندم، قال بري: «وارد»، مذكراً أنه نصحه عندما زاره في عين التينة بأن اللعب بالنار ليس لعبة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن مصادر مقربة من المستقبل كانت قد قيّمت التحركات بأنها تحركات محدودة ولا تشكل حالة اعتراضية فعلية.
بالنتيجة يسير دياب بخطى ثابتة على طريق التأليف، إذ تُبدي مصادر مطلعة ثقتها بأن الحكومة لن تتأخر، خاصة في ظل ازدياد القلق لدى الجميع من خطورة الوضع وضرورة الإسراع في بدء المعالجات. لكن هذا التفاؤل يقابله آخرون بالحذر من الاصطدام بعقبة «وزراء مستقلّين أم حزبيين؟». وإلى ذلك الحين، سيكون على الرئيس المكلّف وضع أسس التأليف. هل يسمي هو الوزراء أم القوى السياسية؟ هل يوزع الوزارات السيادية بالشكل المتعارف عليه، أي الداخلية للسنة والخارجية للموارنة والمالية للشيعة والدفاع للأرثوذوكس أم يعيد خلط الأوراق؟ وعندها، هل يُوافق ثنائي حركة أمل وحزب الله على التخلي عن المالية، التي يعتبرها بمثابة «حق دستوري»؟ وفي حال أصر الحريري على موقفه الرافض للمشاركة في الحكومة، هل يسمي دياب مقربين منه أم يذهب إلى اختيار من يريد؟ والأمر نفسه يجوز على وليد جنبلاط، هل يُصرّ على الخروج من الحكومة أم يراجع قراره؟
"اللواء": التأليف على نار هادئة
وفيما بقيت مشاورات تأليف الحكومة الجديدة على نار هادئة، ذكرت مصادر متابعة للوضع الحكومي ان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب، لا زال في بدايات اتصالاته مع الجهات المعنية بتشكيل الحكومة من مختلف القوى بعيداً عن الاعلام لكن بزخم وجدية من دون اتضاح طبيعة النتائج الاولية حتى الان، لا سيماحول اتصالاته مع ممثلي الحراك الشعبي، الذي تحول معظم اطيافه من مطالب التغيير والاصلاح ومكافحة الفساد واسترداد الاموال المنهوبة ومعالجة الازمات المالية والاقتصادية، الى مطالب مذهبية وطائفية وشخصانية من هنا وهناك، ويتم قطع الطرقات على اساسها، مااثار ردود فعل سلبية وصلت الى تلميح البعض في البقاع بفتح الطرقات «بقوة سواعد رجال المنطقة».
وقالت المصادر: ان الرئيس دياب قد يزور الرئيس عون على الارجح اليوم، لوضعه في نتائج المشاورات التي اجراها يوم السبت مع الكتل النيابية، ويجري معه تقييماً لمقترحات الكتل، كمايتم التطرق الى الاتصالات التي يجريها دياب لا سيما مع ممثلي الحراك الشعبي.
واشارت المصادر الى ان اتصالات دياب تشمل ايضا مجموعات سياسية من خارج الاحزاب والكتل السياسية التقليدية وستشمل هذه الاحزاب والكتل ايضا حتى تلك التي لم تُسمّهِ رئيساً مكلفاً، وانه منفتح على الجميع وسيأخذ بوجهات النظر كافة لبلورة تصور لهيكلية الحكومة العتيدة. وهو يتبنى مطالب الحراك الشعبي حول مكافحة الفساد واستعادة الاموال المنهوبة. عداعن التزامه تشكيل حكومة اختصاصيين، رجحت المصادران تكون من 20 او24 وزيراً، علماً ان فرضية حكومة من 18 مستبعدة حتى الآن.
وفهم ان لقاء بعبدا اليوم سيكون مناسبة لوضع هيكلية للحكومة، أي الأسس التي ستشكل منها ونوعية الأشخاص الذين يشاركون فيها.
ولفتت المصادر المطلعة لـ«اللواء» ان الرئيس عون راغب في تأليف سريع للحكومة، مثل الرئيس المكلف، مشيرة إلى أن الصيغة الأكثر تداولاً هي حكومة من 20 أو 24 وزيراً، وان سمة التكنوقراط هي الطابع المميز للحكومة، لكن لم يعرف ما إذا كانت ستكون مطعمة بسياسيين، أو فقط من الاختصاصيين، بحسب ما يرغب الرئيس دياب، على ان المشكلة الكبرى التي تواجه مهمة الرئيس المكلف هي مسألة تمثيل الحراك في الحكومة وعدم توحيد القيادة فيه.
ولم تستبعد المصادر احتمال ان تستغرق مشاورات التأليف بعض الوقت، ولكن ليس بالكثير، وإنما في حدود السقف الذي حدده الرئيس المكلف بين 4 أو 6 أسابيع.
"البناء": دياب ينال دعم الغالبية لحكومة من 20 وزيراً لوجوه جديدة
ويبدو أن قطار تأليف الحكومة الجديدة يسير بشكل طبيعي رغم اعتراضات تيار المستقل الاستعراضية في الشارع والتي صارت محل استنكار وإدانة مختلف الشرائح الشعبية من مختلف المناطق والقوى السياسية، بما فيها رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط الذي وصف التحركات بالعنفية، محذّراً من تداعياتها السلبية بمنع المواطنين من الذهاب إلى اشغالهم وخلق توترات مذهبية.
أما الرئيس المكلف حسان دياب فيمشي قِدماً واثق الخطى، بحسب وصف أوساط نيابية، مشيرة لـ»البناء» الى أن «دياب يجري مشاورات مع الكتل النيابية بعيداً عن الأضواء للوصول معها الى صيغة حكومية توافقية بمشاركة الجميع ستعمل سريعاً لاتخاذ خطوات وإجراءات اقتصادية لتخفيف وطأة الأزمات عن المواطنين»، مشيرة الى أن «لا ممانعة إقليمية ودولية على تكليف دياب أما الأصوات التي تتحدّث عن رفض سعودي للتعامل مع دياب فغير صحيح، لا سيما أن مصدراً سعودياً أكد أمس بأن من قال ذلك لا يمثل موقف المملكة». ولفتت المعلومات إلى أن «السعودية تنتظر صيغة الحكومة وبرنامجها وسياساتها لتبني على الشيء مقتضاه»، أما موقف دار الفتوى بحسب المصادر فمرتبط بقرار الرئيس سعد الحريري نفسه، حيث إن المحيطين بالحريري من عائلته ورؤساء الحكومات السابقين وبعض القنوات الأمنية المرتبطة بالخارج يعملون على عرقلة تأليف الحكومة واسقاط دياب في الشارع لا سيما مع المعلومات التي انتشرت عن خلاف داخل عائلة الحريري بين الرئيس سعد الحريري من جهة والنائب بهية الحريري وابنها الأمين العام لتيار المستقبل احمد الحريري من جهة ثانية؛ وهذا السبب وراء تغيّب بهية الحريري عن وفد كتلة المستقبل خلال استشارات بعبدا».
وكان لافتاً أمس، إعلان ما يسمّى “لواء عكار” السيطرة على معبر العبدة الحدودي مع سورية وقطع الطريق الدولية من سورية وإليها ومن السيارات والشاحنات المحملة بالمواد الغذائية والمحروقات من العبور واضعين شروطاً لذلك كتراجع الحكومة السورية عن فرض رسوم على الشاحنات اللبنانية العابرة الى سورية والأردن.
وقال الوزير حسن مراد في تصريح: “حلفاء الحريري هم مَن تركوه وحيدًا وخذلوه والمشكلة معه هي اعتماده على حلفائه دائماً وإقامته اتفاقيات جانبية مع حلفائنا”.
وعلمت “البناء” ان “الحزب الاشتراكي اتخذ قراره بعدم المشاركة في الحكومة، فيما تيار المستقبل من الممكن ان يشارك بطريقة غير مباشرة عبر وزراء مقربين او محسوبين عليه”. ورجحت المصادر أن تكون الحكومة من 18 وزيراً او 24 مع وزراء اختصاصيين يمثلون الأحزاب السياسية والحراك”، ونقلت مصادر عين التينة أن المستشار الاقتصادي الخاص لرئيس مجلس النواب نبيه بري الخبير غازي وزني سيكون وزير المال في الحكومة، والأمر بات محسوماً”.
أما على صعيد تمثيل الحراك الشعبي، فهو العقدة الأصعب لحجم الانقسام والتشظي والصراع والتنافس بين مجموعاته على الدخول الى الجنة الحكومية، ووفق معلومات لـ”البناء” فإن بعض “قادة” المجموعات تتواصل سراً مع اطراف حزبية في السلطة لطرح اسمها للمشاركة في الحكومة.
وقالت مصادر بعض مجموعات الحراك لـ”البناء” إننا “لا نريد الحكم على النيات بل ننتظر لنرى ما سيقدّمه الرئيس المكلف الجديد على صعيد صيغة الحكومة ونوعية الوزراء وحجم الحضور الحزبي والسلطة فيها ومدى التغيير في التركيبة الحكومية وسياسات الحكومات السابقة”، وأدانت المصادر عمليات قطع الطرق من المستقبل لإعادة فرض الحريري رئيساً موضحة أن هؤلاء الذين يستقدمون من مناطق متعددة لا يمثلون الحراك والمتظاهرين بل هم أزلام ومناصرو السلطة، موضحة ان “الحراك كان يقدم على قطع بعض طرقات محددة ولبعض الوقت لكن لسنا مسؤولين عن قطع طرقات خلدة والجية والناعمة وغيرها من الطرقات الحيوية في البقاع والشمال التي تمس بحرية وحركة انتقال المواطنين وتؤدي الى توترات مذهبية”. في المقابل تشير أوساط مجموعات اخرى من الحراك التي تتبع لحزب 7 الى “أنهم يستعدون للتصعيد في الشارع بعد عطلة الأعياد رفضاً لإعادة انتاج السلطة نفسها”، مشيرين لـ”البناء” الى ان “تكليف حسان دياب هو عودة الى السلطة بشكل او بآخر ولا يخدم أهداف الثورة التي بدأت منذ شهرين”.
وعلم أن لقاء يمكن ان يحصل اليوم في القصر الجمهوري بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس دياب، لإجراء جوجلة لحصيلة المشاورات النيابية التي أجراها دياب مع الكتل النيابية يوم السبت الماضي، للوقوف على آرائها في تشكيلة الحكومة الجديدة. كما يتم التطرق الى الاتصالات التي يجريها دياب مع الجهات المعنية بتشكيل الحكومة.