معركة أولي البأس

لبنان

21/12/2019

"المستقبل" و"الاشتراكي" يعرقلان عجلة التأليف

نصف التأييد الذي أبداه تيار المستقبل عند تكليف حسان دياب لرئاسة الحكومة، انقلب سريعًا اليوم. على الرغم من التزام الرئيس سعد الحريري بالبروتوكولات التي تفرضها الاستشارات النيابية  غير الملزمة في ساحة النجمة، ولقائه الرئيس دياب، إلّا أن مشهد كتلته "المصغّرة" مجتمعةً مع خلفه كان كفيلًا برسم الصورة والنيّة. ربع ساعة، التقى فيها الرئيس دياب نواب التيار الأزرق الخمسة فقط، خرج بعدها النائب سمير الجسر ليعلن مقاطعة المشاركة في الحكومة العتيدة، وقال ابلغناه عدم المشاركة في الحكومة لا بطريقة مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة، وتمنينا عليه أن تكون الحكومة مؤلفة من اختصاصيين، وهذه رغبة جميع الناس. كما دعوناه الى تشكيل الحكومة في شكل سريع لانها ستكون من لون واحد، لذلك لا ضرورة للتأخير في التشكيل.

اللقاء الديمقراطي يصعّد

بالموازاة، لم تكن كتلة اللقاء الديمقراطي بعيدة عن أجواء التصعيد، إذ استبقت انطلاق عجلة الاستشارات بإعلان مقاطعتها ومقاطعة المشاركة في الحكومة الجديدة، هو ما فُسّر عرقلة للاستحقاق الوزاري المرتقب في ظلّ الظروف الاستئثنائية التي يمرّ فيها البلد.

الرئيس بري: للمّ شمل الجميع في الحكومة

وعلى الرغم من أن الحريري اجتمع برئيس مجلس النواب نبيه بري وسمع موقفًا جامعًا منه في ساحة النجمة، إلّا أن كلام المستقبل لاحقًا لم ينسجم مع ما دعا اليه رئيس البرلمان صباحًا خلال اجتماعه بالرئيس المكلف، إذ شدّد على أهمية برنامج التشكيلة الوزارية المرتقبة ولاسيما لجهة محاربة الفساد والنهوض الاقتصادي والمالي، مؤكدًا ضرورة أن يكون تشكيلها مناسبة للمّ الشمل وبالتالي الاصرار على تمثيل جميع الشرائح البرلمانية، بدءا من الحراك والمستقبل وانتهاء بالقوات، مرورا بالاشتراكي.

كتلة الوفاء: الحكومة ليست حكومة مواجهة

أبرز لقاءات الرئيس المكلف خلال الفترة الصباحية لاستشاراته النيابية كان مع كتلة الوفاء للمقاومة التي تحدّث رئيسها بعد الاجتماع عن أهمية أن تكون واسعة التمثيل وتساعد على الانجاز، وشدد على أن "الحكومة ليست حكومة مواجهة وليست من لون واحد ويجب أن تستجيب لوجع اللبنانيين، وتطرح المناهج الصحيحة لاستنهاض البلد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي".

وأشار رعد الى أن هذه الحكومة يجب أن تستجيب لأوجاع الناس وأن تؤمن الاستقرار للمواطن اللبناني وأن تطرح المناهج الصحيحة لاستنقاذ البلد من الأزمات، ولفت الى وجوب وضع منظومة توصل لمكافحة الفاسدين بجدية، وقال "إننا بحاجة لحكومة تحفظ ما أنجزه اللبنانيون من إصلاحات وتصون ثرواتنا وتمنع "إسرائيل" من التطاول على السيادة والكرامة الوطنية، فمن غير المسموح للعدو أن يشمت فينا أو أن يُعيق حوارنا جديًا، متحدّثُا عن ضرورة أن تضمّ التشيكلة الوزارية كفاءات ذات اختصاصات علمية وحسّ وطني في آنٍ معًا".

كتلة التنمية: لحكومة طوارىء انقاذية

وضمن استشاراته التي يجريها في ساحة النجمة، التقى الرئيس دياب كتلة التنمية والتحرير برئاسة الرئيس بري.

وبعد الخلوة، أكد النائب انور الخليل باسم الكتلة أن للأخيرة مطالب عامة لا خاصة، وهذا التكليف هو الجهاد الاصغر ويأتي الان الجهاد الاكبر أي التشكيل، مضيفًا أنه "يجب أن تنصب الجهود على تشكيل حكومة طوارىء انقاذية، ومن المهم أن يتمثل الحراك ليكون شريكًا في عملية الانقاذ الكاملة. وهناك أمور اساسية يجب أن نقوم بها كمحاربة الفساد في ملفي الكهرباء والاتصالات".

سلام والوسط والقومي والكتائب

كذلك اجتمع الرئيس دياب برئيس الحكومة السابق تمام سلام الذي قال "لم اطلب اي مطلب شخصي بل مطالبي للبنانيين ووقف سوء الممارسة لنصل الى مخرج ان تقوم الحكومة بالحمل، انا لا اعرقل وبالتالي كل انسان يحرص على وطنه لا يعرقل، ولنأخذ في الاعتبار الشارع الذي نتمنى أن يعبر عن غضبه دون تعكير السلم الاهلي".

ومن الكتل التي التقاها الرئيس دياب ضمن الفترة الصباحية، كتلة الوسط المستقل بغياب رئيسها نجيب ميقاتي، التي أوضح عقبها النائب نقولا نحاس أنه "تمنّى أن تكون الحكومة مصغرة، تتألف من مستقلين وخبراء".

الكتلة القومية الاجتماعية

كما التقى الرئيس المكلف حسان دياب "الكتلة القومية الاجتماعية"، وتحدث باسمها النائب اسعد حردان، الذي قال: "لقاؤنا هو من أجل تبادل وجهات النظر بما يخدم لبنان، وقد طرحنا أن تكون الحكومة حكومة طوارىء اقتصادية معيشية".

وتابع أن الثابت في البلد هو المؤسسات الدستورية، والحكومة هي حكومة القرار السياسي، وهي السلطة التنفيذية، وحكومة كل لبنان ولجميع اللبنانيين.

واشار الى أن هناك دستور يشكل القاعدة والمعيار في تشكيل الحكومات، وعلى الحكومة أن تبرز جدية في العمل، ونحن مع استعادة ثقة المواطنين بالدولة والا سيبقى لبنان في الشارع.

الكتائب

واجتمع الرئيس دياب مع كتلة الكتائب التي اعتبرت أن الحل الوحيد هو بانتخابات نيابية مبكرة، مشيرةً الى أن هناك قطيعة بين الجزء الأكبر من الشعب والقوى السياسية وهذا امر خطير.

 كتلة "اللقاء التشاوري"

بدورها كتلة اللقاء التشاوري، أكدت إنّها قامت بتسمية حسان دياب قناعة بأن الرجل يلاقي مطالب الانتفاضة، مؤكدة أنها طالبته "بتشكيل حكومة انقاذ تعيد الثقة إلى فكرة الدولة". 

كتلة "الجمهورية القوية"

من جهتها، أكدت كتلة "الجمهورية القوية" أنها لن تشارك في الحكومة، وأوضحت أن لا مطالب لديها على مستوى التمثيل أو غيره، وأن ما يهمها أن تكون الحكومة مؤلفة من اختصاصيين مستقلين كليًا عن الأحزاب والقوى السياسية. 

تكتل "لبنان القوي" 

إلى ذلك، أوضح تكتل "لبنان القوي" أنه لم يتقدم بأيّ مطلب للرئيس المكلف بل طالب بتوفر عناصر النجاح والفعالية للحكومة. 

وقال الوزير جبران باسيل إن "المطلب واحد أن يكون هناك رؤية واضحة لتكون الحكومة فاعلة وعلى هذا الأساس يقرر الرئيس المكلف كيف ندعمه في الحكومة سواء بمشاركة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة بمساهمتنا في اختيار أشخاص أو بعدم مشاركتنا". 

وأضاف إن "الهدف ليس مشاركتنا في الحكومة بقدر ما هو وجود وزراء غير سياسيين وأصحاب جدارة وكفاءة". 

كتلة "نواب الأرمن"

وتمنت كتلة "نواب الأرمن" على الرئيس المكلف تشكيل حكومة سريعاً تحافظ على وحدة اللبنانيين والبدء بإيجاد حلول لنهوض لبنان من المأزق الاقتصادي المالي واستعادة الأموال المنهوبة. مؤكدة أنه ليس لدى لبنان وقت لنضيعه. 

كتلة "ضمانة الجبل"

أما كتلة "ضمانة الجبل" فقد طالبت بأن يجتهد الجميع للخروج من ما نمرّ فيه، معلنة الإستعداد للمساعدة في إنجاح مهام الرئيس المكلف ضمن الأطر السياسية والاقتصادية والمالية الشفافة التي تلاقي طموحات الشعب اللبناني بكافة فئاته. 

"التكتل الوطني" 

وتلا النائب طوني فرنجية كلمة "التكتل الوطني" مشدداً على أنهم يريدون تشكيل حكومة على قدر تطلعات اللبنانيين، وأنهم اتفقوا مع الرئيس المكلف على أن يكونوا من المسهلين لعمل الحكومة.
واستنكر فرنجية وصف الحكومة بأنّها حكومة حزب الله، قائلاً "هذا كلام معيب وهذه ليست مرحلة صراعات سياسية وعلى الجميع أن يتعاون". 

النائب نعمة أفرام 

ولفت النائب نعمة أفرام بعد لقائه الرئيس المكلّف الى أنهما تحدّثا بشكل عميق وفهم أن النية بتشكيل حكومة تحصل على ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي بأسرع وقت ممكن.

وأضاف "استحقاقات الدولة بعد شهرين الى آخر 2020 هي أرقام كبيرة وإذا كانت الدولة تريد القيام بواجباتها فإما يجب أن تستخدم كل احتياط المركزي وهذا أمر خطير أو بإصدار اليوروبوند". 

النائب جميل السيّد 

وتمنى النائب جميل السيد أن يتألف الطاقم الحكومي من وزراء يتمتّعون باستقلالية، مشيراً إلى أن "هناك طرقاً فعالة وسريعة بمعزل عن أي تدخل خارجي قادرة على أن تخفض الدين العام وهذا يخفّض الفوائد".
 

الاستشارات النيابية

إقرأ المزيد في: لبنان