ابناؤك الاشداء

لبنان

المستقبل يعرض عضلاته في الشارع..وهيل يفاجئ حلفاءه بعدم الأكتراث لتطلعاتهم
21/12/2019

المستقبل يعرض عضلاته في الشارع..وهيل يفاجئ حلفاءه بعدم الأكتراث لتطلعاتهم


فيما يعرض تيار المستقبل عضلاته في الشارع، من خلال الضغط على المواطنين الذين لا حول لهم بما يحصل في لبنان، فاجأ الموفد الأميركي دايفيد هيل حلفاءه، مكتفياً بتوجيه رسالة واضحة تؤكد التخلي الأميركي عن دعم تسمية الرئيس الحريري، بإعلان عدم اكتراث واشنطن بشخص رئيس الحكومة، بدلاً من الإضافة التقليدية لكل كلام أميركي حول الحكومات وعدم تدخل واشنطن في التسميات، واهتمامها بقدرة الحكومة على القيام بالإصلاحات، بإضافة جملة غابت أمس، عن كلام هيل، هي الحديث عن الحرص على توازن تمثيل الجماعات اللبنانية، في إشارة مبطنة كانت تدعم عبرها واشنطن ترؤس الحريري للحكومات المتعاقبة، وعلى وقع ذلك ينطلق الرئيس المكلف تشكيل الحكومة حسان دياب باجرائه استشارات نيابية غير ملزمة للوقوف على رأي الكتل النيابية في عملية تشكيل حكومته.

"الأخبار": لهجة هادئة لهيل... ونحو حكومة طوارئ إنقاذية

وقالت صحيفة "الأخبار" في هذا السياق انه "تبيّن من المشهد الميداني، أمس، أن الرئيس سعد الحريري يكيل بمكيالين. في السياسة يظهر تجاوباً وإيجابية مع تكليف الرئيس حسان دياب لتأليف الحكومة، وفي الشارع يُحرّك مناصريه لغاية لم تتّضح بعد… فهل يستمرّ دياب ويجتاز قطوع محاولة إسقاطه في الشارع؟"، مشيرةً إلى أن "القوى السياسية بدت كأنّها تنفّست الصعداء، للمرة الأولى منذ ما بعد «ضربة» الاستقالة التي وجّهها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في 29 تشرين الأول الماضي. هذه القوى التي لطالما غفت في الأيام الماضية على كوابيس سيناريوات الفوضى والفتنة، اعتبرت بعد تكليف الرئيس الجديد حسّان دياب لتأليف الحكومة أنها مرّرت «القطوع» بأقل ضرر... حتى الآن!"

واضافت الأخبار "التسمية التي أتت على عجل، بعد اعتذار الحريري عن عدم القبول بالمهمة، لا تعني طيّ الصفحة التي فُتِحت مع انطلاق الانتفاضة، وإدارة الأزمة على الطريقة التقليدية. وإن صحّ وصفها بـ«المدوزنة»، فإن رد الفعل عليها في الشارع لا يعطي انطباعاً بأن الأمر قد قُضي. لم يكد دياب يُنهي قراءة بيان التكليف من بعبدا، حتى بدأ الوجه المُعاكس لتيار المُستقبل يظهر في الشارع، إذ تجدّدت فصول قطع الطرقات والاعتصامات، التي بدأت أولاً من أمام منزل الرئيس المكُلف في تلّة الخياط، حيث كال المعتصمون الشتائم لدياب، وردّدوا هتافات التأييد للحريري كونه «الممثل الوحيد للسنّة، والطائفة لا تقبل بغيره بديلاً». ثمّ تطورت الأمور الى تجمعات متفرقة من بيروت الى البقاع والشمال وطريق الجنوب التي تسمّر فيها المواطنون لساعات منذ بعد ظهر أمس نتيجة قطع طريق الناعمة".

ولفت إلى أن "المشهد الميداني أمس شكّل رسالة واضحة الى أن الحريري يكيل بمكيالين. من جهة، فرض نفسه سياسياً كمرجعية للطائفة السنية لا يُمكن تخطّي موقفها، ثم ذهب ليفرضها بعد ذلك في الشارع. فبعدما كان الحريري قد أعطى إشارتين إيجابيتين، الأولى بعدم تسمية مرشّح مقابل دياب، ومن ثمّ استقبال الأخير يوم أمس في وادي أبو جميل، جاءت دورة العنف في الشارع لتذكّر بيوم الغضب الذي دعا إليه تيار المستقبل، احتجاجاً على قبول الرئيس نجيب ميقاتي بتكليفه تأليف الحكومة عام 2011. بعد 8 سنوات، يتكرّر «يوم الغضب» مع مفارقة غير مسبوقة. ففيما كان الحريري يستقبل دياب، اتّسم خطاب المتظاهرين بالتحريض ورفع منسوب التوتر، لم تتوقف الهتافات التي كانت تستهدف حزب الله والعهد رفضاً للإتيان بـ«رئيس فارسي» للحكومة اللبنانية". 

ورأت أوساط سياسية أن "المشهد الذي ارتسم، وتطوّر من تحركات الى مواجهات عنيفة بين المتظاهرين الزرق والقوى الأمنية كما حصل في منطقة كورنيش المزرعة، ما ترك انطباعاً سيئاً حيال المسار الذي سيسلكه التأليف، متخوّفة من أن يكون الحريري قد انتقل الى منازلة من نوع آخر لإفشال دياب والعودة الى رئاسة الحكومة، ولا سيما أن هوية المتظاهرين ليست خافية، بل منها من هو معروف بانتمائه التنظيمي الى تيار المستقبل، وقد تقدّم هؤلاء الساحات، فيما لم يظهر أثر للحراك المدني". وبينما تشير المعلومات الأمنية الى استمرار التحركات اليوم، والاستعانة بمتظاهرين من الشمال والبقاع للمشاركة في بيروت، اعتبرت الأوساط أن محاولة الحريري التهدئة ليست جدية فالخروج من الشارع لا يتحقق عبر تغريدة على وسائل التواصل.
في الشأن الحكومي، شدد دياب أمس في حديث إلى قناة «الحدث» على أنه يرفض أنه يتم وصفه بمرشح حزب الله أو رئيس حكومة حزب الله. وقالت صحيفة "الاخبار" أنه حتى الآن، لم يتمّ الحديث بعد عن شكل الحكومة العتيدة ونوعية الوزراء الذين ستضمّهم. لكن في المبدأ العام هناك اتجاه لتشكيل حكومة طوارئ إنقاذية. وإذ أكد الرئيس نبيه بري أمس ضرورة مثل هذه الحكومة، كرر أمام زواره أنها «الوسيلة الأولى للخروج من الأزمة، وخاصة أن استمرار هذه الأزمة سيؤدي الى مخاطر كبرى لأن أمامنا تفليسة اقتصادية إن لم نعجل بتأليف الحكومة وإجراء الإصلاحات المطلوبة». وأشار بري الى أنه في اللقاء الثلاثي الذي جمع الرؤساء في بعبدا بعد التكليف «توجهت الى دياب قائلاً: المهم أن نعجل تشكيل الحكومة وأن تسعى لضم أوسع تمثيل ولا تستثني حتى أولئك الذين صوّتوا ضدك، من دون أن تغفل تمثيل الحراك».

الى ذلك، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية تعليقاً على تكليف دياب أن «المعيار الوحيد هو فعاليّة الحكومة من أجل إجراء الإصلاحات التي ينتظرها الشعب اللبناني».

من جهة أخرى، وعلى عكس التوقعات التي سبقت زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، أبدت أوساط سياسية استغرابها من «اللغة الهادئة التي تحدث بها هيل خلال لقاءاته المسؤولين»، وخصوصاً أنه «تحدث في الشأن اللبناني بشكل عام، مشدداً على الاستقرار والإصلاح»، فيما لم يأت على ذكر أي من الملفات الحساسة كترسيم الحدود كما كان متوقعاً. وبحسب المعلومات، فإن هيل الذي التقى أمس رئيسَي الجمهورية ومجلس النواب أكد «تمسّك بلاده باستقرار لبنان»، مكرراً «المطالبة بإجراءات جدية للخروج من الأزمة». وفيما استعرض بري أمام هيل مرحلة ما قبل استقالة الحريري، مبدياً تأييده لمطالب الحراك بقيام الدولة المدنية والقانون الانتخابي على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية ومحاربة الفساد، عرض مرحلة الاستشارات وسعيه مرات عدة لعودة الحريري الذي أصر على الرفض، مؤكداً «أننا اليوم نمرّ بمسار تشكيل حكومة جديدة مع الرئيس المكلف حسان دياب، وأول واجباتها الإصلاحات ومحاربة الفساد، والشفافية والإصرار على اخضاع كافة التلزيمات عبر مناقصات شفافة». 

"البناء": هيل يركّز على عدم اهتمام واشنطن بشخص رئيس الحكومة  

صحيفة "البناء" قالت من جهتها، انه "بتوقيت متزامن كانت صواريخ «الكاليبر» تعبر المتوسط نحو مواقع جبهة النصرة في إدلب، فيما كان معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد هيل يزور بيروت ويلتقي الرؤساء ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري، بعدما تلقى هزيمة لمشروعه بتسمية السفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، كعرّاب لمشروع تدويل الحدود اللبنانية، ورسم خط أزرق بحرّي يتيح مرور الأنبوب الإسرائيلي، الذي تعتبره موسكو تحدياً لها، لكن هيل بدا وقد تأقلم مع الخسارة وتقبّل نتائجها، مكتفياً بتوجيه رسالة واضحة تؤكد التخلي الأميركي عن دعم تسمية الرئيس الحريري، بإعلان عدم اكتراث واشنطن بشخص رئيس الحكومة، بدلاً من الإضافة التقليدية لكل كلام أميركي حول الحكومات وعدم تدخل واشنطن في التسميات، واهتمامها بقدرة الحكومة على القيام بالإصلاحات، بإضافة جملة غابت أمس، عن كلام هيل، هي الحديث عن «الحرص على توازن تمثيل الجماعات اللبنانية»، في إشارة مبطنة كانت تدعم عبرها واشنطن ترؤس الحريري للحكومات المتعاقبة. ورسالة هيل التي أكدت رسالة معراب عن التخلّي الأميركي عن الحريري، قرئت جيداً في بيت الوسط، فكان الردّ في الشارع بتظاهرات وشغب وهتافات عنوانها الاحتجاج على تسمية رئيس الحكومة المكلّف حسان دياب، ومضمونها تأكيد مرجعية الحريري، بوجه مَن يشكّك فيها ويطعن بقدرتها التمثيلية. والمعنيّ حكماً ليس دياب ولا النواب والقوى التي قامت بتسميته، بعد عزوف الحريري عند تبلّغه الرسالة الأميركية ببريد قواتي".

مصادر متابعة لزيارة هيل قالت إنه تفادى التوغّل في ملف ترسيم الحدود البحرية، مكتفياً بالتركيز على الحكومة الجديدة وبعدها الإصلاحي، وخطورة توريطها بالتحوّل لحكومة تخضع لحزب الله، ليسمع من رئيسي الجمهورية ومجلس النواب الحرص على حكومة غير تصادمية منفتحة على علاقات لبنان الدولية والعربية، تضمّ اختصاصيين وتحاكي مطالب الشارع، وهو ما شدّد عليه الرئيس المكلف في لقاءات إعلامية وصف خلالها الحديث عن حكومة حزب الله التي سيشكّلها بالسخيف، مضيفاً أنه سيستعرض مع الكتل النيابية اليوم خلال المشاورات غير الملزمة التي يُجريها الرئيس المكلّف مع النواب، صيغة لحكومة من المستقلين والاختصاصيين، متعهّداً بتشكيل حكومة خلال شهر أو ستة أسابيع.

واشارت "البناء" إلى أن "الوضع الميداني طغى ليلاً على المشهد اللبناني، حيث تواصلت أحداث شغب وقطع طرقات، ومواجهات عنيفة مع الجيش اللبناني، قادها تيار المستقبل في الشمال وعلى طريق الجنوب، وكانت الأشد عنفاً في منطقة كورنيش المزرعة، سقط خلالها عدد من الجرحى في صفوف الجيش، وهدأت بعد منتصف الليل".

ولفتت إلى أنه بعد تكليف حسان دياب لتأليف الحكومة وعشية انطلاق المشاورات مع الكتل النيابية لتأليف الحكومة، توالت المواقف الدولية من استحقاق التكليف، حيث أكدت الخارجية الفرنسية رداً على سؤال حول ما اذا كانت تسمية حسان دياب كرئيس وزراء في لبنان يمكن أن تسهل القيام بالإصلاحات الضرورية للحصول على مساعدات مالية دولية، بالقول: “ليس لنا أن نقرّر في تشكيل الحكومة اللبنانية المستقبلية، هذا الأمر يُترَك للمسؤولين اللبنانيين للقيام به مع مراعاة المصلحة العامة لجميع اللبنانيين ويجب أن يكون المعيار الوحيد كفاءة هذه الحكومة في خدمة هذه الإصلاحات التي ينتظرها الشعب”.

أما الموقف الأبرز فكان لمساعد وزير الخارجية الأميركية السفير ديفيد هيل، الذي جال على الرؤساء الثلاثة، حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أبلغ ضيفه أن “مسار تشكيل الحكومة الجديدة بدأ مع تسمية الرئيس المكلف حسان دياب وستكون أمام الحكومة مهمات كثيرة أبرزها إجراء الإصلاحات المطلوبة لا سيما أنّها ستتألف من فريق عمل منسجم قادر على مواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان سياسياً واقتصادياً. وتمنى من واشنطن المشاركة مع المجموعة الدولية لدعم لبنان منوّهاً خصوصًا بالمساعدة التي تقدّمها للجيش اللبناني عتاداً وتدريباً”. وأكد هيل أنه “ليس لدينا أي  دور في قول مَن الذي ينبغي أن يتولى رئاسة الحكومة وتشكيلها».

كما التقى هيل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث أيّد بري مطالب الحراك في قيام الدولة المدنيّة والقانون الانتخابي على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة ومحاربة الفساد، مؤكداً أننا «اليوم نمرّ بمسار تشكيل حكومة جديدة مع الرئيس المكلف حسان دياب وأول واجباتها الإصلاحات ومحاربة الفساد والشفافية والإصرار على إخضاع كافة التلزيمات  لمناقصات شفافة». وكرر هيل من عين التينة الموقف الذي قاله من بعبدا، مؤكّدًا ألا دور للولايات المتحدة في تحديد مهام رئيس الوزراء أو توزيع الحقائب في الحكومة. وقال «نحث السياسيين على المضي قدمًا بالإصلاحات واعتماد سياسات مخالفة لتحسين الوضع الاقتصادي، ونشكر قوى الأمن على الجهود التي تبذلها من أجل حماية المتظاهرين». كما زار بيت الوسط على أن يلتقي اليوم وزير الخارجية جبران باسيل وقيادات من 14 آذار.

الى ذلك يبدأ الرئيس المكلف اليوم استشاراته مع الكتل النيابية في المجلس النيابي، حيث سيسمع منهم رؤيتهم لتأليف الحكومة، وقد أشارت معلومات «البناء» الى أن «الاتجاه الأغلب لتأليف حكومة تكنوقراط مطعّمة ببعض السياسيين غير البارزين، مشيرة الى أن «رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وحزب الله وأمل سيسهّلون مهمة تأليف الحكومة ولن يكون شكل تمثيلهم عقدة أمام التأليف»، مشيرة الى أن المهم انسجام الفريق الحكومي وتضامنه وكفاءته واختصاصاته ونزاهته وأن يكون لديه برنامج لإنقاذ الوضع الاقتصادي الاجتماعي وتفعيل عمل المؤسسات ووقف الفساد والاهتمام بشؤون المواطنين وأمنهم وتنقلهم وحمايتهم، وحماية لبنان من الاعتداءات الاسرائيلية والتمسك بسيادة لبنان وحدوده المعترف بها دولياً». كما علمت «البناء» أن «التيار الوطني الحر سيتجه الى المشاركة في الحكومة عبر وزراء اختصاصيين وليس سياسيين». وهذا ما أكده رئيس لجنة المال والموازنة النائب إبراهيم كنعان بأننا «نتجه الى حكومة اختصاصيين بالكامل وما ينطبق على سائر الكتل ينطبق علينا ولا يجب أن يأخذ التأليف أكثر من 10 أيام. فالمواقف واضحة والكثير من العقد قد ذُلّل»، مضيفاً «حريصون على حكومة أولى اولوياتها إنقاذ لبنان وما تسرّب عن لقاءات هيل مع المسؤولين إيجابي».

في حين تحدّثت المعلومات عن حكومة من 18 وزيراً لفتت الى «اتجاه الرئيس المكلف لاعتماد مبدأ فصل النيابية عن الوزارة، وبالتالي عدم مشاركة بعض الوزراء السياسيين في الحكومة الماضية»، وتوقع الرئيس المكلف أن لا يأخذ تأليف الحكومة أكثر من ستة أسابيع، وأكد أن «اتهامه بأنه مرشح حزب الله غير صحيح والحكومة المقبلة ستكون حكومة كل اللبنانيين وستضم الحراك وعلينا الانتظار حتى ولادة الحكومة لنتفحّص ميثاقيتها».

"النهار": سباق بين التأليف والشارع الغاضب

أما صحيفة "النهار" فقالت انه "في الوقت الفاصل بين التكليف والتأليف، يختلط الحابل بالنابل وسط حراك شارعي ضاعت معالمه بين الانتفاضة الشعبية المطالبة بالتغيير، والشارع السني الغاضب من طريقة اختيار الرئيس المكلف تأليف الحكومة حسان دياب، وتخوف من حصول فتنة مذهبية بين شارعين متقابلين، نضاف اليها ضغوط متعاظمة على الجيش وقوى الأمن لفتح الطرق ولو بالقوة تجنبا لمواجهات اهلية وتصادم بين اللبنانيين". 

واضافت ان أعمال الشغب استمرت ليلاً في الشوارع البيروتية وفي عدد من المناطق بما ينذر بمزيد من التصعيد، ترافقت مع دعوات الى اقفال الشوارع المؤدية الى ساحة النجمة صباح اليوم، حيث من المقرر أن يجري الرئيس المكلف استشارات مع الكتل النيابية للوقوف على ارائها في عملية التأليف.

واذا كانت حركة الشارع التي بلغت حد الشغب، مترافقة مع احتقان كبير في الشارع السني، احتلت مشهداً متقدماً ومواكبة واسعة لاستيعابها امس، فانها لم تحجب الاهتمام بزيارة وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل للبنان في هذه المرحلة المفصلية، وعلى أبواب التحضير لتأليف حكومة جديدة.

وذكرت "النهار" ان الاجواء الإيجابية سيطرت على لقاء هيل والرؤساء الثلاثة. وكشف أنه ينقل رسالة من وزير خارجية بلاده مايك بومبيو. وأكد دعم اللبنانيين للتوصل إلى حلول سريعة تخرجهم من ازماتهم، وشدّد على أن تعمل الحكومة بعد تشكيلها لتنفيذ جملة من الإصلاحات المطلوبة، إضافة إلى ضرورة الاستجابة لمطالب اللبنانيين الذين عبروا عنها في الشارع.

ووفق المعطيات التي توافرت لـ"النهار" ان هيل لم يتطرق الى مسألة توزير هذه الجهة أو تلك، كما لم يضع فيتو على أي فريق سياسي، بل دعا الى "حكومة شريكة للمجتمع الدولي وتلتزم الاصلاحات المستدامة ومكافحة الفساد ووقف الهدر وتنظيم الموازنة العامة على أسس صحيحة وواقعية وليست مضخمة ولا منفوخة . لان المؤسسات الدولية والعربية الراغبة في مساعدة لبنان تتطلع الى ممارسة الشفافية في اداء المسؤولين في الحكومة الجديدة واجهزة الدولة على اختلافها".

لكنه أثار مع الرئيس نبيه بري موضوع الاعتداءات على المعتصمين المطالبين بحقوقهم في الساحات من مجموعات حزبية، وتعريض قوى الأمن لامكان المواجهة مع الناس واضعافها.

من جبهة أخرى، ردت وزارة الخارجية الفرنسية على سؤال عما اذا كانت تسمية حسان دياب رئيساً للوزراء في لبنان يمكن أن تسهل القيام بالإصلاحات الضرورية للحصول على مساعدات مالية دولية، بقولها: "ليس لنا أن نقرر في تشكيل الحكومة اللبنانية المقبلة. هذا الأمر يُترك للمسؤولين اللبنانيين القيام به مع مراعاة المصلحة العامة لجميع اللبنانيين، ويجب أن يكون المعيار الوحيد كفاءة هذه الحكومة في خدمة الإصلاحات التي ينتظرها الشعب".

وفي الشأن الحكومي، وبعد الزيارات البروتوكولية للرئيس المكلف حسان دياب لرؤساء الحكومات السابقين، ذكرت "النهار" ان اتصالات أمس لم تبحث بعد في شكل الحكومة هل تكون تكنوقراط صافية او مطعمة السياسيين وهذا الامر متروك للاستشارات النيابية في مجلس النواب اليوم. واضافت اذا كان دياب يفضل الذهاب الى التكنوقراط، فان حزب الله لم يحسم موقفه بعد في انتظار جوجلة الاتصالات، أما الرئيس بري فقال امام زواره إن "المبداً العام هو تشكيل حكومة تكون انقاذية وعلى شكل حكومة طوارئ نظراً إلى المخاطر الكبرى التي تهدد البلد. والا فإننا ستتجه إلى تفليسة مالية كبيرة".

وأما أمين سر "تكتل لبنان القوي" النائب ابرهيم كنعان، فاعلن "اننا نتجه الى حكومة اختصاصيين تماماً وما ينطبق على سائر الكتل ينطبق علينا ويجب ألا يأخذ التأليف اكثر من 10 أيام، فالمواقف واضحة والكثير من العقد قد ذُلّل".
 

إقرأ المزيد في: لبنان