معركة أولي البأس

لبنان

هل نُصّب ديفيد شنكر واليًا على لبنان؟
14/12/2019

هل نُصّب ديفيد شنكر واليًا على لبنان؟

متخذا دور المندوب السامي، أسهب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد شنكر في مهاجمة المقاومة والتدخل مباشرة بالشؤون اللبنانية ولا سيّما على صعيد الملفّ الحكومة والأزمة الراهنة. ومن على منبر صحيفة "النهار" التي منحت صفحاتها للمسؤول الأمريكي، تحدّث شنكر مطوّلًا عن حزب الله، محرّضًا ومدّعيًا.

في كلامه المليء بالسموم والفتن، يبرّر شنكر فرض عقوبات من قبل وزارة الخزانة الأمريكية على أشخاص يزعم أنهم تابعون لحزب الله بالقول "قرار الخزانة هذا ينسجم مع موقفنا من ان حزب الله هو تنظيم ارهابي، إجرامي وفاسد. ونشاطاته لا تعتمد فقط على الطائفة الشيعية، ولكن أيضاً على أفراد وجماعات آخرين يسهلون نشاطاته، وهم ينتمون الى طوائف أخرى. وعندما نفرض العقوبات على أي شخص أو كيان، فإننا لا نأخذ الخلفية الدينية في الاعتبار"، بحسب ادّعائه.

وفي الشأن الحكومي اللبناني، تحدّث شنكر كأنه والٍ على البلد فقال إن "المطلوب حكومة تطبق الاصلاح الحقيقي"، مهدّدًا بأنه "لن تكون هناك أيّة مساعدات مالية من المجتمع الدولي إلّا اذا تألفت حكومة ملتزمة الاصلاح. بعد ذلك سيقدم المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية ( مثل صندوق النقد الدولي وغيره) مساعدات تقنية وغيرها".

وأضاف إن "التوقعات للبنان رهيبة. واذا لم تتوافر العملات الاجنبية سيكون من الصعب على لبنان أن يشتري الادوية من الغرب ونحن نتطلع الى تقديم المؤسسات المالية الدولية قروضًا قصيرة الأجل الى شركات معينة توفر الخدمات الاساسية وتحديدًا الخدمات الصحية والاغذية. هذه مساعدات وتسهيلات ستكون خاضعة للمراقبة ولن تقدم الى الحكومة"، وأشار في هذا المجال الى استمرار نشاطات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي تنفق في لبنان مساعدات بقيمة مئة مليون دولار سنوياً، بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات اللبنانية غير الحكومية".

"النهار" اهتمّت بالاستماع الى رأي المسؤول الأمريكي بشأن استمرار الأزمة الحكومية 55 يوماً، فأجاب: "على اللبنانيين أن يؤمنوا بلبنان أولاً، وليس فقط بمصالحهم الشخصية والسياسية الضيقة خلال عملية تأليف الحكومة. لن يرضى الجميع عن الحكومة الجديدة، وهي لن تكون الحكومة التي تريدها الاحزاب الرئيسية في البلاد، وفقط مثل هذه الحكومة ستكون قادرة على تطبيق ذلك النوع من الاصلاح الحقيقي والعميق، واتخاذ القرارات الصعبة والضرورية".

وفي سياق تحريضه الصريح ضدّ حزب الله، زعم شنكر أن "حزب الله يشكل جزءا مهما من الفساد الذي أوصل لبنان الى هذا الوضع. على لبنان ان يساعد نفسه قبل أن يساعده المجتمع الدولي. وهذا يعني اتخاذ قرارات صعبة لتأليف الحكومة وبعد تأليفها".

شنكر الذي قدّم نفسه في المقابلة مع الصحيفة المحلية وكأنه لبناني أكثر من اللبنانيين، لا بل كأنه متظاهر لا يغادر الساحات، قال: "الحكومة الاميركية تتبع قيادة الشارع اللبناني. نحن نقبل ما يريده الشارع. المتظاهرون عبروا بحكمة وواقعية عما يريدونه. وهم يعرفون ما هي الحكومة القادرة على الاصلاح ومكافحة الفساد. المتظاهرون يعرفون من هم الأفراد القادرون والمؤهلون للقيام بالإصلاح، ويعرفون من هم السياسيون غير المقبولين لتأليف الحكومة".

وامتنع عن الخوض في زيارة وكيل الوزارة للشؤون السياسية السفير ديفيد هيل لبيروت مكتفياً بأن هذه الزيارة للبنان والمنطقة تأتي في وقت اقليمي حساس "ونحن يهمنا جدًا مستقبل لبنان"، وفق ادّعائه.

إقرأ المزيد في: لبنان