ابناؤك الاشداء

لبنان

فض عروض البنزين للأسبوع المقبل.. والحريري إلى الشارع مجدداً
03/12/2019

فض عروض البنزين للأسبوع المقبل.. والحريري إلى الشارع مجدداً

استمرت الاتصالات حول تشكيل الحكومة مع تحركات لسمير الخطيب، المرشح الأوفر حظا حتى الآن للقيام بمهمة التأليف، إلا أن الواقع لا يعكس الكثير من التفاؤل، حيث لجأ مناصرو تيار "المستقبل" إلى قطع بعض الطرقات ليل أمس في إشارة إلى عدم الرضى عن الخطيب.
وفي ظل ضياع الوقت بالملف الحكومي، تزداد مشاكل الناس الاقتصادية والاجتماعية كل يوم، إذ لا يعرف المواطن من أين يتلقى الصفعات، من ارتفاع أسعار السلع والخدمات وعدم توفر بعض المواد الأساسية، او التلويح برفع سعر الرغيف، أو نصف الرواتب واقفال المؤسسات، وصولا إلى إمكانية خروج بعض المدارس عن الخدمة في إكمال العام الدراسي.
على أن بصيص امل كان في مسألة البنزين أمس، حيث كان هناك إصرار من وزير الطاقة على عدم تحميل المواطنين مزيدا من أعباء التكاليف المترتبة على شراء الشركات لهذه المادة الحيوية، اضافة لتأجيل فض العروض الذي كان مقررا أمس إلى الثنين المقبل اتاحة في المجال أمام مزيد من المنافسة وأسعار أفضل لكي تؤمن الدولة ما نسبته 10% من البنزين للمستهلكين.

"الأخبار": الحريري إلى الشارع مجدداً!

طوال اليومين الماضين، تزامنت أخبار اللقاءات التي يجريها المرشح لتولي رئاسة الحكومة، سمير الخطيب، مع شائعات عن إيجابية توحي بقرب تأليف الحكومة. لكن وقائع الليلة الماضية كشفت أن كل ما اشيع عن تطورات ايجابية لا يبدو دقيقاً. على العكس من ذلك، تشير المعلومات إلى أن رئيس حكومة تصريف الاعمال، سعد الحريري، يتجه صوب التصعيد بهدف تحصيل تنازلات من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحزب الله وحركة أمل. وما يريده الحريري ليس أكثر من تأليف حكومة تُرضي الدول الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة. وأكثر ما أظهر نوايا الحريري العودة إلى اللعب بالشارع.

ففيما لم تعلن أي جهة او مجموعة مشاركة في الانتفاضة الشعبية عن دعوة لإقفال الطرقات، نزل شبان في المناطق التي يملك فيها تيار «المستقبل» نفوذاً كبيراً، في بيروت والبقاع وطريق الجنوب، لقطع الطرقات، من دون تحديد أي هدف لهذا العمل. الأمنيون، قبل المعنيين بالمفاوضات الرامية إلى تسمية رئيس للحكومة، لم يصدقوا بيان تيار المستقبل الذي تبرأ من البيانات «المجهولة المصدر» التي دعت إلى إقفال الطرقات. الوجوه نفسها كانت في الشوارع أمس. وجوههم ظاهرة في كاميرات المراقبة التابعة لقوى الامن الداخلي. كما أن استخبارات الجيش وفرع المعلومات يعرفان أسماء المسؤولين عن تحريك الشبان. في الناعمة، وقصقص، والكولا، والمدينة الرياضية، وفي عدد من القرى البقاعية، قُطِعت الطرق، كما اعتاد المحركون انفسهم والقاطعون انفسهم أن يفعلوا منذ أسابيع.

لكن هذه المرة كان الجيش أكثر «تشدّداً» من المرّات السابقة، ولم يصبر بالقدر الذي اعتاده. بمجرّد قطع مجموعة شبان طريق الناعمة، تحرّك عناصره لفتحها بالقوة. وكان جلياً أنّ القرار واضح بمنع قطع الطريق. كذلك الأمر بالنسبة إلى طريق المدينة الرياضية التي نزل شّبان على متن دراجات نارية لقطعها بمستوعبات النفايات عند السابعة والنصف مساء، قبل أن يعمدوا إلى قطع طريقي كورنيش المزرعة وقصقص. غير أنّ قرار الجيش الحاسم حال دون استمرار قطع الطرق. وقد لاحق عناصره قاطعي الطرق إلى الشوارع الداخلية لبلدة الناعمة حيث تخلل ذلك إطلاق أعيرة نارية في الهواء. وعلّق مصدر عسكري أنّ تطبيق إجراءات الجيش مرتبط بقرار قائد الجيش العماد جوزف عون بمنع قطع أي طريق.

وإضافة إلى ما تقدّم، ثمة تحذيرات أمنية جدية من ارتفاع حدة الاحتجاج «المستقبليّ» في الشمال، في ظل نشاط لافت للأجهزة الامنية الرسمية على خلفية توسع «سوق السلاح» في بعض المناطق الشمالية. وإضافة إلى ذلك، يزداد منسوب الاحتجاج الاهلي في مناطق نفوذ تيار المستقبل، وخاصة في عرسال والبقاع الاوسط وعكار وطرابلس ومحيطها وإقليم الخروب والطريق الجديدة، على خلفية الأزمة الاقتصادية التي تظهر بشكل أكثر حدّة من باقي المناطق. ويريد تيار المستقبل الاستثمار في الفقر في هذه المناطق لتسويق مرشحين من أصحاب الثروات الطائلة، من الحريري نفسه إلى الرئيس نجيب ميقاتي والنائب السابق محمد الصفدي، وصولاً إلى المرشح الحالي سمير الخطيب، ثم الاستثمار في تحركات الفقراء أنفسهم لإحراق من يريد الحريري إحراقه.

وفي إطار «الإحراق»، تراجع امس منسوب التفاؤل، حتى عند اكثر المتفائلين سابقاً، بقرب تكليف الخطيب ترؤس الحكومة. تراجع التفاؤل سبق لجوء «المستقبل» إلى قطع الطرقات. فهؤلاء باتوا متوجسين من مماطلة الحريري، ومن الشروط التي يحمّلها للخطيب، ولو بلهجة إيجابية توحي بأنه لا يزال متمسكاً بمرشحه». ومن المتوقع ان يعلن التيار الوطني الحر موقفاً اليوم بعد اجتماع تكتل «لبنان القوي». وقالت مصادر التكتل إنه سيتضمّن «توضيح الموقف عن كل الفترة السابقة، بعد استقالة الحكومة، لعدم جواز السكوت بعد التعدي المتمادي على موقف التيار وتشويهه عن حقيقته، وتحديد موقف نوعيّ جديد».
من جهة أخرى، اعلن في واشنطن عن فك الحظر عن تسليم الجيش اللبناني مساعدات أميركية بقيمة تفوق 100 مليون دولار، سبق ان جمّدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أسابيع. في الوقت عينه، كان وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو يعلن موقفاً لافتاً من التحركات الاجتجاجية في لبنان، واضعاً لها عنوان «المطالبة بإخراج حزب الله من لبنان ومن السلطة»!


"الجمهورية": المجتمع الدولي يستعجل الحكومة تجنُّباً للإنهيار الشامل
بدورها، قالت صحيفة "الجمهورية" انه في انتظار ثبوت الخيط الابيض من الخيط الاسود من فجر الاستحقاق الحكومي تكليفاً وتأليفاً، تتعدد الروايات وتتناقض بين متفائلة ومتشائمة إزاء مصير هذا الاستحقاق، في ضوء اجتماعات تعقد بين المعنيين علناً حيناً وبعيداً عن الاضواء أحياناً. ومنها كان اجتماع مساء أمس في «بيت الوسط» بين الحريري والمهندس سمير الخطيب، جاء بعد اجتماع للأخير مع الوزير علي حسن خليل ومعاون الأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل مساء أمس الأول.

وكذلك جاء اجتماع الحريري والخطيب بعد لقاء انعقد مساء امس الاول بينه وبين الوزير جبران باسيل برعاية رجل الاعمال علاء الخواجا، الصديق المشترك لهما، ودام نحو 3 ساعات لم تتبلور خلاله اي اجوبة نهائية متبادلة على القضايا المطروحة بين الرجلين حول الحكومة العتيدة وطبيعتها وحجمها ودورها.
لكنّ مصادر الطرفين لم تؤكد حصول هذا الاجتماع.

إذا صدقت النيّات
وأبدت مصادر متابعة لحركة الإتصالات تفاؤلها بالمسار الذي اتخذته المفاوضات في الساعات الأخيرة، وقالت لـ«الجمهورية»: «إذا صدقت النيّات فسنكون امام حكومة أسرع مما نتوقّع بعد تذليل كثير من العقبات، وأوّلها مشاركة الحريري الفاعلة في المفاوضات وعرضه شروطه على الطاولة وهو مدار أخذ ورد بين الاطراف المشاركة».

وأضافت هذه المصادر: «على عكس ما كان في السابق، فإنّ اياً من القوى السياسية لا تتمسّك بأسماء، امّا الحقائب فهي قابلة للبحث باستثناء ما هو متفق عليه، والثابت انّ حجم الحكومة هو 24: ثلثان تكنوقراط وثلث سياسي من وجوه جديدة، وهذه الحكومة التي اتفق الجميع على ان لا يكون لأيّ مكوّن منها حسابات شعبوية وفئوية وانتخابية، ستلقى على عاتقها المهمات الانقاذية الصعبة وإجراءات موجعة تنفذها بكل جرأة، أمّا عمرها فلن يتجاوز الـ٦ أشهر».

وأوضحت المصادر «انّ المفاوضات جدية ودقيقة هذه المرة ويجب ان تؤدي الى نتيجة، وإلا فإننا نضيّع فرصة كبيرة وتثبت أطراف اساسية أنها تناور وتلعب في الوقت الضائع، وعندها سنكون أمام مرحلة اكثر صعوبة».

المجتمع الدولي
في المقابل، قالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ «المجتمع الدولي متخوّف جدّاً من حجم الأزمة التي بلغت الواقع في لبنان، وعلى مستقبل لبنان ومصيره، لأنّه يدرك أنّ كلّ فريق متمسّك بوجهة نظره ما بين الحكومة «التكنو-سياسية» وحكومة التكنوقراط، ما يجعل الأمور تتّجه من سيّئ إلى أسوأ، فيما لبنان في صلب الانهيار وهو يتّجه إلى مزيد من الإنهيارات».

وفي المعلومات ايضاً أنّ «المجتمع الدولي سيقدّم تصوّراً لمخرجٍ ما، لكن حتى اللحظة لا توجد أي خطوة عملية».

وأضافت المصادر: «على المستوى الداخلي، فإنّ كل فريق ما زال متمسّكاً بوجهة نظره، الحريري متمسّك بحكومة التكنوقراط ولا يريد أن يعطي أي غطاء لمرشّح سنّي خارج سياق حكومة اختصاصيين مستقلّين، و«حزب الله» والعهد متمسّكان بحكومة تكنو- سياسية. هناك شدّ حبال كبير، وحتى الآن لا يمكن الكلام عن أي تقدّم، ولكن بدأت المخاوف في الداخل اللبناني والخارج بالتوسّع أكثر فأكثر مع اقتراب الانهيار الشامل. وهناك مَساع لكسر هذا الواقع، وتشكيل الحكومة قبل نهاية السنة».


"اللواء": مناقصة البنزين

في الاثناء، بقيت الأنظار مشدودة إلى مناقصة استيراد البنزين، المطروحة من قِبل وزارة الطاقة لشراء 150 ألف ليتر من المحروقات لحساب إدارة منشآت النفط، في محاولة من قبل الوزارة لكسر احتكار الشركات المستوردة لهذا القطاع، الا ان وزيرة الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال ندى البستاني أعلنت عن ارجاء فض عروض استيراد البنزين إلى يوم الاثنين المقبل، لافساح المجال امام مزيد من المنافسة وامام شركات أخرى لاستكمال ملفاتها، من دون ان تنفي الضغوط الكثيرة التي مورست من قبل «كارتيل» الشركات في الساعات الماضية لإفشال المناقصة، التي كانت ستؤمن ما نسبته 10 في المائة من حاجة السوق.

وأوضحت «إن التأجيل هدفه المزيد من المنافسة للاستحصال على افضل سعر للمواطن اللبناني والاثنين المقبل سيكون فض العروض على الهواء مباشرة». وقالت: «سنكمل بهذه المناقصة. فالقرار اتخذ لنضمن اكبر منافسة وأفضل الأسعار للدولة اللبنانية».

وكانت 14 شركة قد اشترت دفتر الشروط، لكن شركتين فقط تقدمتا بعرضيهما، الأمر الذي اعتبرته الوزيرة بستاني بأن المناقصة ناجحة، لكنها رأت انه من الأفضل إعطاء مزيد من الوقت للمزيد من العروض والمنافسة.

وأشارت بستاني الى أن «القرار اتخذ لأن الشركات قالت انه لم يعد بإمكانها فتح الاعتمادات لاستيراد مادة البنزين وكان من الواضح ان هذا الكلام غير صحيح بدليل انها عادت وفتحت اعتمادات واستوردت البنزين». وقالت: «لهذا قررنا تأمين مادة البنزين للمواطن اللبناني ونفتح نحن هذه المناقصة، وأتمنى من كل المحطات التي لا تبيعها الشركات ان تعلم الوزارة بذلك لنتخذ الاجراءات القانونية اللازمة.

ولاحقاً، أعلنت بستاني بعد اجتماعات ماراتونية متواصلة مع ممثلي قطاع المحروقات، ان لا زيادة لأسعار المحروقات على المواطن اللبناني، مؤكدة ان التسعيرة ستصدر الأربعاء، وانها لن تقبل بأن تترجم آلية الاعتمادات التي الزمهم فيها مصرف لبنان زيادة على المواطن، وانها ستقسمها على الجميع كي لا يتحمل المواطن هذا العبء.

وعلمت «اللواء» ان الوزيرة قررت إلغاء كفالات المازوت عند الدولة في طرابلس.

إقرأ المزيد في: لبنان