معركة أولي البأس

لبنان

كلمة الأمين العام لحزب الله في احتفال يوم الشهيد بتاريخ 11-11-2019
11/11/2019

كلمة الأمين العام لحزب الله في احتفال يوم الشهيد بتاريخ 11-11-2019

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السادة العلماء، السادة النواب، الحضور الكريم، عوائل الشهداء، الآباء والأمهات والأهل الكرام السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته. 
قال الله تعالى في كتابه المجيد:" وَلَا تَقُولُوا لِمَن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِن لَّا تَشْعُرُونَ"، وقال تعالى: " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا  بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ".
وقال تعالى:" إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ" صدق الله العلي العظيم.
في البداية أرحب بكم جميعاً في لقائنا واحتفالنا هذا اليوم، يوم شهيد حزب الله، من الإخوة والأخوات المجتمعين في مدينة الهرمل وإلى مدينة بعلبك وإلى مدينة النبطية وإلى مدينة صور وإلى الضاحية الجنوبية لبيروت.
اسمحوا لي قبل البدء بالكلمة، أن أتوجه بأسمى آيات العزاء والمواساة بمناسبة فقد ووفاة ورحيل سماحة العلامة المحقق السيد عبدالله شرف الدين رحمه الله، نجل سماحة الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين قدس سره الشريف، أتوجه إلى عائلته الكريمة والشريفة فرداً فرداً، وإلى أهلنا الأحبة والكرام في مدينة صور وفي منطقتها، حيث عاش سماحة السيد أغلب أيام حياته، وإلى الحوزات العلمية وإلى جميع المحبين، نُقدم عزاءنا بفقد هذا العالم العلامة  الجليل والعزيز والكريم.
أيضاً يجب أن نتوجه في هذه الأيام التي تُناسب ذكرى ولادة رسول الله الأعظم محمد بن عبدالله صل الله عليه وآله وسلم، خاتم النبيين وسيد المرسلين، إلى جميع مسلمي العالم، بالتهنئة والتبريك بهذه المناسبة الجليلة والعظيمة، ونحن كأمة منذ أكثر من 1400 سنة إذا كُنا نعيش في إيمان وهدى وعلم وحضارة ورقي طوال التاريخ، وقوة ومنعة وأمة لها تأثيرها العظيم في تاريخ البشرية وفي حاضرها وفي مستقبلها، وإذا كان من خير عظيم نتطلع إليه في آخرتنا، فبركة هذا المولود العظيم في مثل هذه الأيام الكريمة.
مباركٌ لجميع المسلمين هذه الذكرى الجليلة والعطرة والطيبة.
إحتفالنا اليوم أيها الإخوة والأخوات، يرتبط بمناسبة محددة هي يوم الشهيد، أنا سوف أتكلم كالعادة، أضع فهرساً، كلمة عن المناسبة  ومنها إطلالة سريعة على أمرين مهمين قي وضع المنطقة، وفي بقية الوقت أتركه للجزء الثالث والمتعلق بأوضاعنا اللبنانية الداخلية.

ما زالت عملية الإستشهادي أحمد قصير هي الأهم على الإطلاق في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي

من باب التذكير كالعادة لماذا 11/11 يعني 11 تشرين الثاني يوم الشهيد؟ كان حزب الله قد اتخذ من هذا اليوم يوماً لشهيده، يعني لكل شهدائه، انطلاقاً من حدثٍ جهاديٍ ومقاومٍ حصل في هذا اليوم، ففي يوم 11 من شهر تشرين الثاني سنة 1982 اقتحم الشاب الإستشهادي الذي بات بحق لاحقاً فاتح عصر الإستشهاديين وأمير الإستشهاديين الشهيد أحمد قصير، عندما اقتحم مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي المحتل في مدينة صور بسيارته المليئة بالمتفجرات، وقام بتدمير المبنى بشكلٍ كامل، مما أدى بإعتراف العدو نفسه إلى مقتل أكثر من مائة ضابط وجندي، وبينهم جنرالات كبار في الجيش الإسرائيلي وفي جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية. كانت عملية تاريخية وعملية مدوية ومزلزلة، حتى الآن عندما تُعرض المشاهد كيف يقف شارون على أطلال المبنى المدمر والأشلاء المقطعة،  شارون الذي كان يُفاخر بإنجازه العظيم في إحتلال لبنان ووصوله إلى العاصمة بيروت، وقف ذليلاً وكئيباً وحزيناً ومحبطاً أمام هذه الهزة العنيفة التي لحقت بجيشه وألحقها شابٌ واحد أسمه أحمد قصير، وااضطرت  حكومة العدو أن تُعلن الحداد العام في كيان العدو أمام هول المصيبة التي لحقت بهذا الجيش.
أنا في كل سنة، عندما في كل سنة تتوقع تطور أو حدث أهم، في كل سنة كُنت أقول: حتى الآن في السنوات الماضية، في كل سنة كنت أقول، والآن أعود وأقول: الآن نحن في العام 2019 حتى الآن ما زالت عملية الإستشهادي أحمد قصير هي الأهم على الإطلاق في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي، وفي تاريخ المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني والإحتلال الإسرائيلي لأرضنا ومقدساتنا، من حيث الحجم والنوعية، ومستوى الخسائر الهائلة التي لحقت بالعدو في دقيقةٍ واحدة وفي ضربةٍ واحدة، بالرغم من تطور الكثير من العمليات النوعية، منها العمليات الإستشهادية ومنها العمليات النوعية غير الإستشهادية، لكن ما زالت عملية الإستشهادي أحمد قصير تحتل المرتبة الأولى، بانتظار أن يأتي يومٌ وتُنافسها عمليةٌ أخرى تتقدم عليها.
من هذه العملية، من تاريخها المميز، لأن الحدث هو الذي يُعطي للزمان أحياناً قيمته وعظمته وأهميته، اخترنا أن يكون يوم الإستشهادي أحمد قصير، يوم العملية التاريخية، أن يكون يوماً لشهيد حزب الله.
اليوم هي بمناسبة الذكرى السنوية لكل شهدائنا فرداً فرداً، تعلمون أنه نحن عادةً يعني مركزية لا نُقيم لكل شهيد ذكرى سنوية، لأن هذا قد يكون مربك للناس وللحالة العامة، نتيجة كثرة عدد الشهداء، فغالباً نُقيم له ذكرى اليوم الثالث أو الأسبوع السبعة أو الأسبوع الأربعين، يُمكن في السنة الأولى، ولكن في الأعم الأغلب إلّا بعض الإستثناءات، أهاليهم الذين يُقيمون مجلس عزاء أو مناسبة في البلدة أو في القرية أو في حسينية قريبة.

أعداؤنا يُخطئون دائماً في فهم حركات المقاومة في منطقتنا

نحن نَعتبر يوم الشهيد يوم 11/11 يعني هذا اليوم هو بمثابة الذكرى السنوية لكل شهيد من شهدائنا، الشهداء العلماء والشهداء القادة، أسماؤهم كلها معروفة لكم، الشهداء الإستشهاديين العظام، الشهداء المجاهدين الذين استشهدوا في العديد من الساحات والجبهات والمواقع، الشهداء من الرجال والنساء والولدان، الذين ينتمون إلى مسيرة المقاومة، هذه هي ذكراهم.
كلمة عن الشهداء في هذه المناسبة وعن عوائل الشهداء، أهم صفة في شهداء هذا اليوم أنهم كانوا أهل إيمان، أهل عقيدة وأهل رسالة، إيمانهم الكبير بالله تعالى، وسعيهم للحصول على رضا الله عز وجل، وخوفهم من الله وحده، وطمعهم بما عند الله وليس بما عند الناس، وحبهم لله تعالى، وشوقهم إلى لقاء الله تعالى، هذه مميزات روحية وعنوية ونفسية عالية جداً.
أعداؤنا يُخطئون دائماً في فهم حركات المقاومة في منطقتنا، ليس فقط في لبنان، طبعاً هذه ليست خصائص فقط شهداء حزب الله، هي من خصائص شهداء الكثير من حركات المقاومة والمقاتلين من أبناء أُمتنا، هم يتصورون أن هؤلاء هم مجموعة من المرتزقة، لأنه مثلاً اليوم ترامب هو أصلاً يتصرف مع الجيش الأميركي على أنه جيش مرتزقة، مقابل الرواتب التي يتقاضاها ضباط وجنود في الجيش الأميركي، يُرسلون لأداء مهمات في العالم، في أماكن مختلفة من العالم، يتقاضى بمقابلها أموالاً أيضاً، هم يتصورون أن كل الناس على شاكلتهم، ولكنهم لا يَفهمون حقيقة هذه الأجيال من الشباب التي هي ليست أجيال جديدة، هؤلاء هم أحفاد صحابة رسول الله وأهل بيت رسول الله في بدر وأُحُد، في كل المعارك في صدر الاسلام، المؤمنين بالله، السَّاعين الى رضا الله،  العُشَّاق للقاء الله، طالبي الشَّهادة والقرب من الله سبحانه وتعالى،  هذه المسألة أعمق بكثير في خلفيتها الإيمانية والإنسانية والرُّوحية والأخلاقية، وبالتالي تصنع إنساناً آخراً ومختلفاً، لذلك كان هؤلاء الشُّهداء، كان قتالهم في سبيل الله، وكان قتلُهم في سبيل الله، ولذلك تنطبق عليهم الآيات التي تلوتُها في بداية الكلمة، سبيل الله هو سبيل الدّفاع عن الإنسان، عن وجوده وحرّيته وكرامته وعزّته وعِرضِه وشرَفِه وسعادته وسلامته وأمنه، سبيل الله هو طريق الدفاع عن المستضعفين والمظلومين من الرجال والنّساء والولدان، سبيل الله هو سبيل الدفاع عن المقدّسات وتحرير المقدّسات، هذا هو سبيل الله الذي سار فيه هؤلاء، سبيل الله هو طريق الصّمود والمواجهة لكل الطّغاة والقوى المستكبرة في العالم التي تريد نهب خيرات أُمّتنا وثرواتها وإذلالها، ولذك تجدون شهداءنا، شهداء هذا اليوم استشهدوا في هذا النوع من المعارك، وفي هذا النوع من السّاحات والجبهات والميادين، اليوم نقول لهم هنيئاً لكم، كل يوم يمضي نتعرّف على الحياة أكثر وعلى مصاعب الحياة وعلى بلاءات الحياة، وأصلاً هذه الدُّنيا هي مبنيّةٌ على البلاء والإمتحان والإختبار، ولا راحة لمؤمنٍ الاّ بلقاء ربه. كل يوم يمضي ننظر الى شهدائنا ونقول لهم هنيئاً لكم، هنيئا لكم من كل قلوبنا، هنيئا لكم الشّهادة، هنيئا لكم هذا الوسام الإلهي الرّفيع، هنيئاً لكم هذا الرّزق الإلهي الذي لا ينقطع، هنيئاً لكم هناءة العيش وكرامة الحياة في جوار الله وملائكته وأنبيائه وأوليائه الصالحين، هنيئاً لكم عُلُوّ الدّرجات، ولذلك نحن نتطلّع الى شهدائنا برضى، برضى بمشيئة الله وباختيار الله وباصطفاء الله لهم، ونفتخر بهذا الاصطفاء وبهذا الإجتباء وبهذا الإنتخاب الإلهي لإخوةٌ لنا، لأبناءٍ لنا، لرجالٍ ونساءٍ وأطفالٍ منّا ليكونوا شهداء في هذه الموقِعة وفي هذا المقام، ولذلك يُقال أنَّ امير المؤمنين (ع) في اللّحظات الأخيرة، عندما كان يجودُ بنفسه في موقع الشهادة بعد أن تعرّض لضربة السّيف على رأسه في الصّلاة، كان ينظر الى السّماء ويتلوا هذه الآيات: "إنّ هذا لهُوَ الفوزُ العظيم، لمِثلِ هذا فليعمل العّامِلون"، حقيقةً بالنسبة للشهداء المسألة كذلك. الآن الشهداء رحلوا هنيئاً لهم. في كربلاء، الحسين (ع) يقول لولده علي الأكبر يهنّئه بالشهادة وهو يجود بنفسه هنيئاً لك يا بنيّ ما مضمونه،  لقد استرحت من همّ الدنيا وغمّها وبقيّ أبوك ليتحمّل المسؤوليات ولو في السّاعات القليلة المتبقيّة في يوم العاشر من المحرّم. ونحن نقول لشهدائنا هنيئاً لكم لقد استرحتم من همّ الدّنيا وغمّها وفزتُم والله فوزاً عظيماً، وبقينا نحن في الإمتحان والاختبار والإبتلاء الذي نحتاج فيه الى التحصين والتسديد والبصيرة والثبات والتقوى والورع وحسّ المسؤوليّة. أمّا في الدّنيا وما تركوه لنا، تركوا لنا كل هذه الانتصارات والانجازات العظيمة، الشهداء وعوائل الشُّهداء عندما أتحدّث عن انتصارات هم جزء من المنظومة التي صنعت هذه الانتصارات، حزب الله، بقيّة حركات المقاومة في لبنان، في المنطقة، محور المقاومة، الجرحى، الأسرى، المحررون، عوائلهم، المجاهدون، المقاتلون، البيئة الحاضنة، المؤيدون، الداعمون، المساندون، كلهم منظومة واحدة، ولكن في الصّف الأمامي في هذه المنظومة الشهداء لأنهم جادوا بغاية الجود وعوائل الشهداء الذين قدّموا أغلى ما عندهم من فلذات الأكباد والأعزّة والأحبّة.

 ببركة عوائل الشهداء هؤلاء كبرت وتعاظمت هذه المقاومة

أدخلونا في زمن الانتصارات وفي زمن الانجازات، دائماً يجب أن نُذكّر بإنجازاتهم وإنتصاراتهم وما حققوه لنا لنعرف فضلهم علينا وعلى النّاس، ونشكر لهم هذا المعروف ونعترف لهم بهذا الفضل، دائماً عندما نُذكّر بتحرير الأرض بلا قيد وبلا شرط، خروج المحتلين الصّهاينة من أرضنا بلا جوائز وبلا اتفاقيات وبلا مكاسب وبلا ترتيبات أمنية، تحرير الأسرى وأجساد الشهداء سوى بعض الملفات العالقة، طبعاً في تحرير الأرض سوى الملف الذي يجب أن يُستكمَل في كل الأحوال، مزارع شبعا وتلال كفر شوبا والجزء اللبناني من بلدة الغجر، من إنجازاتهم، دفع الأخطار الكبرى عن بلدنا كما حصل في السنوات الماضية في مواجهة الهجمة الارهابية التكفيرية التي لو نجحت لغيّرت وجه لبنان، لغيّرته ديموغرافياً وحضارياً وإنسانياً وأمنياً، لأصبح لبنان شيئاً آخراً إن بقيَ إسمه لبنان. القوّة والمُنعة التي ارجعتونا ايّاها لنؤمّن حماية بلدنا وشعبنا بقوّة الرّدع، الموقع المتقدّم والمتين والعزيز في مواجهة العدوّ والذي نشهد مظاهره في كل مواجهة. حوّلونا من بلد يعتقد به الإسرائيلي أنه لا يحتاج لاجتياحه أكثر من فرقة موسيقيّة، الى بلد ينظر اليه كبار قيادة العدوّ أنه أصبح تهديداً وجودياً، هذا أصبح أرفع رتبة، تهديد مركزي استراتيجي، الآن بعد الحديث عن الصواريخ الدقيقة أصبح تهديد وجودي، هذا ببركة هؤلاء الشهداء وإخوان هؤلاء الشهداء. وما نحن فيه اليوم من عزّةٍ وكرامةٍ واقتدارٍ وحضورٍ وأهمّيةٍ وموقع، إنما ببركة دمائهم وتضحياتهم وجهادهم، أيضاً ببركة عائلات الشهداء، العائلات الشريفة التي منذ اللّحظة الأولى صبرت، واحتسبت، وتحمّلت، وضحّت، وواست، وحملت دماء شهدائها لتستنهض بها الهِمم، وتشحذَ بها العزائم وتُحوّلها الى سيلٍ هادرٍ من الحماسةِ والعنفوانِ والإندفاعِ في أجيالٍ من الشباب والشابات والرّجال والنساء وحتى الأطفال.
 ببركة عوائل الشهداء هؤلاء كبرت وتعاظمت هذه المقاومة، وكانوا بحق الآباء والأمّهات والزّوجات والأبناء والبنات ومجمل العائلة، كانوا  بحق ودائماً الصّوت الزينبيّ المرتفع بقوّة وبشجاعة في مواجهة كل الطّواغيت الذي يُعبّر عن دماء أعزّائهم الزّكية الحسينيّة. وكانوا بحق، كما أنّ الشهداء كانوا حجّة الله على الناس، فإنّ عوائل الشهداء كانوا وما زالوا أيضا حجّة الله على الناس بصبرهم ووعيهم واحتسابهم ورضاهم وتألّقهم الإنساني والإيماني والأخلاقي ودفاعهم المتواصل عن المقاومة، في  كل مرحلة كانت المقاومة تُستسهدف فيها ماديّاً او عسكرياً أو أمنياً أو إعلامياً أو سياسياً أو معنوياً او دعائياً كانوا دائماً في الصّف الأمامي يدافعون عن المقاومة لأنهم يعتبرونها مقاومتهم، لأنّهم الأشدُّ صلة بهذه المقاومة، لأنها مقاومة أعزّائهم وفلذات أكبادهم وأحبّائهم الذين قدّموا أرواحهم وأنفسهم ودمائهم غاليةً زكيّةً في هذه المقاومة.
ولذلك اليوم الحمدلله، يوم 11/11/2019 المقاومة التي تنتمي الى هؤلاء الشهداء، والى عوائل هؤلاء الشهداء، هي في أوجّ قوّتها، وحضورها، وفعاّليتها، وأهميتها، كجزءٍ أيضاً من محور المقاومة في المنطقة، هي تشارك، هي في موقع متقدّم، وتشارك في صنع حاضر ومستقبل لبنان وفلسطين والمنطقة وتتحمّل أعباء كبيرة وعظيمة، وتفخر مقاومتنا انها جزء من محور المقاومة الرّاسخ والصّامد والمتقدّم والمنتصر.
اسمحوا لي أن أعبُر إلى الجزء الثاني من موقع الشهادة والمقاومة الى إطلالة على وضع المنطقة فقط في أمرين، نترك بقيّة الوقت للمستجدات اللبنانية، فقط في أمرين أعتقد أنهما على درجة عالية من الأهميّة، وإلا في المنطقة فنحن منذ فترة لم نتكلم عن أوضاع المنطقة هناك أمور كثيرة مهمّة ولكن أكتفي بأمرين.

يمن الإيمان والحكمة والصبر والصمود والجهاد والإنتصارات

الأمر الأوّل، يمنيٌّ، الموقف التاريخي الذي أعلنه من اليمن وفي اليمن القائد الشجاع والعزيز السَّيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في هذه الايام أول أمس، بمناسة الاحتفالات اليمنيّة بذكرى مولد النبي (ص)، فيما يعني الصّراع مع العدوّ الإسرائيلي، هذا الأمر توقّف أمامه وعنده قادة العدوّ كثيراً ويجب أن نتوقّف عنده ايضاً نحن كأبناء للمقاومة، كشعوب في لبنان وفلسطين وفي المنطقة معنيّة بالصّراع مع العدوّ الإسرائيلي. قبل يومين هذا القائد الجهادي والعزيز أعلن بوضوح، ورداً على تهديدات إسرائيلية، أنّ الإسرائيلي كان قد هدّد بضرب اليمن والإعتداء على اليمن، وقف في حشود كبيرة جداً وهائلة سأعود لها تباعاً بكلمة، وقال: "إذا اعتديتم على اليمن فنحن سنردّ وبأقصى الضّربات، ولن نتوانى عن الرّد"، يتكلّم من أين؟ من اليمن، من صنعاء، من الصّعداء، من محافظات اليمن، وأيضاً قال بأنّ معركتنا وصراعنا مع العدوّ الإسرائيلي ينطلق من إيماننا، من ديننا، من التزامنا، هذا يعني أن له خلفية إنسانية وإيمانية وأخلاقية ودينية، لأنهم دائماً يحاولون إعطائه بُعداً سياسياً وصراعأً بين دول وما شاكل، أهمّية هذا الكلام ما هو؟ تارةً هناك خطيب إمام مسجد أو أمين عام حزب أو  قائد جماعة في مكان ما في العالم العربي أو الإسلامي وخرج يهدد الصّهاينة، تارةً أخرى لا، هذا التهديد يصدر عن قائد لجبهة ما زالت تقاتل مدّة خمس سنوات قوى العدوان المدعومة أميركياً وبريطانياً وغربياً، جيوش وأسلحة جوّ وأعداد هائلة من المرتزقة وفي جبهات واسعة، هذه التهديد صادر عن قائد يقود جبهة بدأت تمتلك، باتت تمتلك أسلحة متطورة ومتقدمة جداً من صواريخ ومن سيارات وغير ذلك وتمتلك شجاعة إستخدام هذه الصواريخ وهذه المسيرات وإستخدمتها بالفعل وتحدّت بها كل العالم، من موقع الغربة والمظلوميّة وحق الدفاع عن النفس، هذا التهديد صادر عن قائد لجبهة مقاتلوه يقاتلون في كل الجبهات ويحققون إنتصارات نوعيّة أقرب إلى المعجزات، والمعجزة بالمعنى العسكري، وأخرها كان عمليّة نصر من الله. إذا نحن هنا نتحدّث عن قائد له مصداقيّة كبيرة، عن قائد يستطيع أن ينفّذ هذا التهديد وكان دائماً ينفّذ ما يقول وما يعد به. الإسرائيليّون هنا توقّفوا جيداً، اُلقيت خطابات كثيرة في العالمين العربي والإسلامي، لم نجد لها أثراً لا في الإعلام الإسرائيلي ولا عند المسؤولين الإسرائيلييّن، ولكن هذا الخطاب وجدنا أثره العميق قبل يومين، لماذا؟ لأنه ينطلق من مصداقيّة، إسرائيل اليوم إذاً لديها إعلان واضح وصريح وقوي إعلان بعنصر أو عامل قوي وإضافي ومهم جداً في محور المقاومة، اليمن، اليمن، يمن الإيمان والحكمة والصبر والصمود والجهاد والإنتصارات، هو يعلن بشكل واضح وصريح وهو قادر على ذلك، شعوب منطقتنا، حركات المقاومة يجب أن تعتزّ بهذا الإعلان وترى فيه عامل قوة جديد وإضافي ومهم وإستراتيجي، لأنه اليمن وموقع اليمن والبحر الأحمر، وأيضاً قدرته على الوصول إلى كيان العدو، هو لم يكشف أوراقه، لم يقل ماذا يريد أن يضرب وأين يريد أن يضرب، وفي أي جغرافيا أقصى الضربات، وهذا مهم جداً، وأيضاً العدو يجب أن يعرف هذه هي البيئة الإسترايتيجة الجديدة التي كنتم تهربون منها، التي كنتم تتأمرون مع الاميركيين والعالم كله على شعوبنا لتنسى فلسطين ولتنسى العداء معكم ولتتخاذل هذه الشعوب ولتسكت هذه الشعوب وتتراجع، هذه هي قوة جديدة وفي بلدان وأماكن وذات مصداقيّة وحيويّة وفعاليّة وشجاعة منقطعة النظير تدخل في جبهة المواجهة، هذا تطور على مستوى عال جداً من الأهمية. بعض الناس لا يدركون أهمية ما حصل، ولكن العدو وأبناء المقاومة، كلاهما يدرك جيداً هذا التطور المهم.
أمر أخر، هذه الحشود، هو لم يكن يخطب في مؤتمر صحفي، حشود أود ان أتوقف عندها أيضاً لدقيقتين، أعداد هائلة رأيتموها على التلفزيونات وإن كان أيضاً أغلب التلفزيونات لا نتقل هذا الحدث الكبير جداً، حشود هائلة في صنعاء وفي جدة، عفوا في جدة! إن شاء الله في جدة، في صنعاء وفي صعدة وفي حجة وفي المدن المختلفة ملىء العين والبصر، ولا يوجد لعبة كاميرا تجعل الألف 100 ألف و10 آلاف، مئات الآلاف كانوا حاضرين تحت الشمس في منتصف النهار لساعات يفترشون الأرض والتراب والطرقات وليسوا جالسين في قاعة ولا على الكراسي ولا مكيف ولا شيء، ومحتمل في أي لحظة أن يقصف الطيران ، البلد في حالة حرب، ويجلسون ساعات ويستمعون لقائدهم ويؤيّدون موقفه ومنطقه. هذا الحشد حقيقة، أنا هذا المشهد جذبني وأذهلني، وأنه حسناً تحت الشمس هذه الأعداد الهائلة والكبيرة وفي هذه الظروف الصعبة، الذي يكشف عن مدى عشقهم ومحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، هذا يكشف عن مدى إيمانهم عندما يقال عن يمن الإيمان، وأيضاً هو رسالة سياسيّة، أود أن أختم بها هذا الأمر، عظيمة جداً أنه شعب بعد 5 سنوات حرب وعشرات آلاف الشهداء بالحد الأدنى من مقاتلين ومدنييّن، ومئات الآلاف المهددين بالموت، بالكوليرا والمرض، وبلد محاصر إقتصادياً ومالياً، وحكومة صنعاء لا تملك حتى أن تدفع الرواتب للموظفين في كثير من الأحيان، ويتعرضون لأشد الصعوبات والتهديد والتهويل والغربة ومع ذلك يحضرون بهذه الأعداد الهائلة ليعبّروا عن موقفهم وعن ثباتهم، هذه رسالة قوية لكل طواغيت العالم، ولشعوبنا هذه التي تراهنون على خوفها وعلى يأسها وعلى تراجعها وعلى سقوطها أمام الفقر والجوع والحرمان والحصار لتتخلى عن نبيها أو عن إيمانها أو عن دينها أو عن حريتها أو كرامتها أو مقدساتها أو قضيتها المركزية، هي لن تفعل ذلك على الإطلاق، والشعب اليمني، يثبت ويطلق هذه الرسالة إلى كل أنحاء العالم، وكذلك شعوب أخرى في المنطقة، هنا أعود وأقول تكمن سر القوة في هذا المحور الذي ننتمي إليه، محور قوته الحقيقة في إيمانه وعقيدته وروحيّته وفي حبه لله ولرسول الله، في إيمانه بالقضايا الإنسانيّة، في إيمانه بالمقدسات، في إستعداده العالي للتضحية، وليس مرهوناً بما يحصل عليه من مال أو مكتسبات أو إنجازات على المستوى الشخصي او المتاع أو الملذات، وإن كان هذا أمر يسعى إليه الإنسان في الدنيا وبشكل مشروع ويجب أن يتحقّق، ولكن لا يتسند إليه لا في إندفاعته ولا في إنطلاقته ولا في موقفه.

إستراتيجية ترامب فشلت والحرب مع ايران إنتهى إحتمالها

 الأمر الآخر هو موضوع الجمهورية الإسلامية في إيران، في الأشهر القليلة الماضية كان هناك شبح حرب، الكل كان يبني، بعض الدول الأقليمية كانت تبني حسابتها على فرضيّة حرب أميركيّة على إيران وأنا ذكرت أن بعض القوى المحليّة للأسف في لبنان كانت تبني حساباتها على فرضيّة حرب من هذا النوع، أستطيع اليوم بإختصار أن أقول أنّ هذا الإحتمال إذا كنّا لا نريد أن نقول أنّه إنتفى بشكل قاطع 100 %، هو إبتعد بنسبة 99,99 %، وعلى كل دول المنطقة وشعوب المنطقة والمحاور المتصارعة في المنطقة أن تبني حساباتها على هذا الأساس، ومن كان يراهن على حرب من هذا النوع عليه أن يضع هذه الحرب جانبا. 
مشهد التبدّل في لغة العديد من دول المنطقة وبعض دول الخليج التي كانت في موقع الصراع مع الجمهوريّة الإسلاميّة، دون أن ندخل الآن في التسميات، أيضاً في هذا الأمر كان واضحاً صمود إيران بعد مضي كل هذا الوقت من خروج ترامب من الإتفاقية وفرض عقوبات شديدة على إيران، إيران صمدت وتجاوزت هذه المرحلة طبعاً هذا لا يعني أنها لا تعاني صعوبات ولكن صعوبات ستتمكن من التغلب عليها. اليوم مراقبون إستراتيجيّون في أميركا والغرب وحتى في كيان العدو يكتبون مقالات تقول في إيران فشلت، لأنه إستراتيجية ترامب ماذا كانت؟ الخروج من الإتفاق النووي، فرض عقوبات على إيران، محاولة لإسقاط إيران من الداخل، الضغط على إيران، التهويل عليها بالحرب لجرها إلى طاولة المفاوضات، هذه إستراتيجية ترامب، الحرب إنتهى إحتمالها، إيران صمدت، وتجاوزت صعوبات الإتفاق ولا زال منذ سنة ترامب جالساً ينتظر الهاتف الذي لن يرن، وبالتالي هذه الإستراتيجية فشلت وإيران اليوم تخرج قوية مقتدرة عزيزة حاضرة في موقعها الإقليمي الكبير وفي تبنيها لقضايا المنطقة وشعوب المنطقة.
 طبعاً، آخر خبر جميل عندما كنت أقرأه قلت في نفسي، الآن إذا ترامب يستمع للخبر سينفلج وسيجن و"يخوت"، لأن أنتم تعرفون أن ترامب كل حساباته ماذا؟ حساباته نفط ودولار ولا أي شيء آخر. رأينا في شرق الفرات في سورية في لحظة من اللحظات تخلى عن حلفائه الذين قاتلوا إلى جانبه ومعه، جاء أحدهم ووضع نظريات طويلة عريضة وأصبح يقول بأن الأكراد حتى في النورماندي لم يشاركوا معنا في القتال، يعني إستدلال سخيف، لكن ترامب أعاد النظر في قرار الإنسحاب من شرق الفرات وأبقى على قوة أميركية من أجل أي شيء؟ من أجل حقول النفط في شرق الفرات، يعني النفط بالنسبة إلى ترامب هو الذي له قيمة، ليس أنه أقيم أهم أثمن، كلا، هو الذي له قيمة، أما الإنسان حتى لو كان حليفاً وصديقاً ورفيق سلاح، في أي لحظة من اللحظات ترامب يدير له ظهره ويتخلى عنه. حقول النفط هذه كلنا رأينا أمس سماحة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران الشيخ حسن روحاني يقول، أعلن بشكل رسمي عن إكتشاف حقل ضخم في إحتياطي 53 مليار برميل نفط، ترامب حقيقة سينجلط. جلست لأحسبهم، أنه إذا كل يوم إيران صدّرت من هذا في المستقبل، أكيد عندما تعود للتصدير مليون برميل باليوم، كم من الوقت هذا الحقل بحاجة لينفّذ؟ كم جيل؟ لن أقول لكم ما هي حساباتي مخافة أن أكون مخطئ في الحسابات، وأوضح سماحته أن هذا الحقل المكتشف مساحته تبلغ 2400 كيلومتر مربع في إقليم خوزستان جنوب غرب البلاد ويصل عمق الطبقات النفطية في الحقل إلى 80 متراً، الأهم أنه تم إكتشاف الحقل بفضل جهود الشركة الوطنية الإيرانية للنفط منذ عام 2016 حتى الأسبوع الماضي، يعني شركة وطنية إيرانية، خبراء إيرانيون، متخصصون إيرانيون، أنا عن قصد اتكلم بالموضوع من أجل بعد ذلك عندما أتكلم بالوضع اللبناني، حسنا، اليوم الحمد لله إيران تخرج وعلى ذمة الموقع، موقع خبراء إقتصاديين يقدر قيمته على السعر الحالي تقريباً بأكثر من 3 ترليون دولار، يجب أن تقولهم لترامب، يجب أن تقول له كم برميل نفط وبالدولار كم تساوي لكي تكتمل الجلطة على كلا الحالتين.
إذا في المنطقة أيضاً يخرج مركز هذا المحور من دائرة إحتمال الحرب ويتجاوز أصعب مرحلة في تاريخه، يخرج قوياً مقتدراً ويمن الله تعالى عليه بهذه الإمكانات والآفاق الجديدة. 

 

اليوم هناك دعوة حقيقية لمكافحة الفساد ووضع اليد على الفاسدين 
 
نأتي إلى أوضاعنا اللبنانيّة، النقطة الأولى فيما يتعلق ببحث الحكومة، التكليف والتأليف وطبيعة الحكومة والنقاشات الدائرة في البلد، أنا الآن لن أتحدث بشيء لأن اللقاءات متواصلة والاستشارات قائمة، ثنائياً وثلاثياً وما شاكل ولسنا مضطرين لأن ندلي الآن بأي كلام وبأي موقف وكل الأبواب نتركها مفتوحة لنصل لأفضل نتيجة ممكنة لبلدنا.

النقطة الثانية وهي نقطة مركزية أود التركيز عليها بالحديث، دائما في الخطب السابقة منذ 17 تشرين بدء الحراك الشعبي في لبنان، أنا دائما كنت أقول يجب أن نبني على الإيجابيات ونركّز عليها.
من أهم الإيجابيات الموجودة الآن، أن هناك نقطة اجماع مهمة جداً وتحظى بدعم شعبي قوي جداً في كل الساحات، من نزل إلى الشارع ومن لم ينزل. في موضوع المطالب والقضايا المرفوعة، هناك نقاط خلافية حتى بين المتظاهرين أنفسهم، مثلاً مطلب إلغاء الطائفية السياسية ليس معلوما إن كان مطلب الجميع؟ مطلب قانون انتخابي قائم على لبنان دائرة واحدة وعلى أساس نسبي سواءً داخل القيد الطائفي، ليس معلوماً ان كان مطلب الكل، أو خارج القيد الطائفي أكثر أيضا ليس معلوماً أنه مطلب الكل.
هناك مطالب عديدة، عناوين عديدة طرحت في الحراك وعبّر عنها الناس أو سياسيون او إعلاميون أو قيادات اعتبرت نفسها أنها معنية بالحراك هي ليست مطالب اجماعية، عندما يأتي البحث الجدي والحوار الجدي من الواضح أن هذه ليست مطالب اجماعية ولكن هناك مطالب اجماعية سمعناها من كل الساحات، كل الشاشات من كل المعنيين، من كل الناس وفي مقدمها مثلاً موضوع مكافحة الفساد ومحاكمة ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة والمسروقة، هذا ليس فيه نقاش. هذا فيه اجماع وطني حقيقي عابر للطوائف والمناطق والأحزاب حتى من هو في داخل الحراك لا يريده وليس مقتنعاً به لا يجرؤ أن يخالفه علناً. 
هذه نقطة إيجابية. اليوم، بفضل ما حصل لا أعتقد ان اليوم يستطيع أحد أن يحمي فاسدا، لا حزب سياسي، ولا قوة سياسية، ولا زعامة، لا مرجعية دينية ولا مرجعية سياسية، ولا طائفة، ولا مذهب، لا يستطيع أحد الآن أن يحمي فاسدين وهذا طبعاً تطور كبير حصل في بلدنا.
نريد أن نبني على هذه الإيجابية ونأتي نقول: اليوم هناك دعوة حقيقية لمكافحة الفساد ووضع اليد على الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة. وهذا الأمر لا يرتبط بأن الحكومة شُكِلت هذه الجمعة أو الأسبوع المقبل أو تأخر تشكيلها، هذا موضوع منفصل تماماً، لماذا؟ لأنه عند القضاء.
سأمنح عناية لهذا الموضوع، بالحديث عنه سنتكلم بعقل ومتطق ومسؤولية، وليس خطاباً حماسياً وشعارات.
بالنسبة لنا نحن بالحملات الانتخابية أعلنّا أننا سنكون جزءاً من حملة مكافحة الفساد أو مقاومة الفساد. كنا واضحين أن هذا الأمر يحتاج إلى وقت وإلى جهود لا يتوقع أحد منه إنجازات سريعة. ما أود توضيحه اليوم أكثر، لأن هناك كثر يقيسون مكافحة الفساد على مقاومة الإحتلال، هناك فارق بين الاثنين. هناك فروق موضوعية بالأدوات، بالوسائل، بالإمكانات، بالظروف، بطبيعة الاستهداف. الموضوع مختلف، مثلاً بمقاومة الاحتلال ما هي أدواته  ووسائله؟.
أولا، غطاء وطني موجود، غطاء قانوني موجود، غالبية الشعب اللبناني ضد الإحتلال  وتعادي إسرائيل، وأكيد هذا المعنى البيئة الحاضنة للمقاومة موجودة وبقوة والمقاومون موجودون.
الوسائل، قادة جهاديون، مقاتلون ومجاهدون، سلاح، وإمكانات، وعتاد، وعدة، وعقل عسكري واستطلاع وتخطيط وعمل ميداني واستهداف العدو، صح أم لا.
وحتى إذا أخذت أسيراً يمكنك الاحتفاظ به عندك، لا تسلمه للدولة مثلاً، لأنه إذا سلّمته للدولة وجاء الضغط الأمريكي، في اليوم الثاني سيخرج وكان هذا متفاهماً عليه. حتى لا تحتاج أنت في المقاومة إلى غرفة عمليات مشتركة، نحن دائما كنا  لا نقبل بغرفة عمليات مشتركة، كنا نقول توزيع أدوار من أجل السرية، من أجل دقة العمل.
إذا هذه عناصر المقاومة، مقاومة الإحتلال، تهاجم مواقع الإحتلال وتنصب كمائناً وتضرب وتستنزف العدو وتذله وترعبه وترهبه وتفرض عليه الخروج من أرضك. هذه معادلة المقاومة.
بالنسبة لمقاومة الفساد، الموضوع له أدواته وعناصره المختلفة بالكامل، لماذا مقاومة الفساد؟ انت تتحدث عن بلد فيه مسؤولين فاسدين وفيه موظفين فاسدين وفيه تجار فاسدين وفيه شخصيات مهمة بالبلد فاسدة أو متورطة بالفساد أو بالحد الأدنى متهمة بالفساد.
الهدف هو محاكمة هؤلاء، ومعاقبتهم، واسترداد الأموال المسروقة والمنهوبة منهم، هذا لا يحصل بوسائل مقاومة الإحتلال، هذا وسائله مختلفة. ما هي وسائله؟
طبعا هذا يحتاج بالدرجة الأولى إلى قضاء، قضاة، جهاز قضائي، قاضي نزيه مستقل، شجاع، لا يخاف، لا يخضع لضغوط السياسيين والقوى السياسية، ويعمل ضميره ويتصرف بشكل غير انتقائي.
إذا، مطلوب قاضي، وقانون يعمل به القاضي، ومعلومات تقدم كإخبار للقاضي، معلومات حقيقية ليس مثل بعض الحرتقات الموجودة الآن، أن فلان يرفع على الوزير إخبار هدر المال العام وكذا وكذا، يذهب إلى القاضي ليس لديه دليل ولا معطى ولا شيء، هذا لعب أولاد. لا إخبار أو معطيات يمكن أن يؤسس عليها قضية محاكمة عادلة ومنصفة، عادلة ومنصفة، لأنه لا يجوز الظلم بحق أحد. ويجب أن يكون هناك سجن لضب الفاسدـ وآليات لاسترداد الأموال المسروقة والمنهوبة إذا كانت في البلد أو تم تهريبها إلى خارج البلد.
هذه الإمكانات، هذه ليست إمكانات لا حزب، ولا حركة، ولا تيار، ولا جهة شعبية ولا إمكانات فورة شعبية أو انتفاضة شعبية حتى بدول العالم عندما تنتصر الثورة تذهب لتقر قانون وقضاء وتجد سجوناً وتخلق آليات وتأتي بالفاسدين وتحاسبهم وتعاقبهم وتسترد الأموال المنهوبة منهم.
صحيح أم لا هذا المنطق، إلا إذا كان المطلوب أو بذهن أحد مثلا أن مكافحة الفساد تعني أن كل شخص متهم بالفساد يأتي أحد ويشكل منظمة ثورية على طريقة الألوية الحمراء تقتل وتخطف وتجزّر، هذا لم يعد مكافحة فساد بل أمر آخر.
اليوم في هذه المعركة عندما أتحدث عنها الآن بهذه اللحظة لأن هذه لحظتها المهمة.
عندما بدأنا نحن بالفترة الماضية، قلنا سنلجأ إلى القضاء ولن نشهّر بأحد ولن ننزل الملفات بالإعلام، لأن هذا يؤدي إلى التشهير، لذلك هناك أناس يتصرفون بقدر فهمهم: أين ملفاتكم؟ لم تظهر ملفاتنا عند القضاء، نحن لا نريد التشهير بأحد وهناك ملفات موجودة لدينا أخرنا تقديمها لنرى الملفات التي تقدمنا بها لأنه ليس المطلوب أن نغرق القضاء وفقط أنه نحن نبرأ ذمتنا.
لا نحن معنيون أن نتابع هذه الملفات بالقضاء، اليوم، هناك قضاة موجودين ولا نقاش مهما كان هناك ملاحظات في الموضوع القضائي، لا نقاش أن هناك قضاة نزيهون وشجعان ويمكن الرهان عليهم.
2  قانون موجود، وقوانين موجودة، المطلوب قوانين جديدة، تطوير القوانين، هذا يعمل عليه في المجلس النيابي وإن كانت جلسة الغد أجلت، فإذا قضاء موجود، القواينن موجودة، ملفات موجودة، يجب أن تفتح، والناس التي تؤمن بمعركة مكافحة الفساد، من لديه معلومات يمكن أن يبنى عليها قضية فاليذهب وليتقدم بها إلى القضاء.
المطلوب اليوم، موقف من مجلس القضاء الأعلى، مطلوب اليوم من القضاة أنفسهم إذا كان هناك كلام يجب أن يقال عن ثورة او انتفاضة أو حركة تاريخية أو خطوة انقاذية كبرى في البلد ففي الحقيقة اليوم هي مرهونة بالجهاز القضائي وبمجلس القضاء الأعلى وبالقضاة وبضمائرهم وبمسؤولياتهم.
اليوم لديهم هذه الفرصة التاريخية، إذا لديه ملف يستطيع أن يستدعي أين كان، مين ما كان، وإن كان عليه حصانة يطلب رفع الحصانة عنه من الجهة المعنية.
اليوم بالتحديد حصل اتفاق بين كتلتي الوفاء للمقاومة وكتلة التنمية والتحرير، وأيضاً سيتم التواصل مع كتل أخرى لتقديم اقتراح قانون رفع الحصانة عن الوزراء، ليس الآن، منذ العام 1992، الوزراء الحاليين والسابقين من العام 1992، لتقديم هذا الاقتراح للمجلس النيابي.
وبالتالي كل الوزراء الذين تعاقبوا على المسؤولية يذهبون إلى القضاء المختص، لأن مجلس محاكمة الرؤساء والوزراء ليس فعالاً وربما غير موجود.
اليوم هذه الفرصة متاحة. طبعاً، هناك اقتراح قانون آخر مقدم من كتلة  الوفاء للمقاومة له علاقة برفع الحصانة عن الموظفين، وهناك اقتراح مقدم من تكتل لبنان القوي وكتل نيابية أخرى له علاقة برفع السرية المصرفية، هذا يحتاج لعمل، لكن بمعزل عنه اليوم، أنا رسالتي في يوم الشهيد، يوم الشهيد يعني يوم الشجاعة، يوم التضحية من أجل البلدن، من أجل حماية البلد، من أجل سلامة البلد، من أجل أمنه واستقراره، من أجل سلامته وعافيته وازدهاره.
أنا أقول للقضاة في لبنان: تمثلوا بهؤلاء الشهداء المضحين وليس مطلوباً منكم أن تقدموا دماءكم ولا أن تقدموا أرواحكم، وإنما مطلوب منكم خطوة جريئة وشجاعة وانقاذية، أن تتصرفوا بصلاحياتكم وبالقوانين المعمول بها، وأن تمتلكوا شجاعة عدم الخضوع لأي مرجعية سياسية أو دينية في البلد. واليوم معكم كل الشعب اللبناني في هذه المهمة التاريخية والعظيمة، ويتطلع إليكم. هذه ليست مهمة الحكومة، هي ليست مهمة مجلس النواب، هي ليست مهمة الرؤساء، هي مهمة القضاء الذي عليه أن يتحمل كامل المسؤولية.
وباعتبار أن الناس تقول أن القضاء يخاف، أو لا يخاف، حزب الله ما بعرف "شو"، هذا ليس إعلاناً جديداً، وسابقا تحدذت بهذا الموضوع، لكن الآن سأكرره أيضاً في هذه اللحظة الحساسة جدا.
أنا بصفتي، مع التواضع، بصفتي أمين عام حزب الله والذي هو مرجعية حزب الله، الذي هو مرجعية وزرائه في الحكومة، نوابه في المجلس النيابي، ويشكل غطاءً في مكان ما لموظفين في إدارة الدولة أو رؤساء بلديات أو ما شاكل وعاملين في القطاع العام، أنا أتوجه الآن إلى مجلس القضاء الأعلى وإلى القضاة المعنيين، إن كان هناك ملف له علاقة بأي مسؤول من حزب الله تفضلوا يا أخي ابدأوا بنا، ابدأوا بنا. وأنا أقول لكم لا تخافوا، أنا أضمن لكم احترام حزب الله لخطوتكم، وأضمن لكم تشجيع حزب الله لعملكم، ومن لديه قضية، ومن لديه إخبار، لأن هناك أناس يكتبون على مواقع التواصل الاجتماعي، شخصيات وهمية أو حقيقية، تكتب على مواقع التواصل الاجتماعي وتوجه الاتهامات شمالا ويمينا، كلام على الورق فقط، لديك معطيات على فساد، هل أحد من حزب الله نهب مالاً عاماً، سرق مالاً عاماً، متورط في فساد مالي أو إداري، تفضل هذه اللحظة التاريخية، اذهب للقضاء المختص وتقدم باخبارك. النائب أو المدعي العام أو الخاص ولا أعرف ما هي اصطلاحاتهم، إذا يعتبر أن هذا الإخبار يمكن أن يبنى عليه قضية، فليقوم باستدعاء الوزير أو النائب او رئيس البلدية او الموظف اذا كان محسوباً على حزب الله، وأنا أضمن له طلب رفع الحصانة عنه إلى حين اقرار قانون رفع الحصانة، ولا تستثنوا أحداً ولا تعملوا على أساس سياسي، وعيب في مكافحة الفساد والفاسدين أن نعمل على أساس ستة وستة مكرر وتوازن طائفي. المكافحة يجب أن تكون عابرة للطوائف. الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين له، تفضّلوا. اذا كنا اليوم نحتاج الى خطوة عملية للاستجابة لوجع الناس وآلام الناس اليوم، هذا الأمر مرهون بالقضاء، وعلى كل القيادات السياسية الرسمية والشعبية والدينية الخ.. في البلد ان تغطي قراراً من هذا النوع لأنه المسار السليم. 
النقطة الأخيرة المفصّلة قليلاً: نحن مضطرون بطبيعة الحال في هذه الايام أن نتكلم بالموضوع المالي والاقتصادي، وان كنت لست خبيراً بالشأن المالي والاقتصادي، لكن ان شاء الله نصبح خبراء، بالعسكر ندعي أننا أصبح لدينا خبرة نتيجة تجربة طويلة، يتعلم الانسان، بمقدار ما هو واضح هناك أمور واضحة لا تحتاج الى كثير من الاختصاص ويمكن أن نفهمها، وإن شرحها للناس ممكن، وأنا أود في المقطع الأخير من كلمتي، وإن كنت سوف أحتاج القليل من الوقت الإضافي لأن وضع بلدنا حساس كثيراً الآن، لاتحدث في هذا الموضوع لأقول: لدينا خيارات، لدينا بدائل، ولدينا آفاق، وفي الوقت نفسه أريد أن أبين من زاوية أخرى في الموضوع نفسه، مسؤولية الولايات المتحدة الامريكية عن الصعوبات الاقتصادية والمالية الموجودة في لبنان، والإعاقة التي تقوم بها الحكومات الامريكية المتعاقبة، وخصوصا الحكومة الأخيرة التي تمنع على لبنان أن يستعيد عافيته وأن يخرج من مأزقه المالي والاقتصادي، بل هي تعمل على تعميق هذا المأزق، لنعرف كما في المعركة العسكرية في المقاومة المسلّحة يجب أن تعرف القوى الحليفة والصديقة والخصم والعدو، أيضاً في الموضوع الاقتصادي والمالي يجب أن تعرف من الصديق ومن الحليف ومن الخصم ومن العدو ومن يضع يديه في ظهرك من أجل دعمك ومساعدتك من أجل التقدم للامام، ومن يضع خنجراً بظهرك حتى إذا تقدمت خطوة للأمام تشعر انك سوف تقع، هذا أيضاً من شروط النجاح في مواجهة الأزمات المالية والاقتصادية. سوف أدخل من زاوية المسؤولية الاميركية، وسوف أشرح بعض العناوين لأن هذا الموضوع لوحده يحتاج ساعة من الكلام، وكمقدمة، الكل يعلم أنه بالموضوع المالي والموضوع الاقتصادي، وخصوصاً حين نذهب الى الموازنات، الدولة لديها إيرادات، هذه الايرادات تدخل لمصلحة الدولة. هذا عنوان ايرادات، وهناك عنوان النفقات. الدولة يجب أن تنفق اموالاً، يجب أن تدفع معاشات، يجب أن تبني بنية تحتية، يجب أن تنفذ مشاريع ويجب أن تهتم بالناس، شيخوخة، الأمراض، الأطفال، الصحة الى آخره، لكن هناك ايرادات وهناك نفقات باستمرار، هذه المعلومات لم تعد صعبة، ويجب على كل الناس أن تعلمها،  مثل أي شخص في بيته، يعمل ويحصي المال من أجل تأمين حاجات عائلته وأولاده من طعام وطبابة ومدارس وثياب الخ... وبالنهاية ما المقدار الذي يحصله من المال يجب ان يعيش به.  اذا كان المال لا يكفيه من أجل العيش، يجب ان يقترض، وسوف يتراكم دينه ويكبر، في الوقت الذي ايراداته على حالها، هنا سوف يقع بالعجز ويصبح لديه وضع حياة صعبة جدا، هذا بالعائلة. الدولة والوطن والشعب هو هذه العائلة الكبيرة الشيء نفسه، اذا إيراداتها أقل من نفقاتها يجب أن تقترض، ويأخذ الدين بالتزايد إلى وقت يصبح لديك حالة عجز، وتصل إلى وقت إذا كان هذا الدين بالفائدة لا تصبح قادراً على سداد الفائدة المتعلقة بالدين، التي يطلق عليها خدمة الدين العام. 
من أهم وسائل العلاج ببلد لديه وضع اقتصادي حين نأتي لبلد كلبنان، نجد، وهنا لا نريد أن نحاكم سياسيات، فقط نريد ان نوصف واقعاً، القطاع الانتاجي في لبنان مضروب، والقطاع الزراعي في أسوأ حال، والكل يعلم ما هي سياسات الدولة وما هو مقدار اهتمامها بالقطاع الزراعي، والناس تزرع وتستدين بكل المناطق وفي آخر المطاف لا تجد سوقاً من أجل تصريف الانتاج أو تبيع انتاجها الزراعي بأقل من كلفة الانتاج، وفي كل عام نجد مظاهرات للمزارعين يرمون الفواكه والخضروات والبطاطا وما إلى ذلك على الطرقات في حركة احتجاجية.
الزراعة في البلد وضعها صعب جداً وهي قطاع انتاجي مهم. الصناعة في البلد وضعها صعب جداً وهي قطاع انتاجي مهم. حركة التجارة تراجعت بدرجة كبيرة جداً. لبنان بلد خدمات جاءت دول أخرى أخذت منا مساحة واسعة من الخدمات بالسياحة، وبعد قليل أرجع الى الأمركيين لأقول ما يفعلون بالبلد، ليس بحزب الله، بل بالبلد. أيضاً موضع السياحة تأثر بدرجة كبيرة جداً.
حسناً، تريد انتاجاً، يجب أن تحرّك عجلة الاقتصاد. اذا لم يصبح هناك زراعة وصناعة وتجارة وخدمات وسياحة، لن تتأمن فرص العمل، وسوف يبقى هناك اعداد كبيرة من الشباب والشابات اللبنانيين بلا عمل، عاطلين عن العمل، الناس تجلس في بيوتها، سوف تزداد حالة الفقر، وسوف تزداد حالة العجز، وسوف نبقى نعيش على الدّين، وفي آخر المطاف سوف يصلون بنا إلى حالة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ويخرجون لك نموذجاً كاليونان، وسوف يأتي من يسلب البلد، وينهبونك تحت عنوان أن يبقيك على قيد الحياة. من أجل ذلك يجب أن نبحث هل هناك من آفاق، لذلك كنا في مناقشة الموازنة السابقة، نقول ان هذه المنهجية،  منهجية الذهاب مباشرة إلى جيوب الناس، وزيادة الضرائب والقيمة المضافة والرسوم، ومد الأيدي إلى معاشات النّاس وإلى الحسومات التقاعديّة العائدة للناس، هذا خطأ، أول شيء دعونا نذهب لنبحث، هل هناك آفاق أو لا توجد آفاق؟ أنا سأتكلم فقط عن بعض الآفاق التي يقفلها علينا الأميركيّون.
أولاً، الشركات الصينيّة، الصين اليوم لديها أموالاً هائلة، والشركات الصينية جاهزة لتأتي إلى لبنان وتستثمر بمليارات الدولارات، وتقوم بمشاريع انتاجية في لبنان، وتلتزم مشاريع مهمة في لبنان، وبأسعار مناسبة وهذا سيحرّك عجلة الإنتاج والإقتصاد وسيؤمّن فرص عمل كبيرة. هناك من سوف يخرج ليقول كلا يا سيد، هذا غير صحيح، ليس ممنوعاً على الشركات الصينية أن تأتي، أنا أقول ممنوع ومعلوماتي أنه ممنوع على الشركات الصينيّة ان تأتي لتعمل في لبنان، سأقول لكم لماذا، وأتمنى أن أكون مخطأ والحكومة الجديدة تملك جرأة وشجاعة أن يذهب رئيسها أو وفد رئيسي منها إلى الصين وفتح أبواب لبنان أمام الشركات الصينية. نحن نريد أن نأكل العنب، نحن لسنا هنا لنتحدى أي أحد، لماذا ممنوع؟ لأن الأميركيين يمنعون ذلك، الأميركيون يمنعون ذلك، هل يوجد أقرب من الكيان الصهيوني إلى الأميركيين في المنطقة، حكومة نتنياهو فتحت الباب أمام شركات صينية، وقدمت مشاريع مهمة جداً، وإستثمرت أموالاً كبيرة في فلسطين المحتلة وأخذت مناقصات فوارقها كبيرة، فإستفاق الأميركيون وفركوا أذن نتنياهو. جون بولتون قبل إستقالته جاء إلى فلسطين المحتلة ببداية العام 2019 وأجرى لقاءات مع المسؤولين الإسرائيليين، وهدّدهم بأن هذه المتابعة بالعلاقات الإقتصادية التجاريّة مع الصين ستؤثّر على دعمنا العسكري وإلتزاماتنا الأمنيّة تجاه إسرائيل، وإلتقى مع عدد من المسؤولين، وأكثر من جلسة شكّلها نتنياهو للمجلس الحكومي المصغر، الذي عادة يناقش قضايا الأمن القومي، لمناقشة موضوع العلاقة مع الشركات الصينيّة، وضبضبتها، وتقيبدها، ومحاصرتها، هذا مع إسرائيل صديقتهم، وهم محتاجون إلى الشركات الصينيّة، لكن الأميركيّين منعوهم. اليوم، وهذا موجود في الصحافة الأميركيّة والأجنبيّة، أحد أسباب الغضب الأميركي على رئيس الحكومة العراقية السيد عادل عبد المهدي ما هو؟ أحد الأسباب، هو ذهابه إلى الصين وعقد إتفاقات بما قيمته، بعض الأنباء قالت 400 مليار دولار وبعضهم قال 500 مليار دولار، هذا خط أحمر عند الأميركيين، الأميركيون يخوضون حرب تجارية مع الصين، حسناً، نحن في لبنان ما هو دورنا وعلاقتنا بالحرب التجارية الأميركية مع الصين؟! حسناً، ممكن أن يقول أنتم يا حزب الله ورطّونا بالصراع بين أميركا  وإيران، حسناً من من اللبنانيين يورط لبنان بمشاكل بين الصين وأميركا؟ من له علاقة؟ ليس لأحد علاقة، حسناً، لماذا نحن يجب أن نكون مع الاميركيين ونخضع للأميركي بشيء يمكن أن ينقذ بلدنا، إذا فتحت الابواب أمام الشركات الصينية، بأن يأتوا ليقوموا بمشاريع كهرباء وسدود وطرقات، والجماعة عرضوا مشاريع مهمة جداً.
حسناً اليوم هذه الشركات الصينية ذهبت إلى سورية لأنها لا تخاف من ترامب ولا تخاف من الاميركيين وتريد أن تستثمر في سورية وتريد أن تعيد الإعمار في سورية والحكومة السورية فتحت لها الأبواب، لأن الحكومة السورية خارج دائرة السيطرة والنفوذ الاميركي، لماذا لبنان يجب أن يخضع للنفوذ الاميركي في هذا الموضوع، نريد أن نفتل الكرة الأرضية كلها، رئيس حكومة لبنان مضطر أن يبذل ماء وجهه عند كل الرؤساء والزعماء في العالم ليأتي بوديعة، أو أن يأتي بإستثمار، أو أن نأتي بقرض ونعود ونسدده من جيوب اللبنانيين حتى نحرك العجلة الاقتصادية في البلد، فلتأتي الشركات الصينية وتحرك العجلة الاقتصادية وبشروطك، وبمناقصات، من الذي يمنع؟ الأميركيون، هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم كمنقذ للشعب اللبناني. 
ثانياً، الشركات الإيرانية، الرسمية والشعبية، من المانع؟ وأنا تكلمت بهذا الموضوع سابقاً لا أريد أن أفصل فيه مجدداً، قادرين أن يأتوا إلى لبنان وينفذوا استثمارات ويأمنوا فرص عمل، لكن ممنوع. حتى الروسي، ليس عندي معلومات كثيرة، لكن هناك شبهات حول هذا الموضوع أيضاً. 
إذاً فرص أن تأتي دول أو شركات من دول مهمة بالعالم أو بالمنطقة حتى تستثمر في لبنان وتحرك عجلة الاقتصاد في لبنان، الفرص موجودة، الذي يمنع هذه الفرصة ويعيقها هو سياسات الولايات المتحدة الأميركية. 
ثالثاً، الإعمار في سوريا، أنا سمعت كثير من المسؤولين اللبنانيين ومن جملتهم رئيس الحكومة، في عدة مؤتمرات، أهمية دور لبنان في إعمار سوريا، لو يُفتح باب أن تذهب الشركات اللبنانية إلى سوريا وتشارك بالإعمار - هناك شركات تذهب متخفية وبأسماء مموهة - لكن رسمياً العالم خائفة، لماذا الشركات اللبنانية لا تذهب إلى سوريا؟ لأن هناك عقوبات أميركية، وهناك تهديد أميركي، الذي يشارك بالإعمار في سوريا سيوضع على اللوائح، إذاً فلنبقى "متختخين" في لبنان، لا نستطيع أن نفعل شيئاً، هؤلاء الأميركيون أم نحن؟ ما علاقة حزب الله والمقاومة بهذا الموضوع؟ ليس له علاقة، هذا له علاقة بالاستهداف الأميركي لسوريا وبالعقوبات على سوريا وتغيير النظام في سوريا. 
وأنا أعرف - لن أسمي الآن الدول حتى لا أحرج حكوماتها - أنا أعرف أنه في بعض الدول العربية شركات وتجار كبار ومؤسسات ذهبت إلى سوريا ووجدت استعداداً كبيراً من السوريين لاستقبال هذه الشركات للمساهمة في الاستثمار وإعادة الإعمار في سوريا وعندما عادوا إلى بلدانهم اتصل بهم السفير الأميركي وهددهم بأن أي شركة من هذا البلد تذهب إلى سوريا سيتم وضع أصحابها على لوائح العقوبات، هذا نفس الشيء على لبنان، في الوقت الذي فتح الأبواب لمشاركة لبنانية في إعادة الإعمار في سوريا سينهض بالاقتصاد اللبناني إلى ما شاء الله لعشرات السنين، بكل شيء. 
رابعاً، الضغط الدائم على لبنان بالموضوع الأمني، إذا أحد يريد أن يستثمر في لبنان، أياً كان، غير التهديد بالعقوبات، كل فترة يقول لبنان بلد غير آمن، هذه كذبة، هذه كذبة أميركية، يا إخواني وأخواتي وكل اللبنانيين الذين يسمعون، راجعوا الصحف الأميركية والمواقع الأميركية المتخصصة، واللهِ، تاللهِ، لبنان أكثر أمناً من أي ولاية في الولايات المتحدة الأميركية، هذا لبنان، لبنان أكثر أمناً من واشنطن نفسها، لأنه نحن لا تنعكس علينا الأخبار، إقرأوا  في السنة إحصائيات في واشنطن أو في أي ولاية أميركية وقارنوها بالنسبة المئوية، شاهدوا نسبة حوادث القتل وحوادث جرح واشتباكات إطلاق نار وحوادث اغتصاب وحوادث سرقة يتبين أن لبنان أمام أي ولاية أميركية جنّة من الأمن والأمان، لكن الأميركيبن يشتغلون سياسة ترهيب حتى يخيفوا العالم ولا يأتوا إلى لبنان ويستثمرون، هؤلاء الأميركيون. 
أيضاً، العقوبات، العقوبات هي سيف ذو حدين، عندما بدأوا بالعقوبات، اليوم حتى حاكم المصرف كان يتكلم عن هذا الموضوع، العقوبات الأميركية تركت أثراً على الاقتصاد اللبناني وعلى الوضع المالي اللبناني وعلى المصارف في لبنان، تركت آثاراً، من يضغط على المصارف؟ حزب الله؟! نحن ضغطنا على المصارف؟! نحن أقصى شيء بعض مدراء البنوك عتبنا عليهم وقلنا لهم لا تكونوا ملكيين أكثر من الملك، هناك أسماء لم تنزل على اللوائح لماذا تشطبون حساباتهم من الآن؟ هكذا فقط، لم نقل سنقوم بمسيرات على المصارف ولم نقل نريد أن نحتل المصارف، ولم نقل شيئاً. من الذي كل يوم وكل مدة يأتي مسؤول من الخارجية الأميركية أو الخزانة الأميركية ويمارس عملية ترهيب للمصارف في لبنان؟! الأميركيون. من الذي يضع تشدداً هائلاً على تحويل أموال إلى لبنان أو من لبنان؟! الأميركيون. من سيستثمر بمناخ من هذا النوع؟ حجتهم الضغط على حزب الله، أنا من أول يوم قلت لهم، ضعوا عقوبات كما تريدون، أموالنا ليست بالبنوك، ويعرفون هم أموالنا من أين - ليس هناك داعٍ أن نتكلم أكثر، كل العالم يعرف - وكيف نأتي بأموالنا، العقوبات على القطاع المصرفي هي عقوبات على لبنان وعلى الشعب اللبناني، هذا لا يضغط المقاومة، العقوبات على القطاع المصرفي هي لإحداث الفتنة بين اللبنانيين، لإيجاد صراع داخل المجتمع اللبناني، تحريض اللبنانيين ليحمّلوا المقاومة المسؤولية، لكن هو المعيق، هو الذي يعطّل عجلة الاقتصاد في بلدنا. 
حسناً، الضغط على المغتربين اللبنانيين، إخافتهم، إرعابهم، أغلب التحويلات المالية من المغتربين اللبنانيين التي كانت توجد فرص عمل في لبنان، كان يُعمر بيوت وأبنية "وفيلل"، وينشأ مشاريع، هذا أغلبه عُطّل بسبب السياسات الأميركية والترهيب الأميركي. تحويل الدولار والعملة الصعبة من المغتربين إلى لبنان، كم هي الصعوبات التي تعانيها الآن؟ في الوقت الذي كان يقدم سيولة كبيرة في البلد. 
يا إخواننا، إذا بقينا نستقرض ونستدين فنحن ذاهبون من عجز إلى عجز، يجب على الدولة أن تُنشّط القطاع الزراعي وتُنشّط القطاع الصناعي. الآن وأنا أتحدث معكم هناك فرصة تاريخية أمام الشعب اللبناني، أمام كل المزارعين في لبنان وأمام كل الصناعيين في لبنان، ما هي الفرصة؟ هي العراق، العراق اليوم 35 ، 39 مليون - لا أعرف، كل شخص يقول شيء - بلد كبير وبلد غني وسوق يتنافس عليها الكثير من دول المنطقة، الشعب العراقي يحب الشعب اللبناني، العلاقة بين العراق ولبنان ممتازة، إذاً ليس هناك مشكلة، عندنا مشكلة واحدة، كيف يصل الانتاج الزراعي اللبناني  إلى العراق؟ كيف يصل الانتاج الصناعي اللبناني إلى العراق؟ السوق العراقي قادر أن يستوعب الانتاج الزراعي والصناعي اللبناني عشرات المرات ومئات المرات، هذا إلى ماذا يؤدي؟ سيعيد تحريك عجلة الزراعة بكل المناطق، سيحيي المصانع بكل المناطق، سيفتح أفقاً أمام مصانع جديدة، يعني فرص عمل جديدة، هذا كله على ماذا يتوقف؟ على خطوة، لأنه لا يمكننا أن نصدّر بالبواخر ولا نصدر بطاطا على العراق بالطائرات، هذا ليس له منطق، يجب أن تصدر عبر البر، هذا متوقف على خطوة واحدة، أن الحكومة اللبنانية تتفاهم مع الحكومة السورية، لأن المعابر من لبنان إلى معبر البوكمال، معبر البوكمال الذي عمل الأميركيون في الليل وفي النهار من أجل أن لا يُفتح، وهذه أيضاً أحد أسباب الغضب على رئيس الحكومة العراقية السيد عادل عبد المهدي، أنه أصر على فتح معبر البوكمال مع سوريا.
 خذوا مني وأنا أعرف تفاصيل، الأميركيون لم يتركوا وسيلة ضغط حتى إلى مستوى التهديد لمنع فتح معبر البوكمال إلا وقاموا بها. لكن كان هناك قرار عراقي سيادي بفتح معبر البوكمال، الحجة، الكذب، هي أن معبر البوكمال يعني سيمرر صواريخ إلى لبنان، وأنا بأكثر من مناسبة قلت لهم، نحن لسنا بحاجة إلى أن نأتي بصواريخ من معبر البوكمال، أصلاً لدينا صواريخ زيادة عن حاجتنا والله "ملبكين" أين نضعها. هذا ادعاء كاذب، الأميركيون يعرفون أن معبر البوكمال سيحيي الاقتصاد السوري، سيحيي الزراعة في سوريا والصناعة في سوريا، لأنه سيؤمن سوق عراقي ضخم في سوريا، وأيضاً سيحيي اقتصاد لبنان.
كل المطلوب أن لا نذهب ونلف العالم، ولا أن نستقرض ولا شيء ولا يتفضل علينا أحد ويمن علينا أحد، أن يذهب وفد رسمي بقرار حكومي من لبنان - أعلم أن هذا الكلام سيزيد الضغط الأميركي - لكن يجب أن يعرف الرأي العام اللبناني الحقائق، يذهب إلى سوريا ويتفاهم مع الحكومة السورية، نأخذ تسهيلات على المعابر بين لبنان وسوريا ونأخذ تسهيلات على معبر البوكمال وإذا هناك ضرائب نعمل على تخفيض الضرائب كي يحصل المزارع اللبناني أو الصناعي اللبناني أرباحاً معقولة ويُفتح شريان الحياة، شريان الحياة وليس عرق، ليس شريان فقط بل نهر من الخيرات ممكن أن يُفتح بين لبنان وبين العراق ونصدر إنتاجنا الزراعي، ونصدر إنتاجنا الصناعي، وأعيد وأقول لكم الشعب العراقي يحب اللبنانيين، يحب الشعب اللبناني، أين المشكلة؟ والطريق مفتوح، فقط يجب أن نتفاهم مع الحكومة السورية، ممكن أن يقال يا سيد أنت علاقتك ممتازة مع السوريين "ظبطها"، هكذا؟! هكذا نريد أن ننقذ البلد؟! لا، بكل صراحة أنا لا أستطيع أن "أظبطها"، هذه المنهجية خاطئة. لماذا لا نذهب إلى سوريا؟  الآن هناك أحد مقتنع في لبنان أو غير مقتنع، يجب أن نتحدث بالمنطق، نريد أن ننقذ البلد، إنقاذ البلد ليس بمزيد من القروض ومزيد من الفوائد، إنقاذ البلد بتحريك عجلة الإنتاج والبحث عن أسواق، هذا الذي ينقذ البلد، هذا الذي يجعل البلد يتعافى. أنا أقول لكم بصراحة، الأميركيون، ممنوع، ممنوع الحكومة الحالية والتي قبلها والتي قبلها، هذه التي يسمونها حكومة حزب الله، والله لو كانت حكومة حزب الله كانت بعد ساعة واحدة من الثقة وأول قرار تأخذه أن تذهب إلى سوريا، لو كانت حكومة حزب الله. الأميركيون لا يريدون أن نجد لزراعتنا سوقاً، ولا يريدون أن نجد لصناعتنا سوقاً، ولا يريدون أن يرسل المغتربين أموالاً إلى لبنان، ولا يريدون لأحد أن يستثمر في بلدنا، ولا يريدون للصين أن تستثمر ولا يريدون إيران ولا يريدون روسيا، "يا عمي" هناك دول جاهزة أن تقدم هبات، حتى الآن هناك تردد "رجل لقدام رجل للوراء". لذلك أنا في الخطاب الأخير قلت نريد حكومة سيادية، ماذا يعني سيادية؟ يعني تأخذ المصالح الوطنية اللبنانية بعين الاعتبار، وتملك شجاعة أن تقول للأمريكي هذا الموقف هو خلاف المصلحة الوطنية اللبنانية، " اسمح لي وحل عن سماي".
أيضاً بموضوع النفط والغاز، كل اللبنانيين معلقين آمالاً على موضوع النفط والغاز، من يضع عصياً بالدواليب، من المعيق؟ من يضع فيتو؟ من الذي يوقف ترسيم الحدود ويريد أن يخضع لبنان للشروط الإسرائيلية، أليس الأميركيون؟ هذه شواهد، الآن أنا أضرب عصفورين بحجرٍ واحد، أقول هناك أفكاراً وهناك آفاقاً للخروج مما نحن فيه - هذه بعض الأفكار - وبنفس الوقت أقول أن الأميركي هو المسؤول عن هذه الإعاقة وعن هذه المخاطر وعن هذا التعطيل الذي نعاني منه منذ سنوات طويلة جداً. 
لذلك، اللبنانيون اليوم مدعوون للوعي، مدعوون لقرار كبير. 
أريد أن أستفيد هنا بكلمتين وأعلق على كلام بومبيو، بومبيو يقول - لن أعلق على كلامه عن العراق الأخوة العراقيين يجيبون - أنه يجب أن نمد المساعدة للشعب اللبناني للتخلص من الفساد الذي جاءت به إيران إلى لبنان. عجيب الوقاحة، عجيب الكذب، عجيب الظلم، عجيب الافتراء، أين الفساد الذي جاءت به إيران إلى لبنان؟ دلني عليه يا سيد بومبيو ويا أصدقاء السيد بومبيو، إذا هناك فاسدين في لبنان وطبعاً هنالك، أغلبهم من أصدقائكم ومن حلفائكم ومن أدواتكم ومن أناسكم. 
ثانياً، يقول بومبيو يجب أن نقدم المساعدة للشعب اللبناني للتخلص من النفوذ الإيراني، لماذا أنا يوم السبت في يوم أربعين الحسين عليه سلام من أول يوم قلت للمتظاهرين وللمحتجين والذي قلت أغلبهم صادقون وأقدرهم وأحترمهم انتبهوا ممن يركب الموجة وهناك أناس ركبوا الموجة، هؤلاء الأميركيون، هو لا يرى بكل الاحتجاجات والمظاهرات في لبنان، لا يرى ألم الناس ولا جوع الناس ولا مناداتها بمحاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة وفرص العمل وإلخ... يرى معركته هو، معركة النفوذ الإيراني، ماذا يعني النفوذ الإيراني في لبنان؟ إذا نريد أن نترجمها من الإنكليزي إلى العربي، ماذا يعني النفوذ الإيراني؟ يعني النفوذ الإيراني - طبعاً هذا ليس اتهام لأي مؤسسة سأذكر اسمها ولكن للتأكيد - يعني النفوذ الإيراني بالقطاع المصرفي؟ إذا هناك بنك يتعامل مع أحد إيراني يضعوه على العقوبات ويقفلوه. النفوذ الإيراني بالجيش اللبناني الممنوع أن يأخذ أي مساعدة من إيران، النفوذ الإيراني بالنفط وبالغاز وبالتلزيمات وبالشركات، النفوذ الإيراني بقوى الأمن الداخلي، النفوذ الإيراني بماذا؟ أين يوجد نفوذ إيراني في لبنان؟ نعم، بفهمه هو، بترجمة عقله، النفوذ الإيراني يعني المقاومة، حتى نفهم الترجمة، النفوذ الإيراني يعني المقاومة، يعني كل ما يريده الأميركي ماذا؟ أن يتخلص لبنان من مقاومته، إذا لبنان عنده يد تحميه، إذا عنده يد تهدد ليستعيد نفطه وغازه ويستثمره بحق، ليستعيد أراضيه، ليستعيد مياهه، ليحافظ على كرامته، ليحافظ على أمنه وسيادته وسلامته، ليكون جزءاً أساسياً من المعادلة، لتسأل عنه الدنيا، هذه اليد اسمها المقاومة، الأميركيون يريدون أن تقطعوا يدكم. لذلك بهذه المرحلة الشعب اللبناني كله معني أن يحافظ على كل عناصر قوته، معني أن يحافظ على وحدته ولا يسمح لأحد أن يأخذه إلى الفراغ وإلى الفوضى ولا حتى على الحرب الأهلية، ويفكر بشكل جدي بمصالحه الحقيقية والوطنية التي تخرجه من المأزق المالي والاقتصادي والأزمة الحياتية والمعيشية التي يعيشها، هذا يحصل بالحوار وبالتلاقي وبالتعاون وأيضاً برفع اليد والغطاء عن كل الفاسدين.
وجمهور المقاومة بشكل خاص وبهذه المرحلة بالتحديد معني أكثر بالوعي، بالفهم، بقراءة التصريحات والبيانات وبالبصيرة، بالبصيرة، بالبصيرة. 
اليوم، في يوم شهيد حزب الله عهداً لشهدائنا الأطهار، الأعزة، الكرام، أن نحافظ على الكرامة وعلى العزة وعلى القوة وعلى المنعة وعلى الحماية وعلى الردع وعلى الموقع وعلى كل ما أعطيتمونا إياه بدمائكم، نحن قوم أوفياء لشهدائنا وأوفياء لشعبنا ولأمتنا ولمقدساتنا وأياً تكن الصعوبات ومهما بلغ التضحيات، نحن قومٌ لا نستسلم ولا نخلي الساحات حتى نرفع راياتنا في أعلى القمم الشامخة إن شاء الله. 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 


 

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل