معركة أولي البأس

لبنان

السيد صفي الدين: امريكا من فشل الى فشل
10/11/2019

السيد صفي الدين: امريكا من فشل الى فشل

أكد رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله سماحة السيد هاشم صفي الدين ان "امريكا من فشل الى فشل والحرب الناعمة هي اخر المحاولات الامريكية وستبقى تحاول بشن حروب ناعمة على الشعب الايراني وعلى الجمهورية الاسلامية وعلى محور المقاومة".

كما اكد السيد صفي الدين في حوار مع وكالة الانباء الايرانية ـ أرنا ان "سياسات امريكا تجاه ايران منذ اربعين عاما الى اليوم كلها فشلت وكل اوهامها تبددت والان يجب أن نسأل ماذا بقي لدى الامريكيين؟ لم ييق لديهم الا امرين؛ الامر الاول: العقوبات؛ امريكا تمسك باقتصاد العالم وتسيطر على البنوك في العالم وخلال مئة عام من الهيمنة والاستكبار والطغيان العسكري وصلت الى الطغيان الاقتصادي فيما ان الدولار الحاكم في كل العالم و انها تستخدم اليوم هذه القوة الاقتصادية.

الامر الثاني: الحرب الناعمة: من خلال الفيسبوك وتويتر ووسائل التواصل الاجتماعي. اليوم الامبراطوريات الاعلامية في العالم تخضع للهيمنة الامريكية.

امريكا بدأت تفشل في سياسة فرض العقوبات؛ العقوبات لم تجعل ايران أن تتراجع قيد انملة عن مواقفها وايران تستند الى ارادة الشعب الذي لديه الوعي والقيادة والمبادئ وفي مثل هذه الظروف بقيت امام امريكا خيار واحد وهو الحرب الناعمة باعتبارها اخر المحاولات الامريكية.

في لبنان شددت امريكا العقوبات في السنوات الاخيرة نتيجة فشلها في الحروب العسكرية؛  فشلها في حرب تموز ليس قليلا كما ان فشها في سوريا والعراق و اليمن وفي صفقة القرن ليس قليلا".

وعما يكون الرد على الحرب الناعمة اوضح السيد صفي الدين: "يجب مواجهة الحرب الناعمة بالوعي والحكمة والشجاعة والثبات وبان نكون مع الناس وجزءا منهم؛ اذا جاع الناس نجوع واذا تألم نتألم ونتحدث بلغتهم وبالصدق لان حينما يرى الناس أن من يتولى شؤونهم يعيش همهم، هم يتحملون لان شعوبنا شعوب مخلصة و مضحية ونحن وصلنا الى ما وصلنا اليه بفضل هذه الشعوب".

وفی جانب اخر من الحوار قال السيد صفي الدين ان "ما یحصل في العراق وفي لبنان علی مستوی المظاهرات متشابهان من جهة الازمات وضعطها على الشعب ونتيجة تراكم هذه الازمات؛ يعني هناك مشاكل اقتصادية واجتماعية ومعيشية حادة وضاغطة بشكل كبير وصلت الى مرحلة حصل فيها الانفجار. هذا الفساد في لبنان عمره اكثر من ثلاثين عاما و كل السياسات الحكومية السابقة كانت فاشلة من حيث تأمين معيشة الناس والبنى التحتية والاحتياجات الاولية كالكهرباء و الماءو معالجة مشكلة النفايات وهناك حالة التفشي للبطالة بشكل كبير جدا طبعا هذا ينتج مشاكل اجتماعية سنة بعد سنة وحكومة بعد حكومة وهذا الفشل ادى الى حالة الانفجار سواء في العراق او في لبنان"

ولكن ليس هذا كل ما يحصل نحن نعلم ان الولايات المتحدة الامريكية عندها برامج خاصة لتشكيل ما يسمى بالحركات المدنية؛ ان ما يحصل في العراق وفي لبنان له اوجه تشابه كثيرا من جهتين:

الاولى: من جهة الحاجة المعيشية الضاغطة على الناس

الثانية: دخول الامريكيين على الخط من التحريض والتوجيه السياسي.

امريكا وظيفتها هنا ان تؤجج الشارع بوجه الحكومة بهدف توجيه ضربات خاصة للحكومة التي تعتقد انها خارج مما تريده بشكل او باخر وهي غير راضية بشكل عام عن ادائها سواء في لبنان او في العراق. الدخول الامريكي على الخط هو الدخول الهادف و المبرمج وهناك اموال تأتي من دول خليجية.

طبعا بعض الناس قد لا يعجبهم هذا الكلام وقد يتخيلون اننا نقول هناك نظرية المؤامرة نحن نعتقد ان السبب الاكبر هو الفساد الموجود في لبنان و ضعف اداء الحكومات لكن الولايات المتحدة الامريكية استفادت من هذا الفساد الموجود ومن ضغط الناس لتدخل على توجيه حركة الناس وهذا طبعا يحتاج الى الوعي لكي نميز بين الامرين.

المشكلة الكبيرة اليوم هي الخلط حينما نخلط الوجع الحقيقي للناس مع المشروع السياسي الذي يريد ان يحقق مأرب سياسية، اذا تمكنت الشعوب و تمكن المخلصون أن يميزوا بين هذين الامرين اعتقد حينئذ سنجد مخرجا من هذه الازمات".

واضاف السيد صفي الدين "نحن نتحمل مسؤولية كبيرة في هذا البلد ونعرف مسؤوليتنا بشكل جيد ونعرف قيمة ثقة الناس بحزب الله و تحديدا لسماحة الامين العام سيد حسن نصرالله ويجب ان نستفيد منها لمصلحة الشعب اللبناني".

وشدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله بالقول ان "خطابات سماحة السيد كانت منذ اليوم الاول حريصة على مطالب الناس واعتقد ان كل اللبنانيين يعرفون تماما ان اكثر الجهات التي حملت وجع الناس ووقفت بوجه كل الحكومات السابقة حينما كنا في الحكومة و حينما لم نكن فيها، هي حزب الله وسماحة السيد اراد ان يقول للناس انما فعلتموه هو جيد لكن عليكم الانتباه.

وكان الخطاب الثاني لسماحته يبين بشكل اوضح ان هذا التحذير الذي جاء منذ اليوم الاول هو بدأ يقع وبدأ اللبنانيون يشاهدون كيفية توجيه هذا الحراك الصادق لتحقيق اهداف سياسية محلية واقليمية واهداف سياسية تخدم مصلحة امريكا و كان سماحة السيد كان يعالج هذه المشكلة بمزيد من ضخ الوعي والمعرفة لانها مهمة جدا في هذه المعركة وفي المرحلة الثانية يمكن للقائد كما فعل سماحة السيد ان يوضح بشكل افضل وترك خطابه الثاني تاثيرا كبيرا.

المرحلة الثالثة هي العلاج ومن هذا المنطلق الخطاب الثالث لسماحته كان يريد ان يبين ما هو العلاج والتدرج الذي استخدم في هذا الموضوع كان موفقا.الشيء الاهم بالنسبة الينا للوصول الى المخرج الصحيح هو أن نكشف هذا الوجه البشع والسيئ الذي يريدون ان يستفيدوا من وجع الناس لتحقيق مآربهم و تحديدا الولايات المتحدة الامريكية ونعلم ان امريكا في المنطقة عاشت ازمات كثيرة خلال عشر سنوات الماضية وخسرت كثيرا من مواقع  القوة والنفوذ و تحاول ان تعوض عن هذه الخسائر التي منيت بها في منطقتنا في ملف العراق وسوريا واليمن و لبنان وفلسطين وصفقة القرن و الان تريد ان تستمثر هذا الوجع الحقيقي للناس في لبنان لكي توجه سهامها و سهام حقدها على المقاومة وعلى هذا الحلف السياسي الذي ننتمي اليه والحمدلله كثير من الاشخاص في هذا الحرك كانوا متفاهمين و كانوا اصحاب العقل والوعي والمعرفة ونحن نقدر لهم ووعيهم وتجاوبهم مع كلام سماحة السيد".

وفيما يتعلق بموضوع قطع الطرقات في لبنان اوضح السيد صفي الدين ان "بعض السياسيين لجأوا الى هذا الخيار لانهم كان يشعرون بالضعف في الساحات. في الايام الاولى كانت الامور مختلفة وكان كثير من الناس نزلوا إلى الشارع غضبا اما بعد ايام اخذت الامور تتجه باتجاه الساحات ثم تخيلهم ان الساحات بامكانها ان تحقق اهدافا كبيرة للسياسيين فركبوا موجة هذا الحراك و تبين ان الامور اصبحت مختلفة.

الصبر الذي اعتمدته الحكومة اللبنانية وكذلك رئيس الجمهورية والذي اعتمده ايضا فريق سياسي كبير في لبنان وخطابات سماحة الامين العام لحزب الله وشجاعة بيان الموقف كله جعل هولاء يحسون ان الامور بدأت تتضح فلجأوا الي قطع الطرقات ليعوضوا عن خسائرهم".

واعرب السيد صفي الدين عن اعتقاده بان "الهدف الامريكي في لبنان معروف؛ امريكا تريد أن تجعل لبنان ساحة هادئة للعدو الاسرائيلي وتترك لهذا العدو ياخذ راحته في كل شيء بما فيه ترسيم الحدود وفي النفط والغاز لكن هذه الاهداف كلها فشلت.

امريكا لا تقرأ لبنان جيدة منذ أن بدأت المقاومة عملها بالقوة و الشدة، امريكا تعاني من عدم قراءة الواقع اللبناني بشكل جيد وهي تستمع الى البعض في لبنان وتقرأ التقارير بشكل خاطئ و تفهمها بشكل خاطئ".

إقرأ المزيد في: لبنان