ابناؤك الاشداء

لبنان

السيد صفي الدين محذراً: لعدم تحويل الشارع المطلبي إلى شوارع طائفية
03/11/2019

السيد صفي الدين محذراً: لعدم تحويل الشارع المطلبي إلى شوارع طائفية

أكد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين أن مقاومتنا اليوم قوية ومصانة ومحفوظة بفضل الأولياء الذين نعرفهم أو لا نعرفهم، وهي تتعاظم في أداء دورها حتى لو كانت الصعاب كبيرة والاستهدافات كثيرة.

كلام السيد صفي الدين جاء خلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله لسماحة آية الله العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي بمناسبة مرور أسبوع على رحيله، وذلك في حسينية بلدة عيتا الجبل الجنوبية، بحضور عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أيوب حميّد، رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان، مسؤول منطقة الجنوب الأولى في حزب الله الحاج عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات البلدية والاختيارية والثقافية والاجتماعية والتربوية، وحشد من أهالي البلدة والقرى المجاورة.

وشدد السيد صفي الدين على أننا نعرف تماماً أن الولايات المتحدة الأميركية ومعها العدو الصهيوني وشيوخ الغدر في الخليج، يتربصون بالمقاومة سوءاً للانتقام منها، وبالتالي على هؤلاء أن يعلموا أن المقاومة أقوى من أوهامهم وأحقادهم، ونحن كما تحملنا مسؤولية الدفاع عن بلدنا بالتضحيات والشجاعة والحكمة، فإننا جاهزون وحاضرون في كل الساحات لندفع عن بلدنا المخاطر المحدقة.

وقال السيد صفي الدين على ضوء ما حصل في بلدنا خلال الأسبوعين الماضيين يمكن أن نصل إلى الاستنتاجات الآتية، حيث أن ما حذرنا منه فقد بدأ يظهر وبشكل علني، حيث قلنا للذين خرجوا من الشوارع والساحات أن هناك أيادٍ ستعمل على قطف جهودكم واستغلال صرخاتكم المحقة، متسائلاً ألا تشاهدون اليوم بعض الجهات السياسية التي تريد أن تستثمر جهودكم لتحقيق ما كانت عاجزة عنه سابقاً؟ وهل تقبلون أن يعتبر هؤلاء أنهم غير مقصودين بالفساد بينما بعضهم هو من انتهج الفساد والإفساد، وهو من سبب بشكل مباشر باستفزاز الناس حتى نزلوا إلى الشارع.

وأضاف السيد صفي الدين إذا كانت الشعارات السياسية والأهداف متفاوتة ومنها ما يحتاج إلى عودة الحياة السياسية من تشكيل حكومة وما شاكل، فإن محاسبة الفاسدين فعلاً يجب أن تبدأ منذ الساعة، لأن المحاسبة ليست مرتبطة بأي أمر سياسي آخر، وبالتالي على القضاء في لبنان أن يتحمل مسؤوليته بشكل مباشر وفعلي وسريع، لا سيما وأن لديه ملفات وعنده أسماء، وبعض القضاة يعلمون تماماً من هم المسؤولون عن الفساد والإفساد في عناوينه الكبيرة، وهذا لا يحتاج إلى حكومة وإلى وضع سياسي جديد.

وتابع السيد صفي الدين إذا كان بعض السياسيين صادقين في ما يدعونه الآن، فليتركوا القضاء يأخذ مجراه، وليخرج من ملفاته القضايا الواضحة والحاسمة لأخذ الأحكام، وحينها سنرى من هو الصادق ومن هو الكاذب.

وأوضح السيد صفي الدين أننا في حزب الله منذ دخولنا إلى معترك العمل السياسي النيابي والحكومي، كنا دائماً نرفض وبشدة سياسة إرهاق الفقراء وذوي الدخل المحدود بضرائب ورسوم جديدة، وكنا ضد السياسات الاقتصادية والمالية التي تخدم المتحكمين من أصحاب النفوذ والفاسدين الذين يهتمون بطبقة الرأسماليين على حساب الفقراء، فهذه السياسات بالنسبة إلينا مبادئ لا تحتمل التبديل مهما كانت الظروف.

وختم السيد صفي الدين محذراً من تحويل الشارع المطلبي إلى شوارع طائفية، فهذا تهديد لكل المطالب المحقة لمعظم من نزل إلى الساحات، وهي تهديد لكل مواطن، وتجعل الطامحين بالتغيير يصابون باليأس، ولا ينقص بلدنا المزيد من الخيبات.

بدوره قبلان رأى أن هناك من يريد أن يستعمل هذه الساحات وهذا الشارع لغايات سياسية ولتصفية حسابات سياسية على كل المستويات، وعليه، نحن تحملنا وسنبقى نتحمل، وسنبقى نصبر على هذا الأذى، لأننا حريصون على السلم الداخلي والاستقرار الوطني، ولأننا آلينا على أنفسنا أن لا نعطي للمتربصين في هذا البلد ما عجزوا عنه في الميدان، ولأننا حريصون على وحدة مكونات هذا البلد.

وأكد قبلان أننا لن ننجر إلى فتنة طائفية بين مسلم ومسيحي، أو بين سني وشيعي مهما حاول البعض تغذية هذه الظواهر بالشعارات والسباب والشتائم الذي يفبرك في دواخل مخفية، ويطلق في الساحات على ألسنة بعض الجهلة.
وشدد قبلان على أننا نريد لهذا البلد والسطلة أن تسرع في إنجاز حكومة جديدة، ونتمنى أن لا تصبح هذه العبارة تتكرر لأشهر عديدة على ألسنة الناس كما كانت تتكرر في الماضي عندما كان يتعثر تشكيل الحكومات.

وتساءل قبلان كيف كانت المظاهرات تطالب وتهتف منذ أيام قليلة بإسقاط الحكومة واليوم تهتف بتسريع عودة الحكومة، وبالتالي نحن لا ندري ماذا جرى بين الأسبوع الماضي وهذا الأسبوع، ولا ندري إلى أين يريدون أن يأخذوا البلد، ولكن مسؤوليتنا وواجبنا حماية شعبنا ووطننا، والحفاظ على السلم الأهلي، والعمل على خدمة أهلنا وشعبنا وتلبية حاجاتهم ومطالبهم المحقة، بعيداً عن المزايدات السياسية والشعارات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

إقرأ المزيد في: لبنان