لبنان
لقاء تضامني مع سوريا في اليرزة بوجه العدوان التركي: مصيرنا واحد
استنكارًا للعدوان التركي على الأراضي السورية، قام لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية بزيارة تضامنية لسفارة الجمهورية السورية في اليرزة.
وخلال اللقاء، أدان وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمود قماطي الهجوم والعدوان التركي على سوريا بشدة، وقال "ندعو أهلنا الأكراد الذين ظلموا وكانت خياراتهم خاطئة في الرهان على أميركا للعودة إلى حضن السيادة السورية، وهم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، وندعوهم لأن لا يسمحوا لأحد باستغلالهم في أية معركة".
ودعا قماطي مجلس الأمن الدولي إلى "اتخاذ قرار عاجل يفرض على تركيا وقف عدوانها على سوريا فورا، والانسحاب من كامل الأراضي السورية، لأن سوريا كفيلة بأهلها وشعبها ولا تحتاج لا إلى جيش تركي ولا أي جيش آخر".
قماطي دعا أيضا جامعة الدولة العربية للعودة إلى عروبتها، مؤكدا أن الطريق إلى ذلك يمر عبر الطلب من سوريا استعادة مقعدها فيها.
قماطي أضاف قائلا "من لبنان المقاوم والوطني ومن هذه الأرض التي حرر مقاوموها وجيشها وأهلها الوطن من العدو الإسرائيلي والإرهاب التكفيري نقف مع سوريا ونؤكد علاقتنا المميزة معها، والتي وثّقت باتفاقات ثنائية، وندعو الشعب اللبناني للوقوف إلى جانب سوريا، وندعو الحكومة إلى تنفيذ الاتفاقيات الثنائية مع هذا البلد، وأن تعود العلاقات مميزة وأكثر".
وإذ لفت قماطي إلى أن "لبنان بحاجة إلى هذه العلاقة، طالب بخطوة عملية لأن الشعب والاقتصاد يتعلقان بشكل كامل بسوريا، ومصيرنا واحد وطريقنا واحد".
قبيسي
بدوره، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب هاني قبيسي في كلمته في اللقاء: "إنني جئت باسم حركة "أمل" إلى السفارة السورية لنؤكد أن هذه الدولة لا زالت في موقعها الطبيعي قلب العروبة النابض، وأن فلسطين ما زالت محتلة والقدس مسبيّة وكنسية القيامة تعرضت لكل ما تعرضت له على أيدي الصهاينة"، موضحا أن "مواقف سوريا المشرفة جعلتها عرضة لمخططات كثيرة لدعمها المقاومة الفلسطينية وعدم الرضا بتقسيم أو إذلال أية دولة عربية، كما أنها لم تكن يوما إلا إلى جانب الوحدة العربية، لذلك يجب أن نكون إلى جانبها وهي تتعرض الى اعتداء جديد".
وأوضح قبيسي أن "الاعتداء الإرهابي السابق حاول تدمير سوريا وثني عزيمتها عن مواجهة "إسرائيل"، وأضاف "الآن يتجدد الاعتداء بجيش يدخل شمال سوريا، وكل جندي غريب على أراضي سوريا دون اتفاق مع الحكومة هو جيش محتل، وهذا الاحتلال مرفوض ويخالف كل القوانين الدولية"، مشددا على "أننا لا نرضى أن تعتدي دولة على أخرى، فكيف إذا كانت سوريا الداعمة للمقاومة والتي طالما وقفت إلى جانب لبنان".
وأكد قبيسي أنه "من البديهي أن تكون العلاقات الرسمية بوجود سفارتين طبيعية لفك الحصار عن لبنان"، لافتا إلى أنه "علينا أن نوحد المواقف لندافع عن أنفسنا"، وقال إن "لبنان وسوريا بلد واحد، ونرفض كل السياسات الغربية التي نقلت المواجهات في المنطقة إلى واقع متدنٍّ".
فارس سعد
أما رئيس "الحزب السوري القومي الاجتماعي" فارس سعد فأكد أن لتركيا تاريخًا حافلًا في قتل شعبنا واحتلال أرضنا، وقال "لن نتخلّى عن أيّ شبر محتل ومُستَلب من أرضنا"، لافتًا إلى أنّ "توصيف "الرجل المريض" لم يعد حكرًا على تركيا بل ينطبق أيضًا على رئيسها رجب طيب اردوغان، الجزّار الّذي تتحكّم به غريزة الإرهاب، وهو صاحب الدور الأكبر في سفك دماء السوريين، وهو من احضتن المجموعات الإرهابية".
وركّز سعد في كلمة له خلال اللقاء التضامني مع سوريا بوجه العمليّة العسكريّة التركيّة في الشمال السوري في الحازمية على "أنّنا نحن في حالة حرب بمواجهة العدوان التركي الغاشم، وندعو إلى الانخراط في هذه المواجهة المصيريّة".
سعد أشار إلى أنّه "منذ بداية الحرب الكونيّة تخطّط تركيا وتمهّد لاحتلال أراضي سوريا، والدعم الّذي قدّمته الولايات المتحدة الأميركية للجماعات الكردية الانفصاليّة كان جزءًا من هذا المخطّط".
وأكد سعد أنّه "المخطّط ذاته الّذي اعتمده العدو الإسرائيلي تمهيدًا لاجتياح لبنان، فتمّ التحضير بعد تقديم الدعم للقوى الانعزاليّة لتكون جزءًا من عمليّة الاحتلال، غير أن المقاومة وبدعم من سوريا استطاعت أن تُسقط مشروع تقسيم لبنان وتدحر الاحتلال، إنّه المخطّط ذاته، والقاسم المشترك بين تركيا و"إسرائيل"".
وأوضح سعد أنّ "الخيار هو مقاومة العدوان، وكما انتصرت المقاومة في لبنان بدعم سوريا فإنّ سوريا ستنتصر ومعها كلّ قوى المقاومة".