لبنان
الحكومة تعود لدراسة الموازنة.. وحزب الله لا يسعى لتغيير المعادلات الداخلية
في الوقت الذي تقرع فيه تركيا طبول الحرب شمال سوريا ضد الأكراد الذين تخلت عنهم الولايات المتحدة، كانت الاهتمامات اللبنانية تعود إلى الموازنة مع عودة الحكومة لدراستها ومحاولة إرسالها إلى المجلس النيابي قبل انتهاء المهلة الدستورية في 15 الجاري.
إلى ذلك، أكد نائب الأمين العام في حزب الله الشيخ نعيم قاسم، أن محور المقاومة حقق ردعاً بوجه خطر الحرب في المنطقة، مؤكداً أن حزب الله لا يسعى لتغيير أي من المعادلات الرئاسية والحكومية.
هذا وقد حذر السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسبكين من أن الأميركيّين يهيّئون لفوضى في البلاد.
الشيخ نعيم قاسم لـ"البناء": محور المقاومة حقق ردعاً بوجه خطر الحرب في المنطقة
نائب الأمين العام في حزب الله الشيخ نعيم قاسم قدّم لهيئة تحرير البناء قراءة حزب الله لتطورات الأوضاع في المنطقة، في لقاء استضافه في مقره، عرض خلاله لتاريخ المواجهة بين محور تقوده واشنطن ويضمّ إسرائيل وبعض عرب الخليج، ومحور المقاومة الذي تقف إيران على رأسه ويضمّ سورية وحزب الله والمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق واليمن، مدققاً في الخلفيات الأخلاقية المتعاكسة للمحورين، بين محور ينتمي لأرضه وبلاده ويدافع عن حقوقه، وآخر يتطلع للهيمنة والعدوان وفرض الإملاءات، مفسّراً بهذا الفارق الجوهري تفوق محور المقاومة وتمكنه من خوض حرب غير متكافئة لجهة الإمكانات، والخروج منها بتحقيق الإنجازات، ولخّص الشيخ قاسم حصيلة المواجهة الدائرة في المنطقة، بالمشهد السوري الذي يرمز إلى خلاصاتها، حيث نجحت الدولة السورية بعد سنوات قاسية من المواجهة والمخاطر، من إعادة بسط سيطرتها على أغلب الجغرافيا السورية، وبات ثابتاً اتجاه عودة مشروع الدولة السورية كمشروع وحيد مطروح فوق الطاولة مع سقوط باقي المشاريع وتصدعها وتصادمها وتلاشي قدراتها، خصوصاً بعد هزيمة المشروع الإرهابي التكفيري الذي شكل ذروة الهجوم المعاكس عليها.
وخلص قاسم للقول إن محور المقاومة نجح في إقامة توازن ردع بوجه الهجوم الأميركي الإسرائيلي السعودي، ما جعل خطر الحرب وراءنا، مستعيداً مشهد إسقاط الطائرة الأميركية بقرار إيراني مستعد لتبعات المواجهة، بما فيها الذهاب للحرب التي لا تريدها إيران، لكنها لا تخشاها كثمن ضروري لحماية سيادتها، وما قابله من تراجع أميركي عن حرب كانت واشنطن تريدها، لكنها عندما جوبهت بالاستعداد والمقدرات والعزم ظهر كم أنها تخشاها. وترسّخت معادلة الردع التي تكررت مفاعيلها بعد هجوم أنصار الله على مجمع آرامكو، واصفاً معادلة المنطقة حتى الانتخابات الأميركية، بـ الستاتيكو الهشّ الذي لن يشهد حرباً كبرى ولا تسويات كبرى، لكنه قد يشهد بعض التسويات والحلول الصغيرة.
عن لبنان، قال الشيخ قاسم إن القرار الدولي الذي يقضي بمنع سقوط لبنان لا يزال ساري المفعول، رغم جدية العقوبات الأميركية التي تستهدف حزب الله، لأن العالم يدرك خطورة هذا السقوط، خصوصاً في مسألة النزوح السوري وتداعيات توجّهه نحو أوروبا، ومخاطر عودة تحدي الإرهاب وحضوره في لبنان وعبره، ولذلك يرفض الشيخ قاسم نظرية المؤامرة في قراءة الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه لبنان، ويعتبر أن تأثير العقوبات لا يتعدى الـ 1 إلى الـ 2 ، بينما يعيد الأزمة في جوهرها إلى النظام السياسي والاقتصادي الذي أهمل قطاعات الإنتاج، ويعمل بلا خطة، وبلا رؤية، ويستسهل الاعتماد على التبادلات المالية، والإنفاق العشوائي بلا حساب، والتوظيف بلا ضوابط قانونية، راسماً معادلة قوامها أن بعض الكلام عن دور مضخم للعقوبات الأميركية على حزب الله في صناعة التأزم ونظرية المؤامرة، بالحريض على حزب الله، بينما حزب الله بعد دراسة معمّقة لمفاعيل الأزمة لم يستنتج أن العقوبات من العوامل الرئيسية في صناعة هذه الأزمة، بحيث يمكن القول بأمانة إن حزب الله لا يرى نفسه من اسباب الأزمة، ومسبّبيها، لكنه يرى نفسه كمكون سياسي وشعبي ومشارك في المجلس النيابي والحكومة معنيّ بها، ويطمح ليكون مساهماً في حلها، وهو لا يقارب الحلول بعين التشاؤم والتفاؤل بل بعين السعي والعلم والجدية، ويعتقد أنه إذا حزمت القوى السياسية أمرها ووضعت جهودها المتضافرة نحو حلول حقيقيّة فتحسين الوضع الاقتصادي ممكن وليس ميؤوساً منه.
عن الوضع الحكومي، يقول الشيخ نعيم قاسم، إن كل ما يُقال عن أن لدى حزب الله موقفاً جديداً تجاه التفاهمات التي قامت عليها معادلة الحكومة الحالية، ليس صحيحاً، مؤكداً أن حزب الله لا يسعى لتغيير أي من المعادلات الرئاسية والحكومية، بل إن سعيه الحقيقي هو لتفعيل التعاون من ضمن هذه المعادلات لوضع سياسات اقتصادية تضمن مواجهة التحديات التي تضغط على المواطن اللبناني. وهو هنا بالتأكيد لا يتخلى عن نظرته الخاصة وثوابته، من دون أن يُحرج حلفاءه بها أو يفرضها على أحد، ومن دون يجامل حلفاءه. بعكس ذلك، فحزب الله لن يقبل بتحميل ذوي الدخل المحدود من اللبنانيين ضرائب جديدة، ولن يقبل بتجميد الرواتب، مفصلاً نظرة حزب الله للتحالفات التي يحافظ عليها ويعتقد أنها الأفضل في تاريخ الحياة السياسية اللبنانية، لأنها تقوم على احترام الخصوصيات وحق الاختلاف وتنظيمه، وتستثمر على المشتركات وتبني عليها، وهذا سرّ صمود ونجاح تحالفه مع كل من التيار الوطني الحر وحركة أمل، رغم وجود مراحل مرت على الحزب بدت خلالها صعوبة الحفاظ على الحليفين معاً، لكن ذلك حصل ونجح حزب الله مع حليفيه، ونجحا معه في إدارة خلافاتهما.
"الأخبار": السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في لبنان
صحيفة "الأخبار" نقلت عن السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبيكين أنه ليس متفائلاً هذه الأيام. تجربته اللبنانية ومتابعته لشؤون المنطقة متابعةً دقيقة وضعت بين يديه خلاصةً سياسية، مفادها أن الانفراجات لن تكون قريبة في معظم ساحات المنطقة. في التوصيف العام، يعود زاسبيكين إلى كلام الرئيس فلاديمير بوتين قبل أيام رداً على سؤال عن تحديات المرحلة الحالية والمقبلة، حين قال إن «الأمور تزداد صعوبة».
سريعاً، يستعرض الدبلوماسي أزمات العالم، والدور الأميركي في خلقها. من فنزويلا، إلى القارة الإفريقية، إلى آسيا وأوروبا وأوروبا الشرقية وأوكرانيا، والشرق الأوسط، يستخلص أن الأميركيين يناقضون تماماً الرؤية الروسية، التي تقوم على أساس احترام سيادة الدول والقانون الدولي.
ومن هذه الأزمات، يضيّق زاسبيكين مجهر تحليله إلى الوضع اللبناني. فهو، وإن كان يدرك تماماً حجم الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد، المتراكمة منذ سنوات طويلة، إلّا أنه يصف ما يحصل في أزمة العملة الأجنبية والشروط السياسية الاقتصادية على البلاد، بالخطّة الأميركية لإحداث الفوضى في لبنان. والفوضى، كما يريدها الأميركيون، هدفها ضرب حزب الله في لبنان ومِن خلفه خصوم أميركا في المنطقة. ويعطي مثلاً على ذلك، أن مجموعة العمل لأجل لبنان، والمُشَكَّلة من سفراء الدول الخمس الكبرى، كانت دائماً تضع في بندها الأول، مبدأ الحفاظ على الاستقرار الداخلي والوضع الأمني. لكنّه أخيراً، بات يشعر بأن الأميركيين يهملون هذا المبدأ، وهم في خطّتهم التي توصل إلى انهيار الوضع الاقتصادي وحصول غليان شعبي، إنّما يهددون استقرار لبنان في حربهم لتطويع خصوم أميركا، بدل الحفاظ على هذا البلد وحمايته.
لكن ألا تتأثر المصالح الأميركية في حال انهيار لبنان؟ يردّ زاسبيكين على السؤال بسؤال: في حال الانهيار الاقتصادي وانهيار الدولة، ما هي الجهة الوحيدة التي ستحافظ على تماسكها؟ ثم يجيب السفير على نفسه: إنه «حزب الله». من هنا، لا يتوقّع الدبلوماسي المخضرم ألا يغامر الأميركيون إلى هذا الحدّ، وسيحاولون إبقاء البلاد تحت الضغط والأزمة، والثبات على شفير الانفجار.
ومن لبنان، يناقش السفير الصراع في الخليج، من زاوية استبعاده حدوث الحرب، لكلفتها الباهظة على الجميع. لكنّه لا يرى أن الموقف الخليجي باعتبار إيران «شراً مطلقاً» مفيد لفتح باب الحوار بين الجانبين والبحث عن آليات للعمل المشترك بدل تبادل الاتهامات والحروب في الساحات، مؤكّداً أن الأحداث باتت تستوجب حواراً إيرانياً ــــ سعودياً من دون خلفيات مسبقة، ومشيراً إلى أن الأميركيين يستفيدون من هذا الصراع للسيطرة على أموال الخليج.
"الجمهورية": مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً..
على صعيد آخر، يترأس رئيس الحكومة سعد الحريري عصر اليوم جلسة لمجلس الوزراء مخصّصة لاستكمال درس موازنة 2020، وسيليها اجتماع للجنة الاصلاحية، على أن ينعقد المجلس في جلسة عادية الحادية عشرة والنصف قبل ظهر غد في القصر الجمهوري لدرس جدول أعمال عادي يتضمن رزمة من التعيينات.
وبَدا واضحاً للمراقبين أنّ النقاش الجاري في موضوع موازنة 2020، وبالطريقة التي يسير بها، لن يُمكّن الحكومة من إحالتها الى المجلس النيابي قبل 15 تشرين الاول الجاري، وفق ما وعدت، وهو موعد العقد العادي الثاني للمجلس.
خليل وباسيل
وعلمت «الجمهورية» انّ اجتماعاً طويلاً انعقد بين وزير المال علي حسن خليل ووزير الخارجية جبران باسيل، تركّز خلاله البحث على الشؤون الراهنة وموضوع موازنة 2020 والاصلاحات المطلوبة. كذلك تناول البحث موضوع التعجيل في إنجاز هذه الموازنة في مجلس الوزراء قبل 15 من الجاري، موعد دخول المجلس النيابي في عقده العادي الثاني.
وأفادت المعلومات انّ هذا الاجتماع شهد «أجواء إيجابية وجيدة»، وانه سيستكمل بخطوات واتصالات مع سائر الافرقاء في هذا السبيل، سواء لجهة التعجيل بالخطوات الانقاذية للبلد أو لجهة التعجيل بإحالة الموازنة الى المجلس النيابي سريعاً.
وزير المال
وسألت «الجمهورية» خليل عمّا اذا كان هذا البطء سيؤخّر إحالة الموازنة الى مجلس النواب؟ فأجاب: «يجب أن تصل قبل 15 تشرين الاول، هذا هو المطلوب، ولكن المهم الآن هو أن ينصَبّ العمل الحكومي في هذا الاتجاه، ويُسهِّل الوزراء هذه المهمة». ولفت الى «أنّ إنجاز الموازنة ضمن المهلة الدستورية يعطي إشارة إيجابية الى الداخل والخارج، مفادها أنّ الحكومة ماضية في عملها، وأنها قادرة على اتخاذ قرار الالتزام بوعود قَطعتها بإحالة الموازنة الى مجلس النواب قبل 15 تشرين الاول».
بري
وسألت «الجمهورية» رئيس مجلس النواب نبيه بري عمّا اذا كانت الاجواء تشير الى تَأخّر وصول الموازنة الى المجلس؟ فقال: «الدستور واضح في هذا المجال، وهو مُلزم بوصول الموازنة الى المجلس قبل 15 تشرين الاول، وهذا ما يجب أن يحصل، إلّا إذا كان الأمر خلاف ذلك، فلا أعرف».
فنيش
من جهته، شدّد وزير الشباب والرياضة محمّد فنيش، خلال حديثه لـ»الجمهوريّة»، على أهميّة إقرار الموازنة ضمن المهلة الدستوريّة، ما يؤثر إيجاباً في الانتظام المالي العام، وإعطاء إشارة الى أنّ الوضع طبيعي. لافتاً إلى «أنّ النقاش الحاصل بين جميع الأفرقاء يؤكّد الانفتاح على الاقتراحات والأوراق الاقتصاديّة المُقدّمة». وقال: «المشاريع الإصلاحيّة تحتاج إلى وقت للاتفاق عليها، ثم إحالتها عبر اللجنة الوزاريّة المعنيّة إلى مجلس الوزراء، ثم إلى مجلس النوّاب، ما يعني استحالة ربطها بالموازنة. في حين يمكن السير فوراً بالإجراءات العمليّة التي لا تحتاج إلّا إلى قرار يتّخذه مجلس الوزراء، وهذا أمر ضروري».
ورفض فنيش التعليق على زيارة الحريري للإمارات، مُكتفياً بالقول: «إنّنا نملك الإمكانات ويجب الاعتماد على أنفسنا»، ومشدّداً على «ضرورة عدم استغلال الظروف الاقتصاديّة للتأثير في المسار السياسي، وأهميّة الحفاظ على حريّة قرارنا ومصلحة بلدنا».
"اللواء": الدولار المفقود
وعلى صعيد أزمة شح الدولار، سواء في السوق الموازية أو في المصارف التي تمتنع عن ضخ الدولار لعملائها، طلب الرئيس ميشال عون من الصيارفة المحافظة على مصلحة الوطن خلال ادائهم لعملهم وعدم الاضرار بسمعته المالية والاقتصادية والسياحية»، مشددا على ان لبنان يعتمد الاقتصاد الحر الذي ترعاه القوانين والانظمة المرعية الاجراء.
واكد خلال استقباله وفد نقابة الصرافين في لبنان، على «ضرورة الاعلان عن اسعار الصرف لدى الصيارفة، مقترحا عليهم الاتفاق على مسودة اخلاقية سلوكية لتأمين التزام جميع العاملين بهذه المهنة بالاصول والقواعد المرعية، بالتنسيق مع مصرف لبنان ولجنة الرقابة على المصارف».
ومن جهتهم أعلن الصيارفة انهم يلتزمون بكل القوانين المرعية الاجراء، وحريصون على سمعة البلد، لكنهم أكدوا ان السيولة متوفرة، كما الدولار الأميركي، وان شركات الشحن تنقل يومياً مبالغ كبيرة جداً من الدولارات، ولا داعي للهلع، إلا انهم لم يكن لديهم تبرير عن سبب وجود سعرين للدولار سوى انه «أمر طبيعي».
في هذا الوقت، يستعد العسكريون المتقاعدون للنزول إلى الشارع اليوم، رفضاً لعدم تقاضيهم حقوقهم، فيما رفع «تجمع أصحاب المطاحن» في لبنان الصوت، بالتزامن مع نقابة مستوردي الأدوية، الذين اشتكوا من امتناع المصارف من اعطائهم الدولار، خصوصاً وان هناك كميات سواء من القمح أو الأدوية تمّ استيرادها سابقاً، وهناك خلاف حول كيفية احتساب المستحقات للمصارف بالدولار، ولوح هؤلاء بأن تؤدي ازمة الطحين الى ازمة خبز، وإلى نقص الأدوية في الصيدليات، إذ اضطر أصحاب المطاحن إلى بيع الطحين بالدولار، ولم تتوفر الاعتمادات في المصارف لمستوردي الأدوية، علماً ان احتياط القمح المخزن لدى المطاحن لا يكفي حاجة البلاد لأكثر من شهر ونصف، وكذلك الدواء.