لبنان
تعثر حكومي.. وبري يدعو لانعقاد عاجل لهيئة الحوار الوطني
ركّزت الصّحف اللبنانية الصادرة فجر اليوم من بيروت على عدد من المواضيع الهامة والتي كان أبرزها دوامة مسألة تأليف الحكومة، حيث تتجه الأمور الى مزيد من التعقيد رغم التفاؤل، ما استدعى من رئيس مجلس النواب نبيه بري الى الدعوة لنقل الملف إلى هيئة الحوار الوطني.
إقليميًا، ومع تجدد الاشتباكات بين مسلحي إدلب أمس، ومع تقدم مشروع الدولة السورية لاستعادة السيادة وحسم وحدة التراب الجغرافي، تتسارع الإشارات السياسية للانفتاح الدولي والعربي على الحكومة السورية، ويقف لبنان أمام عقدة استضافته للقمة الاقتصادية العربية.
"الأخبار": الحريري يرفع الفيتو في وجه حسن مراد ولا يُسقِط ناجي ومجذوب
بداية مع صحيفة "الأخبار" التي رأت أنه "كما انتهى عام 2018، يبدأ عام 2019. مزيد من الوعود بتأليف سريع للحكومة، من دون أن يقدَّم حل نهائي لمشكلة تموضع ممثل اللقاء التشاوري. بعد لقاءات أمس، ولا سيما لقاء الرئيس سعد الحريري مع الوزير جبران باسيل الذي يقوم مقام رئيس الحكومة في مفاوضات التأليف، أعيد إسقاط اقتراحي رفع عدد الوزراء إلى 32 و36. انقضى عام 2018 من دون حكومة، فلم يحصل اللبنانيون على «العيدية» التي وُعدوا بها. لكن رغم ذلك، طمأن حزب الله على لسان عضو المجلس السياسي محمود قماطي، إلى أن هذه «العيدية ما زالت قائمة، وهي لن تتأخر".
وأضافت الصحيفة أن "التفاؤل الذي عبّر عنه حزب الله، في زيارة المعايدة التي قام بها وفد منه للبطريرك الماروني بشارة الراعي، عكسته أيضاً الحركة الناشطة التي بدأت، مع بداية العام، بزيارة معايدة طويلة قام بها الرئيس سعد الحريري لبعبدا، تخللها نقاش مفصّل بمسألة تشكيل الحكومة، ثم تلتها أمس زيارة للوزير جبران باسيل لبيت الوسط للقاء الحريري، فضلاً عن إجراء باسيل اتصالاً بالرئيس نبيه بري لمعايدته بحلول رأس السنة، وهو الاتصال الذي لم يخلُ من البحث بالشأن الحكومي. كذلك، عقد وزير الخارجية لقاءً طويلاً، بعيداً عن الإعلام، بمسؤول رفيع المستوى في حزب الله".
وتابعت "يجزم مرجع سياسي بأن قوة الدفع هذه المرة كفيلة بإنجاز التشكيلة الحكومية، اعتماداً على الاتفاق الذي أُبرم قبل الأعياد، وأدى عملياً إلى سحب فيتو الحريري عن تمثل اللقاء التشاوري، وموافقة اللقاء على تمثيله من خارج النواب الستة، وموافقة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وباسيل على أن يكون ممثل اللقاء من حصة الرئيس.
وعليه، مع بروز الخلل المتعلق بتموضع الوزير الجديد، وإصرار باسيل على أن يكون عضواً في تكتل لبنان القوي، ينصبّ الجهد حالياً، بحسب المصدر، على البحث في دور ممثل اللقاء ودوره، وبالتالي تموضعه. علماً أن أفكاراً كانت قد طرحت قبل رأس السنة، من قبيل التشبّه بحزب الطاشناق، أي أن يكون الوزير عضواَ في اللقاء التشاوري وفي «لبنان القوي» معاً، إلا أن مصادر «اللقاء» تجزم بأن هذا الاقتراح مرفوض، ولا يتناسب مع المبادرة التي قضت بتخلي رئيس الجمهورية عن وزير من حصته لمصلحة اللقاء، مقابل تخلي الأخير عن تمثيله بواحد من النواب الستة. لكن، حتى اللحظة، لم يُقدّم أي اقتراح رسمي إلى اللقاء لمناقشته. وتشير مصادر معنية بالمفاوضات إلى أن الحريري وضع «فيتو» على اسم حسن مراد مرشَّحاً لـ«التشاوري»، من دون أن يعلّق إيجاباً ولا سلباً على اسمي المرشحَين الآخرين، عثمان مجذوب وطه ناجي. وبعد أن يعلن الحريري موقفه من الاسمين، سيتبلّغ اللقاء التشاوري بذلك. وإذا وضع الحريري فيتو على الاسمين، فسيكون على «التشاوري» أن يقدّم اسماً جديداً.
بعد زيارته الحريري، قال باسيل إنه طرح عليه «أفكاراً عديدة في ما يخصّ الحكومة، وقلنا إننا لن نعدم وسيلة أو فكرة دون أن نقدمها».أضاف: «اتفقنا على أن أستكمل العمل والاتصالات اللازمة مع كل شخص معني بهذا الموضوع، ثم نلتقي ونقيم الموضوع». وقد أوضحت مصادر مطلعة على اللقاء أن باسيل قدّم خمسة اقتراحات للحريري، من بينها رفع عدد الوزراء إلى 32 وإلى 36 وزيراً، وهو ما يرفضه الحريري مطلقاً. وفيما أكّدت المصادر أن وزير الخارجية عاد إلى طرح اسم جواد عدره، واعداً بالتداول بشأنه مع حزب الله، على أن يكون منتمياً إلى اللقاء التشاوري وإلى تكتل لبنان القوي معاً، رفضت مصادر التيار الوطني الحر تأكيد ذلك أو نفيه".
بري يدعو حكومة تصريف الأعمال إلى إقرار الموازنة
من جهته، كان الحريري قد قال، بعد لقائه رئيس الجمهورية أول من أمس: «تأخرنا كثيرا بتشكيلها، ويجب أن تولد هذه الحكومة، وفخامة الرئيس وأنا مصممان على ذلك، وسنجتمع لإنجاز هذا الموضوع والوصول إلى نهايته بأسرع ما يمكن، لأن البلاد لا تستطيع أن تكمل من دون حكومة». وكان لافتاً تأكيد الحريري أنه «لا تزال هناك عقدة وحيدة يجب أن ننتهي منها ونبدأ بالعمل»، وهو ما فُسّر بأنه إقفال للباب أمام العقد التي كانت قد استُحدثت على خلفية رغبة باسيل في استبدال بعض الحقائب.
ولأن التجربة تؤكد أن الإفراط بالتفاؤل لم يعد جائزاً حكومياً، ذهب رئيس مجلس النواب نبيه بري، في لقاء الأربعاء النيابي، إلى دعوة حكومة تصريف الأعمال إلى إقرار الموازنة، اعتماداً على اجتهاد اعتمد عام 1969 أيام حكومة تصريف الأعمال التي كان يرأسها الرئيس الشهيد رشيد كرامي. وأشار إلى أن «اعتبار الموازنة مسألة ضرورة، فرض هذا الاجتهاد، ويمكن اعتماده اليوم أيضاً». علماً أن بري، الذي أمل تشكيلاً سريعاً للحكومة، أعلن أنه أجرى اتصالاً بالحريري، وأبلغه الاستعداد للسير في هذا الاجتهاد.
"النهار": بيروت السابعة عالمياً في احتفالات ليلة رأس السنة
أما صحيفة "النهار" أخت تقول: "حجزت العاصمة بيروت موقعًا متقدّمًا بين كبرى العواصم والمدن العالمية ليلة رأس السنة، اذ صنّفها موقع "ناشيونال جيوغرافيك" بين العشر الأولى، وقد نظم في ساحة النجمة في الوسط التجاري احتفالٍ مجّاني ضخمٍ مساء الاثنين، لاستقبال السنة الجديدة، فحضر اللبنانيون بالآلاف وأثبتوا أن بيروت لا تزال تمثل وجه لبنان الحضاري والريادي. وجاء ترتيب على الشكل الآتي: نيويورك، لاس فيغاس، برازيليا، لندن، باريس، مدريد، بيروت، طوكيو، وكريسماس أيلاند وسيدني".
وأضافت الصحيفة أنه تحت عنوان "2019... ضوّي يا بيروت"، احتشد الآلاف في قلب بيروت النابض، وعلى وقع الأجواء الفنية والموسيقية الصاخبة، وسط مسرح دائريّ عملاق، صُمّم في شكل هندسيّ رياديّ (360 درجة) أتاح للمشاركين كافة الاستمتاع بالعروض الغنائية، وذلك بمشاركة نخبة من الفنّانين والموسيقيّين والعازفين والراقصين وأهمّ الـDJ، إضافة إلى العروض البهلوانية ومختلف الفقرات المتميّزة التي ألهبت الحضور من الرابعة بعد ظهر الإثنين حتى ساعات الفجر الأولى الثلثاء والتي استخدمت فيها أحدث التقنيات الصوتية والضوئية. كما اشتعلت سماء العاصمة بالألعاب النارية الضخمة، وشهدت أروقة ساحة النجمة حلقات من الرقص والدبكة، عكست الصورة الثقافية والفنية لبيروت ولبنان، وأظهرت تمسّك اللّبنانيّين بإرادة الحياة، وعشقهم للفرح والفن على رغم كل الظروف.
وقد جمعت سهرة بيروت الاستثنائية، اللّبنانيين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، وسط ساحةٍ واحدة، وشهدت عدًّا تنازليًّا بمفهومٍ جديد لم تشهده العواصم الكبرى من قبل، باعثةً الأمل في مرحلةٍ جديدة ملؤها الاستقرار والطمأنينة. حسب الصحيفة
"البناء": مزيد من التعقيد الحكومي رغم التفاؤل... ودعوة لنقل الملف إلى هيئة الحوار
بدورها، صحيفة "البناء" رأت أن "نتائج مساعي موسكو ظهرت تمهيداً للقاء القمة الذي سيجمع رؤساء روسيا وتركيا وإيران قريباً، فبدأ مئات المسلحين الأكراد بالانسحاب من منبج ليتسنى انتشار الجيش السوري وتحمل مسؤولية الأمن فيها وحده، كمثال لما يمكن أن يكون عليه الحال في كل المناطق الحدودية السورية التركية التي ينتشر فيها المسلحون الأكراد وتهدّد تركيا باجتياحها، بينما اندلعت مواجهات عنيفة سقط بنتيجتها عشرات القتلى بين جبهة النصرة وجماعات مسلحة تابعة لتركيا شمال حلب، وانتهت بسيطرة النصرة على عشرات المواقع التابعة للمسلحين، في خطوة وصفها مراقبون بعمل استباقي من النصرة لما التزم به الأتراك لروسيا في بدء حملة عسكرية عبر الجماعات التابعة لهم لضرب جبهة النصرة، وما تقوله الاشتباكات من ضعف هذه الجماعات أعاد التأكيد بما سبق وأظهرته مواجهات مشابهة وجعلت التخلص من النصرة مشروطاً بإطلاق العملية العسكرية التي أعدّ لها الجيش السوري وتنتظر تحديد الساعة الصفر".
وأضافت: بالتوازي مع تقدم مشروع الدولة السورية لاستعادة السيادة وحسم وحدة التراب الجغرافي، تحت سيطرة الجيش السوري، تتسارع الإشارات السياسية للانفتاح الدولي والعربي على الحكومة السورية، ويقف لبنان أمام عقدة استضافته للقمة الاقتصادية العربية التي تحوّلت بسبب غياب سورية عنها إلى تحدٍّ بدلاً من أن تكون فرصة، ويجري التشاور اللبناني العربي للبحث عن مخرج من الأزمة التي ستنعكس على لبنان بخسارة الكثير من الفرص التي تمثلها سورية في اقتصاده بأن يستضيف آخر القمم التي تغيب عنها سورية، بدلاً من تحويل قمة بيروت إلى قمة المصالحات أو التفاهم على تأجيلها لما بعد إتمام هذه المصالحات.
وتابعت تقول: يُضاف إلى همّ القمة الاقتصادية العربية همّ التعثر الحكومي الذي لا يزال يراوح بين العقد، رغم التطمينات التي أرادت إشاعة التفاؤل، وبددها كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري عن دعوة حكومة تصريف الأعمال للبتّ بموازنة 2019 وتمهيده دستورياَ لفرضية مناقشتها من قبل المجلس النيابي في ظل حكومة تصريف الأعمال، اسوة بسابقة حدثت عام 1969 أثناء تعثر تشكيل حكومة الرئيس الراحل رشيد كرامي.
بري أعاد تأكيد أن المأزق الحكومي نتاج المأزق الذي تسبب به قانون الانتخابات النيابية الذي شوّه التمثيل النسبي بصورة دعت بري للتذكير بالحاجة لقانون انتخابي خارج القيد الطائفي والعودة إلى اتفاق الطائف وإلغاء الطائفية والسير نحو الدولة المدنية.
مصادر متابعة قالت إن كلام الرئيس بري الذي يشكل صمام أمان دولة ما بعد الطائف، يكشف كون الأزمة الحكومية كشفت كونها أزمة نظام أكبر من الخلافات التفصيلية التي تدور حولها العقد الحكومية، ورأت أن الخطوة التي ربما تكون أشدّ إلحاحاً اليوم أمام استحقاقي القمة الاقتصادية العربية والتعثر الحكومي، هي الدعوة لانعقاد عاجل لهيئة الحوار الوطني تناقش من خلال المفاهيم التي أرساها اتفاق الطائف بكيفية مقاربة الاستحقاقين، وتضع الخطوط العريضة للمعالجات التي تبقى منوطة بالمعنيين بتطبيقها وفقاً للصلاحيات الدستورية، فيخاطب لبنان العرب الذين رعوا اتفاق الطائف بمندرجاته تجاه العلاقة اللبنانية السورية، ويعود المسؤولون عن تشكيل الحكومة إلى مفهوم حكومة الوحدة الوطنية كما أرسى اتفاق الطائف قواعدها ضمن سياق الذهاب لإلغاء الطائفية، وليس الإمعان في التفتيت الطائفي والمذهبي. حسب الصحيفة.