ابناؤك الاشداء

لبنان

بيلنغسلي يريد إفقار حزب الله.. والحكومة تستكمل مناقشة مشروع موازنة 2020
24/09/2019

بيلنغسلي يريد إفقار حزب الله.. والحكومة تستكمل مناقشة مشروع موازنة 2020

اهتمت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم بزيارة مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، مارشال بيلنغسلي، والتصعيد الجديد الذي حمله للضغط على حزب الله رافعا شعار إفقاره، واتخاذ مزيد من الإجراءات المتشددة في سبيل ذلك.
كما تناولت الصحف موضوع موازنة العام 2020 والجلسات التي تعقد في السراي الحكومي بهذا الصدد لمحاولة الوصول إلى نتائج سريعة تضمن الحصول على تقديمات مؤتمر سيدر.

"الأخبار": بيلنغسلي: هدفُنا إفقار حزب الله نهائياً!

أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أنه عندما زار بيروت في كانون الثاني 2018، وصف مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب، مارشال بيلنغسلي، حزب الله بأنه «سرطان». في زيارة أمس لم يكن أقل تشدداً، واعتبر أولوية المهمة إفقار الحزب.

من المرات النادرة أن يشهد لبنان، في بضعة أشهر، زيارات مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى لأكثر من ملف، يتناوبون على الحضور إليه. بعد وكيل وزير الخارجية الأميركية للشؤون السياسية دافيد هيل، في كانون الثاني، ثم وزير الخارجية مارك بومبيو، في آذار، من ثم أكثر من خمس مرات في حركة مكوكية بين بيروت وتل أبيب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بالوكالة، دافيد ساترفيلد، ما بين أيار وتموز، وصولاً إلى خلفه في منصبه بالأصالة، دافيد شنكر، في أيلول، حضر البارحة مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلنغسلي للمرة الثانية بعد كانون الثاني 2018. توسعت الملفات التي حملها هؤلاء، إلا أن الهدف واحد، وهو حزب الله.

في كل من رحلات الزوار الأميركيين تفاوتت قليلاً نبرة مخاطبتهم المسؤولين اللبنانيين بين مرونة ظاهرة، كالتي أبداها هيل وساترفيلد الملمَّين بالوضع اللبناني وصداقاتهما المتشعبة مع القيادات جراء خدمتهما السابقة في بيروت، وبين تشدد فجّ كالذي أفصح عنه بومبيو وشنكر الكثيرَي التصلب. رغم اختلاف الملفات بين كل منهم، أُدرجت زيارة آخر الزائرين، بيلنغسلي، في الطراز الثاني المتشدد، رغم أن ما حمله لم يرتبط مباشرة بسلاح حزب الله، كمهمة بومبيو وهيل، ولا بترسيم الحدود مع إسرائيل، كمهمة ساترفيلد وشنكر. إذ حمل ملفاً ثالثاً هو الأكثر اهتماماً في الوقت الحاضر في الإدارة الأميركية بإزاء علاقاتها بلبنان: فرض مزيد من العقوبات على حزب الله، ومنع انخراطه في النظام المصرفي اللبناني. وهو العنوان الرئيسي الذي أحاط بيلنغسلي مهمته الجديدة، بعدما أولى اهتمامه في زيارته السابقة لبيروت بمكافحة التمويل غير المشروع للعمليات الإرهابية، موجهاً حينذاك - كما الآن - أصابع الاتهام إلى حزب الله مباشرة، ولم يتردد في نعته في الزيارة الأولى بأنه «سرطان».
في بعض ما أدلى به بيلنغسلي في خلاصة اليوم الأول من مقابلاته مع المسؤولين السياسيين والماليين والمصرفيين، رسائل صريحة إلى هؤلاء لإيجاد وسائل تساعدهم على منع حزب الله من التغلغل في النظام المالي اللبناني. لم يتخلّ الرجل، الموصوف بالتشدد والفجاجة، عن تغليف معظم عباراته بصيغ الكراهية تارة والاستخفاف طوراً، عندما يتحدث عن حزب الله وأعضائه بمن فيهم نوابه:

1 - لا حدود للتصعيد الأميركي ضد حزب الله، وسيترافق مع مزيد من الإجراءات المتشددة، مع الأخذ بالاعتبار أن الهدف هو الحزب لا القطاع المصرفي اللبناني. رغم تصفية «جمال تراست بنك»، حرص الزائر الأميركي على تأكيد ثقته بهذا القطاع واحترامه القيود التي فرضها الأميركيون على النظام المالي العالمي في حملة عقوباتهم على إيران وحزب الله.

2 - مع تركيز كلامه على تصفية «جمال تراست بنك»، عزا واحداً من الأسباب التي أدت إلى ما عدّه معاقبة المصرف وتالياً تصفيته، إلى تعاونه - رغم العقوبات الأميركية - مع نائب حزب الله أمين شرّي، قبل أن يكرر (ما سبق أن ورد في بيان الخزانة الأميركية الذي أعلن فرض عقوبات على شرّي يوم 9 تموز) أن نائب بيروت «هدّد أشخاصاً في مصارف»، وتحدث عنه بعبارة استخفاف، مع جزمه بالمضي في فرض عقوبات مماثلة لكل مصرف لا يذعن للقوانين المالية الأميركية.

3 - أكد بيلنغسلي أهمية الاستقرارين السياسي والأمني في لبنان، متوقفاً عند «النظام الديموقراطي اللبناني». إلا أنه في معرض الإشادة به، سأل: «كيف يُسمح لحزب الله بالتسلل إليه؟».

4 ـ بإزاء تأكيد ملاحقة حزب الله، حاول بث صورة إيجابية وعلامات اطمئنان إلى كل خطوة تقدم عليها إدارته في هذا النطاق، إذ «تنجم عن دراسة متأنية غير اعتباطية ومدروسة، مقترنة بإثباتات على ضلوع حزب الله في أعمال إرهابية أو تمويلها»، قبل أن يقول إن هدف الحملة هذه الوصول إلى «إفقار الحزب كلياً ونهائياً كي يفقد كل تأثير ونفوذ له ومعنى لوجوده». قال إن خطة الإفقار بدأت مع إيران وحملتها على تخفيف دعمها المالي للحزب، و«الخطة الآن تطاول الحزب بغية تجفيف كل مصادر أمواله كي ينتهي تماماً. يقتضي أن لا يحتفظ بأي نقد في حوزته. بعدئذ لا يعود عقبة»، في إشارة صريحة إلى اعتقاد الأميركيين بأن تجريد الحزب من مصادره المالية يوازي بأهميته تجريده من سلاحه، إلا أن من شأن التجريد الأول أن يقود حتماً إلى التجريد الثاني.

5 - نفى الزائر الأميركي احتمال معاقبة ثلاثة مصارف أصحابها ينتمون إلى الطائفة الشيعية، بأن أجاب بأنه التقى (أمس) اثنين من أصحاب المصارف الثلاثة هذه، واطمأن إلى احترامها القوانين الأميركية والتزامها وامتثالها لها.

6 - في جانب من مراجعة نقدية للسياسة الأميركية حيال إيران وحزب الله، عزا توسّع نفوذهما في المنطقة إلى ما اعتبره «تساهل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما حيالهما، ما عزّز دوريهما في تقويض الاستقرار في المنطقة ونشر الإرهاب وتعزيز نشاطاتهما». إلا أنه أضاف: «ما يتخذ الآن من إجراءات هو لتدارك خطوات عادت بنا إلى الوراء إبان إدارة أوباما».

7 - حرص بيلنغسلي على الطلب من وسائل الإعلام «من أجل مساعدتنا ومساعدة بلدكم»، أن تعمد إلى تعميم قرار أميركي بتخصيص مبالغ تصل إلى 10 ملايين دولار «لكل من يساعد على كشف معلومات من شأنها تفكيك المنظومة المالية لحزب الله»!


"الجمهورية": دفتر "الشروط الغربية" يُؤخِّر "سيدر"
ووصف المراقبون الوضع الراهن في لبنان والمنطقة بأنه ينتقل من حلقة ضغط اميركية الى أُخرى، ما يبعث على الخوف من أن يؤدي الضغط الى انفجار ما في توقيت ما، يمكن ان يهزّ الاستقرار على كل المستويات. واشاروا الى انّ زيارات بعض المسؤولين لعدد من العواصم الاقليمية والدولية لم تثمر اي نتائج عملية بعد، لأنّ هذه العواصم طلبت من لبنان تنفيذ دفتر شروط معيّن، مقدّمة لتسييل القرارات الدولية بدعمه. لكن هذا الدفتر لم يُنفّذ عملياً بعد، لأنّ اهل السلطة لم يُقدموا بعد، وانّ كلاً منهم «يغني على ليلاه» او «يعيش في مكان آخر».

وتتبعت الاوساط اللبنانية أمس مجريات زيارة بللينغسلي، على وقع ما يشهده الوضع المصرفي والمالي من تطورات مقلقة، سواء على صعيد الشكوى من شح العملة الصعبة في السوق وفي المصارف، في الوقت الذي تحدثت معلومات عن انّ العملات الصعبة تتسرّب من لبنان الى الخارج سواء عبر أجور العمال الاجانب او عبر رعايا عرب، وتحديداً سوريين وعراقيين، يلجأون يومياً الى شراء الدولار من محلات الصيرفة أو من السوق السوداء وينقلونها الى بلادهم من دون حسيب او رقيب.

والتقى بللينغسلي أمس كلاً من رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري اضافةً الى شخصيات ‏وزارية واقتصادية ومصرفية‎، وعكست محادثاته جملة رسائل اميركية منها تأكيد دعم الاستقرار في لبنان، وتجديد ثقة الادارة الاميركية بالقطاعين المالي والمصرفي اللبنانيين، والتذكير باتخاذ اجراءات عملية لعدم تحويل لبنان الى جبهة ايرانية، والبقاء على مسافة من «حزب الله» الذي قد تطاول العقوبات حلفاء له.

لا عقوبات جديدة
واكّد بللينغسلي أنّه لم يأتِ بلائحة جديدة لإدراج مصارف لبنانيّة على لائحة العقوبات الأميركيّة»، مشدّدًا على عدم وجود سوء نيّة تجاه المصارف اللبنانيّة.
وأشاد، خلال جلسة مغلقة مع عدد من الإعلاميين أمس، بالقطاع المصرفي اللبناني وجهوده وتعاونه لمكافحة تمويل الإرهاب ومحاربة الفساد والتزامه بالتعاميم الدوليّة.

وخلال لقائه مجلس إدارة «جمعية مصارف لبنان»، رحّب بللينغسلي بـ»التزام المصارف اللبنانية بالقواعد والمعايير العالميّة لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب»، مشدداً على «ضرورة متابعة هذه الجهود حرصاً على مصلحة القطاع».

وبحسب بيانٍ صادر عن الجمعيّة، أعاد مساعد وزارة الخزانة الاميركية «تأكيد موقف بلاده من دعم الإقتصاد اللبناني عموماً، والقطاع المصرفي خصوصاً».

وكانت السفارة الأميركية قالت في بيان أصدرته عقب وصول بللينغسلي، أنّه خلال لقاءاته مع المسؤولين الرسميّين والمصرفيين، «سيشجع لبنان على اتخاذ الخطوات اللازمة للبقاء على مسافة من «حزب الله» وغيره من الجهات الخبيثة التي تحاول زعزعة استقرار لبنان ومؤسساته».

وفيما لم يصدر أي موقف رسمي عن أي طرف إثر اللقاءين مع بري والحريري، نسبت «وكالة الصحافة الفرنسية» الى «مصدر لبناني مطلع» على مضمون المحادثات، قوله، إنّ بللينغسلي شدّد على أنّ «الولايات المتحدة ستعاقب أي فريق يقدّم دعماً عينياً لحزب الله، سواء عبر الأسلحة أو المال أو أي وسائل مادية أخرى».

ونقل المصدر عن المسؤول الأميركي تأكيده أنّ «العقوبات تستهدف إيران وأتباعها في المنطقة» من دون «المساس بالأفرقاء التي يربطها مع «حزب الله» علاقة أو تعاون سياسي» في لبنان.


"البناء": الحريري وخليل وسلامة لمعالجة اضطراب الأسواق

إلى ذلك واصل مجلس الوزراء مناقشة مشروع موازنة 2020 في جلسته الثانية أمس، برئاسة الرئيس سعد الحريري في السراي الحكومي، وأنجز عملياً جميع المواد باستثناء بعضها التي تم تعليقها لمزيد من البحث، بحسب ما قال وزير الإعلام جمال الجراح عقب انتهاء الجلسة، وتحدث عن «إجراءات وإصلاحات موازية للموازنة وتمّ تشكيل لجنة برئاسة دولة الرئيس الحريري وسبعة وزراء بمن فيهم نائب رئيس الحكومة للبحث بطريقة موازية للموازنة، لكل الإجراءات والإصلاحات الضرورية التي يجب ان تترافق مع الموازنة وليس من الضروري ان تكون ضمن الموازنة ولكن من خلال مراسيم تحال الى المجلس النيابي، أي انه مع نهاية نقاش الموازنة تكون الإجراءات والإصلاحات قد نوقشت وتمّت أيضاً الموافقة عليها وترسل بعد ذلك الى المجلس النيابي».

كما شهدت السرايا الحكومية سلسلة اجتماعات ابرزها اللجنة الوزارية المخصصة لدرس موضوع الكهرباء ثم استأنفت نقاشها في اجتماع مسائي آخر بعيد انتهاء جلسة مجلس الوزراء، وقد لوحظ النشاط المكثف للرئيس الحريري لا سيما في ما خص ملف الكهرباء وذلك بعد عودته من باريس، ما فسّرته مصادر لــ»البناء» على إصرار المسؤولين الفرنسيين على إيلاء ملف الكهرباء أولوية قصوى وربط اموال سيدر بحل مشكلة الكهرباء وإقرار الإصلاحات الأخرى المطلوبة لتخفيض العجز المالي.

كما التقى الحريري أصحاب محطات الوقود وتجمع شركات النفط، الذين اعلنوا بعيد اللقاء ان «الرئيس الحريري وعد أنه سيجتمع مع المسؤولين خلال الساعات المقبلة لإيجاد حل للمشكلة، وسيدعونا نهار الخميس المقبل لمناقشة القضية، وانطلاقاً من هنا اضرابنا تجمّد إلى ما بعد الاجتماع». واضافوا «الحريري يتفهم المشكلة ويجب أن نجد لها حلاً ووعد أنه خلال 24 الى 48 ساعة سيجتمع مع المسؤولين عن هذا الموضوع وسيدعونا الخميس لنناقش الحل الذي سيتم طرحه».

وقالت مصادر وزارية لـ»البناء» إن «أزمة شرائح تعبئة الهواتف قد حلت عبر سماح وزارة الاتصالات للمحال التجارية بشراء نصف بطاقات التشريج بالليرة اللبنانية ونصف بالدولار»، واستبعدت أن يُصار الى رفع اسعار البطاقات.

على صعيد آخر، أكد وزير المال علي حسن خليل لرويترز ان «وزارة المالية بدأت الإجراءات التحضيرية لعملية إصدار سندات في حدود ملياري دولار». من جهته، طمأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الى أن «الدولار متوفر في لبنان والكلام الذي نسمعه في الإعلام مضخم وله اهدافه»، مؤكداً ان «المصارف تلبي حاجات المواطنين من هذه العملة ولا ضرورة لإجراءات خاصة والتهويل إعلامي فقط».

إقرأ المزيد في: لبنان

خبر عاجل