ابناؤك الاشداء

لبنان

الجيش يتصدى لطائرات استطلاع إسرائيلية.. والحكومة تجتمع اليوم
29/08/2019

الجيش يتصدى لطائرات استطلاع إسرائيلية.. والحكومة تجتمع اليوم

ركّزت الصحف اللبنانية الصادرة صبيحة اليوم من بيروت على حادثة إطلاق الجيش النار على طائرات استطلاع إسرائيلية في الجنوب، وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية اليوم في قصر بيت الدين، في ظل  التحضيرات لعقد الاجتماع النيابي الحزبي الموسع الاثنين المقبل في قصر بعبدا للبحث في الاوضاع الاقتصادية والمالية.


"النهار": الجيش يتصدى... هل بدأ الرد الشرعي؟

بداية مع صحيفة النهار التي أشارت الى المحاولات الحثيثة البارزة التي يبذلها المسؤولون الرسميون لاظهار البلاد كأنها استعادت مسيرة الدورة اليومية عقب حالة الانشداد الى التداعيات المحتملة لاختراق طائرتين مسيرتين اسرائيليتين (درون) الضاحية الجنوبية في نهاية الاسبوع الماضي، إذ بدا مجمل الوضع الداخلي رازحا تحت وطأة ترقب ثقيل وقلق مكتوم برزت معالمه مع استمرار الاستنفار الواسع للجهود الديبلوماسية في سعي الى منع حصول تصعيد عسكري واسع من جهة وظهور انعكاسات مالية سلبية على السندات اللبنانية في الخارج من جهة اخرى.

وأضافت الصحيفة أنه "وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية اليوم في قصر بيت الدين، كما تستمر التحضيرات لعقد الاجتماع النيابي الحزبي الموسع الاثنين المقبل في قصر بعبدا للبحث في الاوضاع الاقتصادية والمالية، لن تحجب هذه الحركة الرسمية تصاعد المخاوف والقلق من تداعيات التطورات الجارية منذ عملية الضاحية وما يواكب اليوميات اللبنانية من سيناريوات لرد "حزب الله" عليها في أي لحظة وفي أي مكان محتمل داخل لبنان أو على الحدود الجنوبية أو ضمن الاراضي الفلسطينية المحتلة".

وتابعت الصحيفة: وهو الامر الذي يطبع المشهد الداخلي بطابع عد عكسي مشدود نحو الرد المحتمل. لكن معظم المعطيات المتوافرة لدى المسؤولين والقوى الداخلية تكاد تتشابه لجهة ترجيح ان يكون "حزب الله" متريثا في الرد لاحكام اختيار هدفه بما يشكل رسالة موازية للخرق الاسرائيلي الذي تعرضت له الضاحية ومعها قواعد الاشتباك القائمة منذ عام 2006، وفي الوقت نفسه لتجنب تفجير حرب أو مواجهة واسعة جراء الرد المحتمل.

اما الموقف الرسمي الداعم لحق الرد على اسرائيل كما جاء عبر بيان مجلس الدفاع الاعلى في اجتماعه الاخير في بيت الدين والذي كان أثار التباساً حول الجهة التي يعنيها بالرد، فاتخذ بعداً جديداً مساء أمس مع تطور حصل على نقطة العديسة الحدودية على الخط الازرق، اذ اطلق موقع الجيش المتمركز في هذه المنطقة النار على ثلاث طائرات استطلاع اسرائيلية مسيرة من دون طيار عاكساً قرارات حازمة بالتصدي لهذه الاختراقات. حسب النهار.

الأخبار":  ضغوط أميركية: ليبقَ الجيش على الحياد!

أما صحيفة الأخبار رأت أن رئيس الحكومة سعد الحريري امتص كل الضغوط التي انهالت عليه في اليومين التاليين للاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية (الأحد الماضي)، وفي مقدمها الضغوط الأميركية، ليتحول بعدها إلى مؤكد أن هذا الاعتداء يجب ألا يمر كما لو أن شيئاً لم يكن. وبحسب مصادر سياسية ودبلوماسية، اعتبر الحريري أن الموقف من الاعتداء أمر، والخلافات السياسية مع حزب الله أمر آخر، داعياً إلى عدم الخلط بين الأمرين، مؤكداً عدم التهاون في مسألة الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت منطقة مأهولة، وعرّضت المواطنين للخطر.

ولكن الضغوط الاميركية سرعان ما اطلّت امس، بعد إطلاق الجيش النار على طائرات استطلاع إسرائيلية في الجنوب. فللمرة الاولى منذ العام 2006، تتولى قطعات الجيش المنتشرة جنوبي الليطاني التصدي، ولو بأسلحة فردية، لطائرات الاستطلاع المعادية. ما جرى أمس قرب الحدود اللبنانية الفلسطينية، وتحديداً في بلدة العديسة (قضاء مرجعيون) ان طائرات استطلاع معادية حلّقت على علو منخفض فوق مركز للجيش، فأطلق عدد من الجنود النار عليها. وبالرغم من أن الخطوة بدت عفوية، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أن الجنود نفّذوا اوامر قائد فوج التدخل الخامس العقيد محمد الامين، الذي التزم بالتعليمات الصادرة عن قيادة الجيش، بناءً على مقررات المجلس الاعلى للدفاع أول من امس. وكان لافتاً أن الجنود أطلقوا النار من بنادق «أم 16» الأميركية الصنع باتجاه المسيّرتين، وسط إحاطة من المواطنين الذين كانوا يتجمهرون لمراقبة تحركات العدو في الجانب المحتل. وهؤلاء تفاعلوا مع رد الجيش بحماسة، عبروا عنها بالتدافع لاحتضان أفراده والتصفيق لهم، من دون أي خوف من ردة فعل إسرائيلية. وسرعان ما بدا مسؤولون اميركيون، عسكرييون ودبلوماسيون، بإجراء اتصالات للاستفسار عما جرى، والضغط تحت عنوان «النصيحة» بعدم تورط الجيش في مواجهة يريدها حزب الله، فضلاً عن الاستفسار عن آلية اتخاذ القرار باستخدام أسلحة اميركية لإطلاق النار على طائرات إسرائيلية. حسب الصحيفة.

واضافت الصحيفة: كذلك استنفرت قوات اليونيفيل للتحذير من ان إطلاق النار ربما يكون قد ادى إلى عبور عدد من الرصاصات الحدود نحو الأراضي الفلسطينية، ما يشكل خرقاً للقرار 1701! ضغوط اليونيفيل لم تقتصر على ما تقدّم. فبعد توقف القوات الدولية عن تسيير دوريات على الحدود مباشرة بذريعة الخشية من تعرّض جنودها للخطر، طلبت من الجيش اللبناني تكثيف دورياته لمنع إطلاق صواريخ عبر الحدود! وقد أصدرت قيادة الجيش بياناً قالت فيه إن طائرة استطلاع تابعة للعدو الإسرائيلي آتية من الأراضي الفلسطينية المحتلّة، خرقت الأجواء اللبنانية عند الساعة السابعة والنصف وحلّقت فوق أحد مراكز الجيش في منطقة العديسة. وقد تصدّى لها الجيش وأطلق النيران باتجاهها، ما اضطرّها إلى العودة من حيث أتت. كما قامت طائرة استطلاع ثانية بالتحليق فوق منطقة كفركلا لبعض الوقت، وما لبثت أن غادرت الأجواء اللبنانية باتجاه الأراضي المحتلّة».

من جهته، أكّد وزير الدفاع الياس بوصعب أنّ «تصدي الجيش اللبناني ‏للطائرات الإسرائيلية المسيّرة أمر طبيعي، وهو يقوم بواجبه ويتحمل مسؤوليته في ‏الدفاع عن لبنان وكرامة اللبنانيين». وأضاف إنّ «الجيش في موقع الدفاع عن ‏‏لبنان وأرضه وسيادته، وهو يصدّ عدواناً وخرقاً فاضحاً للقرار 1701، وإنّ بيان ‏الحكومة الوزاري وكلّ القوانين الدولية تتيح للجيش الدفاع عن الحدود».

"البناء": ضبط النفس يعني الضغط على الاحتلال ليتلقى الضربة ويصمت... والجيش يُطلق النار على «المسيَّرات»

بدورها، صحيفة "البناء" أخذت تقول إنه "كان اللافت حضور وفد إماراتي كبير وحضوراً لبنانياً رسمياً تقدّمه وزير المال علي حسن خليل ووزير الزراعة حسين اللقيس ووزير التجارة الخارجية حسن مراد ووزير الدولة محمود قماطي ورئيس المجلس الأعلى للحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان والنائبان آغوب بقرادونيان وجهاد الصمد، ووسط التقدم الروسي الإيراني نحو تفكيك تحالفات واشنطن، وتقدّم سورية نحو تثبيت حضورها، تبدو واشنطن رغم سطوتها، معزولة ليس معها بالتطابق إلا بعض حكام الخليج الذين فقدوا كل مهابة في وحول حربهم الفاشلة في اليمن، وتعاظم قوة أنصار الله كقوة إقليمية تحكم الخليج بحراً ويابسة، وكيان الاحتلال المذعور من ضربة موعودة على أيدي المقاومين، الذين وعد قائدهم جيش الاحتلال بأن الردّ آتٍ وعليه أن ينتظر على إجر ونصّ ووجهو للحيط ".

ولفتت الصحيفة أنه في مناخ الانتظار تساقطت حرب الروايات المفبركة التي يرميها إعلام كيان الاحتلال في التداول، مرة بالحديث عن تدمير مادة نادرة وثمينة ويصعب تعويضها تُستخدم في تصنيع الصواريخ الدقيقة، ومرة عن تدمير معدّات تتصل بصناعة الصواريخ الدقيقة، قامت به الطائرتان اللتان رآهما الناس بالعين المجردة تسقطان، قبل أن تتمكن أي منهما أن تتنفس. فالأولى سقطت بلا حراك على سطح مبنى العلاقات الإعلامية لحزب الله والثانية تفجّرت بين مبانٍ مجاورة ولم تدخل مكاناً ولا هبطت في مكان ولا أطلقت صاروخاً، بل إن مصادر المخابرات الإسرائيلية أعطت وصفاً للعملية لمراسل قناة العربية يوم سقوط الطائرتين، قالت فيه إن المقاومة نجحت في السيطرة على الطائرة الأولى وإن الطائرة الثانية التي أرسلت لتفجير الأولى وقعت في فخ إلكتروني للمقاومة فاضطر مشغّلوها لتفجيرها.

بالتوازي سقطت الألاعيب القائمة على التذاكي بالحديث عن ردّ محسوب للمقاومة ساعة بالتراضي المسبق وساعة بما يجرح ولا يقتل، والمقاومة صامتة عن طبيعة الردّ وقد صار بين أيدي القادة الميدانيين ليكون مؤلماً بما يكفي لتثبيت معادلات الردع، بينما كان الجيش اللبناني يبادر لفتح النار على طائرات مسيَّرة عدة لجيش الاحتلال، ومعادلة ضبط النفس كما تبلغها العديد من العواصم هي الضغط على كيان الاحتلال لتقبل تلقي ضربة المقاومة والتزام الصمت.

ورأت الصحيفة أن لبنان الرسمي الذي بدا في أفضل حال، واستحق إشادة رئيس مجلس النواب نبيه بري، واصل بقيادة رئيس الجمهورية التمسك بحق الدفاع، كما كرّر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمام زواره الذين كان بينهم وفد للحزب السوري القومي الاجتماعي في الشوف ترأسه رئيس الحزب فارس سعد الذي أكد الوقوف مع رئيس الجمهورية موجّهاً له التحية على مواقفه من العدوان والفتن.

أثنى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد على دور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مكافحة الفساد والهدر والتي من شأنها ان تؤسس الى إعادة بناء الدولة على أسس صحيحة. بدوره ردّ عون مرحباً بالوفد، معتبراً ان من الواجب على المسؤولين نزع القلق من الجبل الذي شهد تاريخياً تعايشاً لا يجب ان يهتز، وأمل ان نعطي امثولة من الحاضر الى المستقبل حول فداحة الأخطاء التي ارتكبت وزعزعت هذا التعايش دون ان تنال منه .

وشدّد عون على أن الوقت الذي نملكه ضيق من اجل المعالجة وسنتخطى الازمة، انما يجب الاخذ في الاعتبار ان هذه المعالجة تأخذ بعض الوقت، لكننا سنرسي أسس الحل، وهذه هي حقيقة الأمور، ولا نعمد الى اخفائها عن الناس كما كان يحصل سابقاً .

ولفت الرئيس عون الى أهمية الوحدة والعيش المشترك والى أن الاختلاف في السياسة قائم حتى داخل الأحزاب الواحدة، لكنه لا يتحوّل الى خلاف ومشكل أساسي وجوهري. وما حصل في الجبل قد تم تجاوزه واحترام حرية المعتقد وحق الاختلاف هو أمر أساسي في المجتمع ويجب احترامه .

واشرت الصحيفة أنه وفي إطار ردع الاعتداءات الاسرائيلية دخل الجيش اللبناني على خط المواجهة باستهداف طائرات استطلاع إسرائيلية، ما شكّل مفاجأة للعدو بحسب مصادر عسكرية. فقد أعلنت قيادة الجيش اللبناني في بيان أنّ الجيش تصدّى لطائرة استطلاع تابعة للعدو الإسرائيلي مسيّرة آتية من الأراضي الفلسطينية المحتلّة، خرقت الأجواء اللبنانية عند الساعة 19,35 وحلّقت فوق أحد مراكز الجيش في منطقة العديسة. وأطلق النيران باتجاهها ما اضطرّها للعودة من حيث أتت. كما قامت طائرة استطلاع ثانية بالتحليق فوق منطقة كفركلا لبعض الوقت وما لبثت أن غادرت الأجواء اللبنانية باتجاه الأراضي المحتلّة. كذلك، حلقت طائرة ثالثة فوق المركز نفسه وأطلق النار مجدداً باتجاهها فعادت أدراجها .

وأشارت المصادر العسكرية لـ البناء الى أن الجيش لديه أوامر منذ وقت طويل بالردّ على اي اختراق إسرائيلي وهذا واجبه، وسيقوم به عندما يرى ذلك مناسباً. وتلفت المصادر الى أن قرار رد الجيش اتخذ باجتماع المجلس الأعلى للدفاع الذي انعقد في بعبدا الثلاثاء الماضي .

وتصاعد الضغط الدبلوماسي الخارجي على لبنان لضبط النفس وعدم انزلاق الاوضاع الى الحرب، ووفق معلومات البناء فإن عدداً من السفراء طالبوا رئيس الحكومة بأن تمارس الحكومة ضغوطاً على حزب الله لتجنب اي رد على إسرائيل وإفساح المجال امام الجهود الدولية لضبط الوضع ولجم الاعتداءات الاسرائيلية ، وأعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش خلال استكمال جولته على المسؤولين عن تخوّفه من تدهور الأوضاع، والتقى أمس، وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وخلال اللقاء طالب باسيل الأمم المتحدة بـ إدانة هذه الاعتداءات وأخذها في الاعتبار عند التجديد لمهمة القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان ، مؤكداً التزام لبنان بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 .

كما تبلغ وزير شؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي رسالة فرنسية خلال لقائه القائمة باعمال السفارة الفرنسية في بيروت سالينا غرونيه كاتالانو، التي نقلت موقف بلادها الداعي الى ضرورة ضبط النفس لا سيما أن لبنان على مشارف التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل .

وفي اطار اتصالاته الدبلوماسية استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السرايا الحكومية، سفراء الدول العربية. وبعد اللقاء أكد عميد السلك الديبلوماسي العربي سفير الكويت عبد العال القناعي وقوفنا وتأييدنا وحرصنا على أمن واستقرار لبنان وما يتخذه من إجراءات او سياسات كفيلة بالحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، فالاستقرار في هذا البلد هو مطلب وحرص عربي بأن يكون لبنان بمنأى عن كل ما يهدّد أمنه واستقراره .

في المقابل شهدت الساحة الداخلية مزيداً من التحصين السياسي والوطني، وعقب موقف الرئيس الحريري أعلن مجلس المفتين في لبنان بعد اجتماع عقدوه برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أن العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية هو اعتداء على لبنان وشعبه لاستفزازه وجرّه الى حرب لمآرب يستفيد منها الكيان الغاصب لأرض فلسطين المحتلة. وفي بيان تلاه المفتي الشيخ سليم سوسان أكد مجلس المفتين أن الإجرام هو ثقافة العدو الإسرائيلي الذي يحاول نشرها عبر إرسال طائراته المسيرة المخرِّبة لأمن واستقرار لبنان الذي استطاع ساسته وقياداته احتواء ما جرى بوحدتهم وتضامنهم لمواجهة العدوان بالطرق التي يرونها مناسبة وبتعزيز قدرات الجيش الحامي للوطن . حسب الصحيفة

إقرأ المزيد في: لبنان