معركة أولي البأس

لبنان

المقاومة تفتتح معركة سلاح الجو .. والرد قادم 
26/08/2019

المقاومة تفتتح معركة سلاح الجو .. والرد قادم 

شكل خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والمواقف التي أطلقها خلاله، العنوان الأبرز في الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الإثنين. حيث ركزت على المعركة والمعادلة الجديدة، مشددة على توعد السيد بمنع الطائرات المسيرة من خرق الأجواء اللبنانية مجدداً، وكذلك الرد على القصف "الإسرائيلي" على سوريا والذي سقط على إثره شهيدين في حزب الله .

السيد نصرالله يفتتح معركة سلاح الجو!

بداية مع "الأخبار" التي تحدثت حول تنفيذ العدو الإسرائيلي عملية أمنية في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، بواسطة طائرتين مُسيّرتين عن بُعد، ليل السبت - الاحد، وسقوط شهيدين للمقاومة بغارة إسرائيلية في سوريا، فرضا على المقاومة اتخاذ قرار بمنع العدو من إطلاق مسار يهدد فيه قوة الردع التي تحمي لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية، وتحمي المقاومين حيثما كانوا. ولأجل ذلك، أعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس المعادلة الجديدة: طائرات العدو المسيّرة عن بُعد لن تبقى آمنة في سماء لبنان بعد اليوم؛ والمقاومة ستردّ على غارة ريف دمشق، عبر الحدود اللبنانية - الفلسطينية.

وأضافت أن هناك مرحلة جديدة فرضها العدو الاسرائيلي على لبنان… «ونحن أهلها»، وفق ما أكّد نصر الله، لأنّنا نحن اللبنانيين «صنعنا أمننا وأماننا بأيدينا ودماء جنودنا ومقاومينا، وتحمّلنا أعباء أن يكون بلدنا واحة أمن وسلام، لن نسمح بإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، أو أن يُصبح مُستباحاً». ومرّة جديدة، «سنُدافع عن بلدنا، عند كلّ حدود. وإذا راهن العدو على ضعفنا أو كان فرحاً بحصار مالي علينا، فهذا يعني انه لا يعرفنا. نحن حاضرون أن نجوع، لكن أن نبقى أعزّاء. نبيع بيوتنا ونُقاتل، لكن لا نسمح لأحد بأن يمسّ وجودنا وكرامتنا، وليتحمل الكلّ مسؤوليته في المرحلة الجديدة»، قال نصر الله داعياً في الوقت نفسه الجميع في لبنان إلى اتخاذ «موقف قوي موحّد، لأنّ العودة إلى الانقسامات القديمة، ستؤذي البلد».

ولفتت إلى أن السيّد نصر الله وفي كلمته أمس، تحدث عن المُستجدات الاسرائيلية الأخيرة «الخطيرة جدّاً جدّاً جدّاً». ولكنّه اعتمد لهجةً تصعيدية - تهديدية، تتناسب مع معادلة الردع، التي ثبتتها المقاومة مع العدو الصهيوني، وتسمح لها برفع السقف عالياً، حتى لا يُراهن أحدٌ على تلقيها الضربات، من دون الردّ المناسب. كما شارك السيد الرأي العام تفاصيل ما جرى فجر السبت - الأحد. فقال إنّ المقاومة «غنمت» طائرة مُسيّرة إسرائيلية، نظامية وليست من نوع الطائرات التي تُعتمد للتصوير الشخصي، «ممكن أن نعرضها على وسائل الإعلام، إضافة إلى حطام الطائرة الثانية». الطائرة الأولى دخلت إلى حيّ معوض، «وكانت للاستطلاع وغير مزودة بأي مواد تفجير». حلقت على علوّ منخفض، «إلى حدّ أصبحت بين البنايات»، يُرجّح أنّها كانت «تُقدّم صورة دقيقة للهدف المقصود». ليس حزب الله من أسقط الطائرة، بل «شبّان في الحي بدأوا برمي الحجارة عليها، ووقعت. قد تكون وقعت نتيجة خلل فني أو بسبب الحجارة لأنّها مُصابة». وأكمل نصر الله أنّه «بعد مدة زمنية بسيطة، جاءت الطائرة الثانية، بشكلٍ هجومي، وضربت مكاناً معيناً. ما حصل هجوم بطائرة مُسيرة انتحارية، على هدف في الضاحية الجنوبية». وهذا الهجوم الإرهابي هو «أول عمل عدواني منذ 14 آب 2006. كلّ وسائل الإعلام الاسرائيلية تتكلم عن مُسيّرة إرهابية. الاسرائيلي يعترف بأنّه قام بهذه الاغارة. وهذا خرق لقواعد الاشتباك التي تأسست بعد حرب تموز. خرق كبير وخطير والله لطف من دون ضحايا».

وقد يلجأ البعض في الداخل اللبناني، وحلفاء الولايات المتحدة و«اسرائيل» في المنطقة، إلى تسخيف ما حصل. ولكن بالنسبة إلى نصر الله، «إذا سُكت عن هذا الخرق، فسيؤسّس لمسار خطير جداً على لبنان. وسيسمح بأن تقوم مُسيرة إرهابية، كلّ مدة، باستهداف هذا المبنى والمكان، تحت عنوان مُسيّرة الله أعلم من أين أتت». شبّه نصر الله ما يُحاول العدّو القيام به في لبنان، بتكرار للسيناريو الذي يجري في العراق حالياً، وبدأ منذ أسابيع باستهداف مخازن الحشد الشعبي. «فليسمعني كل العالم، شأنهم العراقيين كيف يتعاطون مع الأمر. لكن بالنسبة إلينا في لبنان، نحن لا نسمح بمسارٍ من هذا النوع، وسنفعل كل شيء لمنعه، مهما كلّف الثمن. تقوم الدولة بمسؤوليتها، تُدين الاعتداء، تُقدّم شكوى لمجلس الأمن، تتكلم مع الأميركيين، هذا جيد، لكن لن يوقف المسار الخطير الذي سيُعيد لبنان إلى ما قبل عام 2000». وهنا يأتي دور المقاومة، فأكّد نصر الله انتهاء الزمن «الذي تقصف فيه اسرائيل لبنان، ويبقى الكيان آمناً، في أي نقطة فيه». توجّه إلى المستوطنين، مُبلغاً إياهم: «لا تعيشوا، لا ترتاحوا، لا تطمئنوا، ولا تراهنوا أنّ حزب الله سيسمح بمسار من هذا النوع». ففي المرحلة الجديدة التي يريدها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، «لم تعد المسيّرات الإسرائيلية في نظرنا مسيّرات جمع معلومات، أو خرق سيادة، بل أصبحت مُسيرات تفجير وعمليات إرهابية وقتل. بالتالي من حقنا ومواجهتها، وعندما تدخل إلى سماء لبنان سنعمل على إسقاطها. البعض قد ينزعج من كلامي، فلينزعج الناس الذين ينزعجوا. وليتحدث اللبنانيون إلى الأميركيين، ليقولو للإسرائيليين ينضّبوا». أما عن وتيرة وتوقيت إسقاط المُسيرات، «فهذا له علاقة بالتكتيك».


نصرالله: إقفال الأجواء اللبنانية أمام المسيّرات الإسرائيلية... والردّ قادم 

بدورها قالت "البناء" إنه رغم زحمة الأحداث الدولية والإقليمية واللبنانية خطفت كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، والعدوان الإسرائيلي على لبنان وسورية الذي سبقها وشكل محور المواقف التي أطلقها السيد نصرالله خلالها، كل الأضواء المحلية والإقليمية والدولية، حيث يحبس العالم أنفاسه مع انتقال جبهة المواجهة بين محور المقاومة والمحور الذي تقوده واشنطن من ساحة إلى ساحة، ففي ظل سيطرة أنصار الله على معادلات جبهة الخليج، وتسيُّد إيران على الملاحة البحرية في مضيق هرمز، وعلى إيقاع الانتصارات الباهرة التي حققها الجيش السوري والحلفاء في جبهات إدلب، نشط التحرك الأميركي الإسرائيلي لخلق قواعد اشتباك جديدة في جبهات العراق وسورية ولبنان. ويأتي هذا التصعيد في ظل تقدّم في المسار التفاوضي حول الملف النووي الإيراني يستعيد مشاهد العام 2015 وحالات التصعيد الأميركي الإسرائيلي عشية الاتفاق من جبهة القنيطرة إلى إدلب إلى شنّ حرب اليمن.

وأشارت إلى أن أن الترويج لتصعيد من طرف المقاومة تحت الشعار التقليدي، الاتهام بمحاولة تحسين وضع إيران التفاوضي، مردود عليه بالوقائع التي حملتها الاستهدافات الأميركية الإسرائيلية المتتالية لمواقع الحشد الشعبي في العراق، وفقاً لمصادر في محور المقاومة رأت أن لا فصل بين ما يشهده العراق وما شهدته سورية من تحوّل الغارات الإسرائيلية للمرة الولى إلى استفزاز بلا قيمة عسكرية عبر قتل عنصرين من عناصر حزب الله لاختبار قدرة المقاومة على الردّ، في ظل التفاوض المتسارع على الملف النووي الإيراني، الجاري على هامش قمة السبعة الكبار، والرهان على عجز المقاومة عن ترجمة تهديداتها مراعاة لوضع إيران، كما حدث مع عملية القنيطرة عام 2015. وقالت المصادر ومثلها عملية الطائرتين المسيّرتين أمس، فوق الضاحية، وأضافت ولكن كما حدث عام 2015 وخاب ظنهّم وفشل رهانهم، جاء كلام السيد نصرالله يفتتح مرحلة جديدة من مراحل الردع ويحوّل التحدّي إلى فرصة، مثبتاً أن منطلقات المقاومة في اعتبار أولويّاتها هي بوصلتها في المواجهة مع إسرائيل ، كما في كل مرة.

كما شددت على أن العدوان الإسرائيلي بما هو انتهاك صارخ للسيادة اللبنانية لاقى استنكاراً وتنديداً على المستوى الرسمي اللبناني تشارَك فيه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الخارجية الذي أعلن التوجه بشكوى لمجلس الأمن الدولي، بينما كانت حالة واسعة من التضامن الشعبي والإعلامي والحزبي مع المقاومة، كان أبرز ما قيل خلالها كلام رئيس المجلس الأعلى للحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، حول اعتبار العدوان تصعيداً خطيراً لن يستطيع العدو التحكم بتداعياته.

وتابعت حول الكلام النوعي الذي قاله السيد نصرالله والذي ترجم قلقاً إسرائيلياً سيتجسّد في اجتماع عاجل لمجلس الوزراء المصغر لكيان الاحتلال صباح اليوم، تضمّن جديدين، الأول الإعلان عن دخول المقاومة مرحلة جديدة من الردع سيتظهر خلالها وجود سلاح الدفاع الجوي إلى العلن بإعلان نهاية مرحلة الصمت عن حركة الطيران الإسرائيلي المسيّر في الأجواء اللبنانية، وبعدما كان اعتبار التعاطي معه من مسؤولية الدولة اللبنانية، سيتمّ اعتبار الأجواء اللبنانية مقفلة أمام هذا الطيران من اليوم، أما الجديد الثاني فهو مع التمسك بقرار الردّ على سقوط شهيدين للمقاومة في الغارات الإسرائيلية على سورية، الإعلان عن كون الردّ سيكون من أي نقطة في لبنان على أي نقطة لوجود قوات الاحتلال في فلسطين المحتلة، وبالتالي الخروج من معادلة حصر الردّ في منطقة مزارع شبعا.

كما أن النبرة التي تحدّث بها السيد نصرالله كانت بذاتها تعبيراً عن الحزم والحسم والغضب، سيتعامل معها قادة كيان الاحتلال كجزء من مضمون المواقف التي أطلقها، فقد دعا جنود وضباط جيش الاحتلال إلى الوقوف على رجل ونصف ووجوههم إلى الجدار بانتظار رد المقاومة ليوم، لإثنين، لثلاثة، لأربعة…، وتناول الضغوط التي يمكن أن تُمارس على المقاومة قائلاً اتصلوا بالأميركيين ليتصلوا بالإسرائيليين و يقولولهن إنضبّوا .


نصر الله يتوعّد بإسقاط المسيّرات.. واتصالات عربية ودولية عاجلة لإحتواء إعتداء الضاحية

من جهتها لفتت "اللواء" إلى أن الدخول الإسرائيلي السلبي على الوضع اللبناني فجر أمس الأحد، وضع التطور الإيجابي الداخلي الذي سجل السبت، وتمثل بزيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله رئيس كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب تيمور جنبلاط لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بيت الدين، ومن ثم الغداء الذي جمعهم في حضور رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، على شكل «مصالحة ومصارحة» جديدتين، في المرتبة الثانية من الاهتمامات والمتابعات اليومية للبنانيين، الذين ما زالوا تحت وطأة صدمة التصنيف الائتماني السلبي لاحوالهم الاقتصادية، بانتظار ما يمكن ان تحدثه هذه الصدمة من تطورات ميدانية في سوق القطع اليوم الاثنين مع بدء الحركة العادية في الأسواق، قبل ان يتفأجوا ليل السبت - الأحد، بعدوان إسرائيلي على منطقة الضاحية الجنوبية بطائرتين مسيرتين وتفجير احداهما قرب مكتب العلاقات الاعلامية لـ «حزب الله» في حي معوض، مادفع الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله الى الاعلان امس في كلمة لمناسبة ذكرى الانتصار على الارهاب في السلسلة الشرقية، ان الحزب لن يسمح بعد الان بمرور اية طائرة استطلاع اسرائيلية وسيعمل على إسقاطها».

كما أعلن السيد نصر الله ان العدوان الاسرائيلي ليل السبت الاحد على ضواحي دمشق استهدف بيتا لاقامة عناصر الحزب وليس مركزا عسكريا، ما ادى الى سقوط شهيدين للحزب، متوعدا جيش الاحتلال بالرد «ومن لبنان وليس من مزارع شبعا»، مخاطبا الجندي الاسرائيلي بالقول: «بدك توقف على رجل ونص وتنتظرنا».

ولم يشأ السيد نصرالله الكشف سوى عن جانب قليل من المعلومات، إذ قال في مهرجان الذكرى الثانية لتحرير الجرود الشرقية في بلدة العين البقاعية، ان ما حصل هو استهداف بطائرة انتحارية مسيرة لهدف معين في الضاحية، بعدما سبقتها طائرة أولى مسيرة استطلاعية وغير مزودة بمواد تفجيرية، وكانت تعطي صوراً دقيقة للهدف المقصود، لكنها سقطت من تلقاء نفسها، (وربما اسقطها شبان بالحجارة لأنها كانت قريبة جداً من الابنية)، مشدداً على عدم السماح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن وسيتم إسقاط أي طائرة مشابهة إذا تكرر نفس المشهد، واصفاً ما حصل بأنه «أول خرق واضح وصريح لقواعد الاشتباك منذ عدوان تموز 2006»، مشيراً إلى انه مشابه للسيناريو المعتمد حالياً في العراق، ومشدداً «على ان الزمن الذي كانت فيه طائرات العدو الإسرائيلي تقصف لبنان ويبقى كيانه آمناً انتهى».

واعتبر أن الطائرات المسيرة الإسرائيلية التي تدخل لبنان «لم تعد لجمع المعلومات بل لعمليات الاغتيال.. ومن الآن فصاعداً سنواجه الطائرات المسيرة الإسرائيلية عندما تدخل سماء لبنان وسنعمل على إسقاطها، وليأخذ الاسرائيلي علما بذلك، نحن لن نقبل بأن تستباح مناطقنا، واذا كان احد في لبنان حريص، فعليه ان يحكي مع الاميركي كي يحكي مع الاسرائيليين ان ينضبوا».

إقرأ المزيد في: لبنان